الكيمياء الأردنية – السعودية “غير منسجمة” في قمة الظهران: ملك الأردن يذكّر بـ “هاشمية” النبي مجدداً في الكلمة الافتتاحية..

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2370
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

عمان لم تؤيد الضربة الثلاثية وشددت على وصايتها في القدس..وفدها ضمن “آخر الواصلين” وهشاشة الحكومة امام “مكتب الملك” في واجهة الانتقادات..
برلين- “رأي اليوم” – فرح مرقه:
 ستستمر الكيمياء الأردنية السعودية بعدم التناغم على ما يبدو بعد انتهاء القمة العربية التاسعة والعشرين في مدينة الظهران شرقي العاصمة السعودية الرياض، لتنهي بذلك الامال باستعادة التقارب بين البلدين اثناء استلام وتسليم مقعد رئاسة القمة العربية.
وشهدت تفاصيل القمة العربية الكثير من الجدل حول الحضور الاردني، والعلاقات الاردنية السعودية.
ورغم شكر عاهل الاردن الملك عبد الله الثاني لنظيره السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز على التعاون والتنسيق، الا انه بدا ملحوظاً ان الوفد الاردني تعمّد الوصول متأخراً الى السعودية (ظهر الاحد) وفي يوم انعقاد القمة ذاته، رغم وصول العديد من الوفود منذ ظهر السبت.
وخلافا لما حصل في عمان العام الماضي، حيث استقبل عاهل الاردن نظيره السعودي قبل يومين من انعقاد القمة، يبدو ان الرياض لم ترغب باستقبال مماثل للاردن حتى على سبيل التقدير كرئيس سابق للقمة العربية، كما لم يتحرّج الوفد الاردني من الوصول ضمن اخر الوفود الى مقر انعقاد القمة.
ما رجّح كفّة القراءة بفقدان الكيمياء السعودية الاردنية، كان اصرار عاهل الاردن في كلمته على الصلاة على النبي “الهاشمي” رغم ان الصلاة المذكورة تسببت في “غضب” العاهل السعودي خلال القمة الاسلامية مع الرئيس الامريكي دونالد ترامب والتي عقدت في الرياض العام الماضي.
وافتتح عاهل الاردن كلمته في القمة الاسلامية (ايار 2017) بالقول: “بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي العربي الهاشمي الأمين”. وبعد انتهائه من كلمته، توجه إليه الملك سلمان بالشكر، لافتا انتباهه للصيغة الصحيحة للصلاة على النبي محمد “صلى الله عليه وسلم”، قائلا: “هكذا تكون الصلاة عليه”.
واثار تعقيب الملك سلمان انذاك الكثير من التعليقات والتكهنات منذ ذلك الوقت، حيث بدأت الاشارات تتزايد بسعي الرياض لتقليص دور المرجعية الدينية الهاشمية، التي تمثلها سلالة النبي محمد من اسرة الملك الاردني.
وكرر الاخير الصلاة على النبي الهاشمي في كلمته امام مجلس الجامعة العربية الاحد، الامر الذي اوحى بالمزيد من التنافر بين المملكتين، كما أصرّ ملك الاردن في كلمته ايضا على التركيز على القضية الفلسطينية، وعلى دعم الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس، رغم تداول الانباء عن سعي ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان لتقويض الوصاية من جهة، وبضلوعه (أي الامير بن سلمان نفسه) فيما يُعرف بصفقة القرن وتصريحاته بخصوص القدس ونقل السفارة الامريكية اليها، خلافا لبيان القمة العربية من جهة ثانية.
التفاصيل المتعلقة بالقضية الفلسطينية لم تكن وحدها ما اختلف فيه ملك الاردن عن السعوديين، فقد قرر الملك في كلمة الاردن عدم التطرق ابدا للضربة الثلاثية على سوريا، رغم تأكيده على المسار السياسي لحل الازمة السورية، الامر الذي بدا وكأن عمان أيضاً توجه رسالة بعدم وقوفها الى جانب الرياض في الترحيب بالضربة الامريكية- البريطانية- الفرنسية.
وظهر ولي العهد السعودي بنظرات غير راضية في كلمة الملك الاردني، الامر الذي رصدته “رأي اليوم” بالتزامن مع الكلمة، وهو ما رجح عدم حصول اي قمة اردنية سعودية على هامش القمة العربية.
وبدت عمّان عمليّاً منذ نحو عام تبتعد اكثر فأكثر عن المواقف السعودية التي يقودها الامير الشاب محمد بن سلمان، سواء في الملف الفلسطيني او حتى في اليمني والعلاقات العربية مع اسرائيل، بالاضافة لعدم تماهيها تماما مع موقف المقاطعة الرباعية لقطر، والتي شكل فيها الامير السعودي رأس الحربة.
ورصدت “رأي اليوم” العديد من التعليقات حول القمة العربية لاعلاميين اردنيين، حيث انتقد الصحافي اسلام صوالحة ما اسماها “حكومة الديوان” (في اشارة لمؤسسة القصر الملكي) عبر صفحته على موقع “فيس بوك”. وقال صوالحة ” رئيس الديوان الملكي (الدكتور فايز الطراونة) يشغل مقعد #الاردن في #القمة_العربية_2018 خلال تسليم الملك (عبد الله الثاني) رئاسة القمة للعاهل السعودي (الملك سلمان بن عبد العزيز) ووزير الخارجية (أيمن الصفدي) يجلس خلف الطراونة!!، والملفت انه باستثناء الوزير الصفدي فان باقي اعضاء الوفد الاردني هم من مكتب الملك! ويغيب (رئيس الحكومة الدكتور هاني) الملقي ويحضر (الدكتور) باسم عوض الله! #حكومة_الديوان”.
وبينما ركز صوالحة على انتقاد الوفد الاردني، كان رئيس مركز حماية وحرية الصحفيين نضال منصور ينتقد القمة بشكل عام، بقوله” في الزمانات كانت القمة العربية حدثا مهما نتابعه ووسائل الاعلام ترصد تفاصيله . واليوم تمر القمم العربية والعرب يتحسبون ما سيتبعها من كوارث ولا احد يصغي للخطابات والوعود. هل تغير القادة ام نضجت شعوبهم ام ان الهزائم المتتالية وحالة الانقسام كرست حالت ميؤوس منها ولا تصلحها القمم؟!”.