فرنسا ستساعد السعودية في انشاء اوركسترا ودار للاوبرا في اول اتفاق بين البلدين وماكرون سيتوجه للرياض “بنهاية العام” لتوقيع عقود

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1989
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

باريس ـ (أ ف ب) – سيتوجه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى السعودية “بنهاية العام” بحسب ما اعلن قصر الاليزيه الاثنين في وقت يقوم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بزيارة رسمية لباريس.
واعلنت مصادر مقربة من الرئاسة الفرنسية للصحافيين ان ماكرون وبن سلمان “سيعملان على اعداد وثيقة استراتيجية ستصبح جاهزة بحلول نهاية العام، ستنتج عنها عقود يتوجه (ماكرون) الى السعودية بنهاية العام لتوقيعها”.
وأعلنت وزيرة الثقافة الفرنسية فرنسواز نيسين الاثنين أن فرنسا ستساعد السعودية على إنشاء أوركسترا ودار للأوبرا، في وقت تسعى المملكة المحافظة للانفتاح على الغرب بدفع من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي يزور فرنسا.
وقالت نيسن للصحافيين بعد توقيع اتفاقات مع نظيرها السعودي عواد العواد في باريس “اليوم تم توقيع اتفاق مع دار الأوبرا في باريس لمساعدة السعودية على إنشاء أوركسترا وطنية ودار للأوبرا”.
وبدأ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لقاءاته الرسمية الإثنين في إطار الزيارة التي يقوم بها إلى باريس والمخصصة لتعزيز العلاقات المعقدة بين البلدين بعد توتر شديد مرتبط بالأزمات الإقليمية.
وتناول محمد بن سلمان الذي وصل بعد ظهر الأحد من الولايات المتحدة إلى فرنسا، العشاء مساءً مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في متحف اللوفر في وسط باريس.
وقال الاليزيه ان الرجلين اللذين يدل صغر سنهما على انتقال السلطة بين جيلين في بلديهما “تمكنا (…) من استباق البحث في القضايا ذات الاهتمام المشترك قبل محادثاتهما الرسمية الثلاثاء”، بينما تؤكد كل من الدولتين انها تريد اعادة رسم العلاقات الثنائية المبنية تقليديا على العقود الكبيرة.
وضاعف ولي العهد السعودي الشاب (32 عاما) الذي سيقود دولة اساسية في الشرق الاوسط بنظام حكم محافظ ومشارك في الازمات العديدة التي تشهدها المنطقة، اشارات الانفتاح. وهو يقوم بحملة دبلوماسية للانفتاح على الغرب مقدما صورة أكثر ليبرالية وحداثة للمملكة التي يرغب غي اعدادها لمرحلة ما بعد النفط.
وفي حين أمضى ولي العهد ثلاثة أسابيع في الولايات المتحدة حيث عقد لقاءات ووقع اتفاقات عديدة، لن تستمرّ زيارته الى فرنسا الا ثلاثة أيام وسط تكهنات كثيرة أحاطت بجدول أعماله الذي لا يزال غامضاً.
وقد الغيت زيارة كان من المقرر ان يقوم بها الامير الشاب مع رئيس الوزراء ادوار فيليب مساء الاحد الى مركز رعاية الشركات الناشئة “ستاسيون اف” وهو الاكبر في العالم.
وقالت رئاسة الحكومة “تم الاتفاق على مواصلة التقدم في تحديد المشاريع الاستثمارية الفرنسية السعودية قبل زيارة على هذا المستوى الى +ستاسيون اف+يمكن ان تجري الشهر المقبل”.
وسيكتفي الرجلان بذلك بغداء بينما سيلتقي الامير محمد بن سلمان وهو وزير الدفاع ايضا بعد ظهر الاثنين وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي.
– تنافس شرس مع طهران –
تنوي منظمات غير حكومية عدة اسماع صوتها خلال هذه الزيارة الاثنين بالاحتجاج على مبيعات اسلحة فرنسية يمكن ان تؤدي الى سقوط ضحايا في حرب اليمن حيث تقود الرياض تحالفا عسكريا ضد المتمردين الحوثيين الذين تتهم السعودية منافستها الكبرى ايران بدعمهم.
وبالتأكيد ستكون المنافسة الشرسة بين الرياض وطهران — اعلن ولي العهد السعودي مؤخرا ان المملكة ستتزود في اسرع وقت ممكن بسلاح ذري اذا امتلكت ايران سلاحا من هذا النوع — احدى النقاط الحساسة في الشق الدبلوماسي من الزيارة، اذ ان الاعتدال الفرنسي النسبي يتناقض مع الاندفاع السعودي.
ويشمل الشق الدبلوماسي من الزيارة عددا من الملفات الساخنة في منطقة النفوذ السعودية، من اليمن الى الازمة السورية وتبعات الهجوم الكياميائي المفترض في دوما، والملف اللبناني لاسيما الانتخابات التشريعية المقبلة في ايار/مايو، واعمال العنف بين اسرائيل والفلسطينيين.
ولا يبدو انه سيتم توقيع عقود كبيرة خلال الزيارة، علما ان العلاقات بين البلدين شهدت لفترة طويلة توقيع عقود تجارية ضخمة. وباتت العاصمتان تطمحان الآن لإقامة “تعاون جديد” يواكب التحول الاجتماعي والاقتصادي للسعودية.
وذكر مصدر قريب من الوفد السعودي انه سيتم توقيع نحو 18 بروتوكول اتفاق في مجالات السياحة والطاقة والنقل. وسيعلن ايضا عن اتفاقية تعاون لتطوير منطقة العلا في الحجاز حيث توجد آثار تاريخية هامة وخصوصا مدائن صالح.
ويبقى مكان إقامة الأمير في فرنسا سريا، ونزل قسم على الأقل من الوفد المرافق له في فندق “جورج الخامس” الذي تملكه العائلة المالكة السعودية في باريس، على ما ذكر صحافيو فرانس برس.
ومن جهته اعلن وزير الثقافة السعودي عواد بن صالح العواد أن السعودية ستشارك رسمياً لأول مرة في مهرجان كان السينمائي بتقديم مجموعة من الأفلام القصيرة عند افتتاح المهرجان الشهر المقبل في جنوب فرنسا.
وقال الوزير بعد محادثات مع وزيرة الثقافة الفرنسية فرنسواز نيسين اثناء زيارة الى فرنسا ليومين مرافقا ولي العهد الامير محمد بن سلمان “نحن سعداء أيضا انه اتفقنا اليوم مع معالي الوزيرة على ان تكون هناك مشاركة رسمية في مهرجان كان لأول مرة”.
وستكون المشاركة رمزية مع عرض تسعة افلام سعودية قصيرة وتنظيم لقاءات مهنية في اطار النسخة الـ71 لمهرجان كان (من 8 الى 19 ايار/مايو).