ترامب “مرتزق” مال ولي العهد السعودي
سيدفع السعوديون تكاليف البقاء العسكري الأميركي في سوريا التي اشترطها الرئيس دونالد ترامب، على الاغلب، وهو الأمر الذي سيُدخل الجيش الأميركي في خانة المرتزقة التي تقاتل مقابل الأموال لمصلحة دول اخرى.
تقرير: ولاء محمد
بعقلية التاجر اللاهث وراء الصفقات والأموال يتصرف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ضارباً بعرض الحائط سمعة القوات المسلحة الأميركية التي يعتبر رئيسها بحكم منصبه.
وفي محاولته للاستيلاء على المزيد من الأموال الخليجية والسعودية تحديداً، فتح ترامب ملف بقاء القوات الأميركية في سوريا، ملوحاً بسحب نحو 2000 من جنوده هناك إلا إذا دفعت السعودية تكاليفهم، وهو الأمر الذي يعني تحويل الجيش الأميركي إلى مرتزقة تقاتل لمصلحة دول أخرى مقابل الأموال.
وتتناقض رغبة ترامب هذه مع الخطط العسكرية لجنرالات الجيش، حيث يعتبر قائد القيادة المركزية في الشرق الأوسط الجنرال جوزيف فوتيل، في تصريح له منذ أيام قليلة، أن الجزء الأصعب من العملية العسكرية الأميركية في سوريا لم يتم تنفيذه بعد.
يشارك فوتيل في رأيه بريت ماكغيرك، المبعوث الأميركي الخاص لما يُسمى “التحالف الدولي” ضد “داعش”، إذ يقول: “لم ننته بعد”، من سوريا، و”علينا العمل على عدد من القضايا الصعبة” فيها.
من جهتها، تشارك السعودية الجنرالات الأميركيين الرأي، ويؤكد متابعون للعلاقة الأميركية السعودية أن الأخيرة ستقوم بدفع التكاليف التي تحدث عنها ترامب، والتي سبق لصحيفة “واشنطن بوست” أن كشفت أن الرئيس الأميركي طلب من المملكة دفع 4 مليارات دولار للمساهمة في تسريع خروج القوات الأميركية من سوريا.
يتأكد الابتزاز الأميركي الجديد للسعودية أكثر بالنظر إلى توقيت إعلان ترامب والزيارة التي يقوم بها ولي العهد السعودي إلى الولايات المتحدة، والتي كان استهلها بلقاءه الرئيس الأميركي الذي طالبه أمام الكاميرات بدفع بعض من ثررة بلاده للأميركيين، عبر زيادة حجم الاستثمارات السعودية ورفع قيمة صفقات التسليح.
وفي مشهد يمكن وصفه بالكوميديا السوداء، عرض ترامب في اجتماعه مع ابن سلمان لوحات تحتوي على صور وأرقام تمثل قيمة صفقات السعودية مع بلاده، وعلق على إحدى الصفقات التي بلغت قيمتها 525 مليون دولار أميركي، قائلاً: “هي مجرد حبات فول سوداني بالنسبة إليكم”، الأمر الذي اكتفى ابن سلمان بالرد عليه بالضحك.