السعودية تحمل ايران مسؤولية الهجوم الصاروخي وتهدد بالرد “بالوقت والمكان المناسبين” وتعتبر امتلاك “أنصار الله” لصواريخ باليستية يمثل تطورا خطيرا جدا

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2268
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

الرياض ـ (أ ف ب) – اتهمت السعودية ايران الاثنين بالوقوف وراء الصواريخ البالستية التي أطلقها الحوثيون على المملكة الاحد وأدت الى مقتل شخص، مهددة بالرد على ايران “بالوقت والمكان المناسبين”، في تصعيد جديد بين القوتين الاقليميتين.
وتقود الرياض في النزاع المدمر في اليمن المستمر منذ ثلاث سنوات، تحالفا يتدخل عسكريا لمساعدة سلطات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في مواجهة الحوثيين.
وتتهم السعودية وهادي ايران بتسليح الحوثيين.
وتؤكد طهران دعمها للحوثيين لكنها تنفي تزويدهم بالسلاح وتتهم بدورها الرياض بارتكاب “جرائم حرب” في اليمن.
وهي ليست المرة الاولى التي تهدد فيها المملكة السعودية ايران في سياق النزاع اليمني الذي أجج التوتر بين البلدين اللذين قطعت العلاقات الدبلوماسية بينهما منذ 2016 واللذين يتواجهان في سياق نزاعات وازمات اخرى في المنطقة.
جاء التصعيد الجديد اثر اطلاق الحوثيين الاحد سبعة صواريخ على المملكة. وتم اعتراض الصواريخ من الدفاعات السعودية لكن عاملا مصريا قتل واصيب ثلاثة اشخاص آخرون بجروح بسبب سقوط شظايا الصواريخ على منزل في الرياض.
وقال المتحدث باسم التحالف العسكري العقيد السعودي تركي المالكي في مؤتمر صحافي في الرياض “الصواريخ ايرانية”، مضيفا ان المملكة “تحتفظ بحق الرد على ايران في الوقت والمكان المناسبين”.
واعتبر المالكي اطلاق الصواريخ “تدهورا خطيرا”، متهما إيران بالعمل على تهريب الصواريخ الى الحوثيين من خلال تفكيكها ثم ارسالها في شحنات عبر ميناء الحديدة ومطار صنعاء. ويخضع مطار صنعاء وميناء الحديدة الى سيطرة الحوثيين.
-“عدوان” سعودي-
وشدد العقيد السعودي على ان التحالف “سيقوم باتخاذ كافة الاجراءات لحماية أمن” المملكة، من دون ان يحدد هذه الاجراءات.
ومنذ تشرين الثاني/نوفمبر 2017، أطلق الحوثيون صواريخ على السعودية على فترات متباعدة. وعند كل عملية اطلاق، أكدت الرياض اعتراض دفاعاتها الجوية للصواريخ.
ونددت واشنطن وباريس ولندن باطلاق الصواريخ الاحد وعبرت عن تضامنها مع الرياض.
وكان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان اتهم في تشرين الثاني/نوفمبر ايران بالتورط بشكل مباشر في تزويد الحوثيين بالصواريخ معتبرا ذلك “عدوانا عسكريا مباشرا من النظام الايراني ويمكن اعتباره عملا حربيا ضد المملكة”.
ومنذ 26 آذار/مارس 2015، تقود السعودية تحالفا عسكريا في البلد المجاور الفقير دعما لسلطة الرئيس المعترف به دوليا عبد ربه منصور هادي في مواجهة الحوثيين الذين يسيطرون على صنعاء ومناطق واسعة من البلاد.
وادى النزاع الى مقتل نحو عشرة آلاف شخص واصابة نحو 53 الفا في ظل أزمة انسانية تعتبرها الأمم المتحدة من بين الأسوء في العالم حاليا.
واحيا الحوثيون الاثنين الذكرى الثالثة لما وصفوه ب “العدوان” السعودي من خلال استعراض للقوة في صنعاء.
واحتشد مئات الآلاف من أنصارهم في ساحة السبعين في صنعاء حاملين اعلام اليمن ولافتات عليها صورة زعيم الحوثيين عبد الملك بدر الدين الحوثي وأخرى كتب عليها “ثلاث سنوات على العدوان”.
وقال صالح الصماد رئيس “المجلس السياسي” اعلى سلطة لدى الحوثيين، مخاطبا المتجمعين ان حضور هذا الحشد “يوجه رسالة الى العالم (..) ثلاث سنوات من العدوان لم تكسر ارادة الشعب اليمني”.
-“رفض السلام”-
وتزامن الاطلاق الاخير للصواريخ مع زيارة لولي العهد السعودي لواشنطن وكان وزير الدفاع الاميركي دعاه الاسبوع الماضي الى دفع جهود السلام في اليمن.
في الاثناء رفض مجلس الشيوخ الاميركي قرارا هدف لوقف المساعدة اللوجستية الاميركية للعمليات العسكرية للتحالف في اليمن.
واعتبرت منظمة العفو الدولية في بيان ان الصواريخ البالستية التي أطلقها الحوثيون باتجاه السعودية قد تشكّل “جريمة حرب”. وكانت المنظمة اتهمت واشنطن وباريس ولندن بتزويد الرياض وحلفائها بالسلاح ما قد يشكل جريمة حرب.
وكان خبراء للامم المتحدة اكدوا في تقرير في كانون الثاني/يناير 2018 ان ايران انتهكت حظر السلاح الذي تفرضه الامم المتحدة على اليمن من خلال السماح للمتمردين بالتزود بطائرات بدون طيار وصواريخ بالستية.
والاثنين قال صالح الصماد في تجمع صنعاء ان جماعته ستتعاطى “مع أي مبادرات تفضي إلى وقف العدوان ورفع الحصار والجلوس على طاولة الحوار”، ودعا القوى اليمنية الى “الحوار”.
في موازاة دعوته للحوار، اتهم الصماد في خطابه الولايات المتحدة ب “ادارة” العدوان، قائلا ان الاميركيين “يشاركون مباشرة في عدد من الجبهات”. وتابع “العدوان أميركي من أول طلقة”.
ويعتبر التحالف انه على الحوثيين تطبيق قرار مجلس الامن رقم 2216 الذي يطالب الحوثيين بالانسحاب من الاراضي التي سيطروا عليها وضمنها صنعاء.
واعتبر الرئيس هادي ان اطلاق الصواريخ الاحد يثبت “رفضا واضحا للسلام” من قبل الحوثيين.
ولا يلوح حل سياسي في الافق في هذا النزاع وكانت كافة محاولات تسويته فشلت حتى الان.