بريطانيا تفرش السجاد الاحمر لولي العهد السعودي وسط احتجاجات ضد تدخل بلاده في الحرب في اليمن.. واتفاقات تجارية وفرص استثمارية بحوالى 90 مليار دولار في السنوات المقبلة

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1916
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

لندن ـ (أ ف ب) – استقبلت الملكة اليزابيث الثانية ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان الاربعاء في قصر باكنغهام، في مستهل الزيارة الرسمية التي يقوم بها الى بريطانيا حيث واجه تظاهرات احتجاجية على خلفية ضلوع بلاده في الحرب في اليمن.
واقامت الملكة البريطانية مأدبة غداء على شرف ولي العهد السعودي في قصر باكنغهام اجرى بعدها محادثات مع رئيسة الوزراء تيريزا ماي، الا ان وصوله الى لندن ترافق مع تظاهرات احتجاجية على خلفية النزاع في اليمن.
ودافعت ماي عن توجيهها الدعوة لولي العهد السعودي بعد ان تعرضت لانتقادات حادة في البرلمان على خلفية فرش السجاد الاحمر له خلال زيارته التي تستمر ثلاثة أيام.
وقالت امام البرلمان إن “العلاقات بيننا وبين السعودية تاريخية، وهي مهمة وأنقذت حياة المئات في هذا البلد” بسبب التعاون في مكافحة الارهاب.
واضافت ان “انخراطهم في الحرب في اليمن جاء بناء على طلب من حكومة اليمن الشرعية وهو مدعوم من مجلس الامن الدولي، ولهذا السبب فإننا ندعمه”.
وادى النزاع في اليمن المستمر منذ ثلاث سنوات، والذي بدأ بتدخل عسكري تقوده السعودية لقتال المتمردين الحوثيين المدعومين من ايران، الى دفع 22,2 مليون شخص الى الاعتماد على المساعدات الغذائية، بحسب ارقام الامم المتحدة.
وصباحا، رفعت منظمة “سيف ذي تشيلدرن” تمثالا لطفل يرفع عينيه الى السماء امام البرلمان البريطاني من أجل “لفت الانتباه الى العنف الذي تساهم القنابل المصنوعة في المملكة المتحدة في تأجيجه جزئيا”. وتقول منظمة “افاز” ان قيمة الصادرات البريطانية من السلاح الى السعودية بلغت 1,22 مليار يورو في النصف الاول من 2017.
وشارك نحو مئتي شخص في تظاهرة احتجاجية امام مقر رئاسة الحكومة البريطانية احتجاجا على زيارة ولي العهد السعودي.
وقال ماير ويكفيلد من حركة “تحالف اوقفوا الحرب” التي نظمت التظاهرة إن الزائر السعودي “ليس مرحبا به هنا ويجب ان لا يفرشوا السجاد الاحمر لأمثاله فيما شعب اليمن يتعرض لحصار وحشي”.
– “تواطؤ” بريطانيا في جرائم الحرب –
من جهته اتهم زعيم حزب العمال المعارض جيرمي كوربن حكومة ماي ب”التواطؤ” في جرائم حرب ببيعها اسلحة الى السعودية، حتى أنه المح الى ان مستشارين من الجيش البريطاني “يديرون الحرب”.
وردت ماي بأن علاقتها مع الامير محمد بن سلمان ساعدت في تخفيف الازمة الانسانية من خلال اقناعه بتخفيف الحصار على الموانئ اليمنية خلال اجتماع في كانون الاول/ديسمبر.
وقالت “هذا يبرر علاقتنا مع السعودية: قدرتنا على الجلوس معهم”.
واستقبلت ماي الامير محمد بن سلمان واجريا محادثات تناولت الاصلاحات في السعودية والتجارة والعلاقات الاستثمارية والدفاع والتعاون الامني.
واشار الامير محمد بن سلمان الى ان هناك الآن “فرصا هائلة” لتعزيز التعاون التجاري بعد بريكست.
واضاف “ليس لدي ادنى شك في ان العلاقات عميقة جدا، وهي مختلفة وليست مجرد علاقات سياسية او عسكرية واستخبارية بل انها ايضا اجتماعية واقتصادية”.
وعقب المحادثات رحبت متحدثة باسم رئاسة الحكومة البريطانية “بالاصلاحات الاخيرة في السعودية ولا سيما بالنسبة للنساء”، مضيفة ان بريطانيا تبدي “قلقا عميقا” ازاء الاوضاع الانسانية في اليمن.
وتابعت المتحدثة ان “رئيسة الوزراء وولي العهد اتفقا على اهمية دخول المساعدات الانسانية والاقتصادية بدون قيود ولا سيما عبر الموانئ، وعلى ان الحل السياسي هو السبيل الوحيد لانهاء النزاع والمعاناة على الصعيد الانساني في اليمن”.
وقالت المتحدثة ان المباحثات أسفرت عن اتفاقات تجارية وفرص استثمارية بحوالى 90 مليار دولار في السنوات المقبلة في مجالات تتراوح بين التربية والدفاع.
واضافت ان ذلك سيتضمن استثمارات مباشرة في بريطانيا وتزويد شركات بريطانية عددا من الادارات العامة السعودية بالمشتريات.
وفي المساء يقيم ولي العهد البريطاني الامير تشارلز مأدبة عشاء على شرف ولي العهد يحضرها نجله الاكبر الامير وليام.
وردا على سؤال في البرلمان حول الزيارة، دافع وكيل وزير الخارجية اليستار بيرت عن صفقات الاسلحة البريطانية الى السعودية، وقال ان الانظمة المعتمدة “مشددة مثل اي مكان في العالم”.
كما اشاد بالاجراءات الاصلاحية التي اتخذها الامير وقال “مشاركة النساء في الاعمال والحكومة تحقق فرقا حقيقيا”.
واضاف “بالنسبة للسعودية، هذه التغييرات لها أهمية هائلة”. وفي وقت سابق قالت الحكومة البريطانية انها تامل في أن تمهد الزيارة “لحقبة جديدة من العلاقات الثنائية”.
وتأتي هذه الزيارة في اطار اول جولة خارجية للأمير محمد بن سلمان بعد توليه ولاية العهد والتي زار خلالها مصر وسيزور لاحقا الولايات المتحدة.
وتهدف هذه الجولة الى استقطاب الاستثمارات وتأتي عقب فترة شهدت تغييرات كبيرة في صفوف الجيش السعودي واصلاحات قادها الامير الشاب.