قمة «كامب ديفيد».. حل الأزمة الخليجية يخدم مصالح واشنطن
أحمد ولد مبروك
ترقب عربي ودولي، للقمة الأمريكية الخليجية المحتمل عقدها في منتجع «كامب ديفيد» ربيع هذا العام، لوضع حد للخلافات بين قطر وكل من السعودية والإمارات والبحرين.
وتتعلق رغبة الإدارة الأمريكية في حل الأزمة التي دخلت شهرها التاسع على التوالي، في تنسيق الجهد الخليجي لمحاربة التنظيمات المتطرفة واحتواء النفوذ الإيراني بدلا من الخلافات بين دول المنظومة الخليجية.
وسيكون لحل الأزمة الخليجية تعزيز لفرص التعاون وتبادل المعلومات الأمنية بين الولايات المتحدة ودول الخليج مجتمعة، وتحسين تدابير الحد من تمويل الإرهاب ومكافحة التطرف والعنف، ومكاسب أخرى تدفع الولايات المتحدة للتدخل في إنهاء الأزمة، بحسب «الأناضول».
ويضر استمرار الأزمة الخليجية بالجهود الأمريكية في الحرب على الإرهاب، رغم القضاء على تنظيم «الدولة الإسلامية» عسكريا والذي سيظل يمثل تهديداً، كما صرح مدير الاستخبارات الأميركية، «دان كوتس»، في 18 فبراير/شباط الماضي.
وتعد البلدان المعنية مباشرة بالأزمة الخليجية من الدول الحليفة للولايات المتحدة في الحرب على الإرهاب؛ وتوفر دول الخليج العربية موطئ قدم للوجود العسكري الأمريكي في المنطقة.
ويعتقد وزيرا الخارجية والدفاع الأمريكيان بأن استمرار الأزمة من دون التوصل إلى حل لها، من شأنه الإضرار بجميع الدول الخليجية وبالمصالح الأمريكية في المنطقة والعالم، عبر تشتيت الجهود الأمريكية الخليجية المشتركة في الحرب على الإرهاب.
تغيرات لافتة
وشهد الخطاب الأمريكي والموقف من الأزمة الخليجية متغيرات جذرية صبت باتجاه تقارب الموقف الأمريكي بين الرئيس ووزارتي الخارجية والدفاع بعد جولات الحوار الاستراتيجي الذي استضافته واشنطن بين مسؤولين أمريكيين وقطريين نهاية يناير/كانون الثاني الماضي.
وجاء التغير في موقف الرئيس الأمريكي مؤخرا نتيجة الإصرار القطري على رفض شروط دول المقاطعة وتمسكها بسيادة الدولة ورفض "الوصاية" والتعاون المثمر مع وزارة الخارجية الأمريكية لإيجاد حل للازمة.
ومن المنتظر أن يعقد الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» لقاءات منفصلة خلال شهري مارس/آذار الجاري، وأبريل/نيسان المقبل، مع قادة خليجيين، ذكرت وسائل إعلام أن من بينهم ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان»، وولي عهد أبو ظبي «محمد بن زايد»، ومن ثم لقاء منتظر مع أمير دولة قطر «تميم بن حمد».
في مقابل ذلك، تستبعد السعودية حلا قريبا للأزمة الخليجية، وتكرر وصفها للأزمة بأنها «صغيرة جدا مقارنة بتحديات المنطقة»، وفق تصريحات وزير الخارجية السعودية «عادل الجبير» في 23 فبراير/شباط الماضي من العاصمة البلجيكية بروكسل.
وتلوح دول المقاطعة بين الفينة والأخرى إلى عدم اكتراثها باستمرار الأزمة الخليجية إلى أجل غير معلوم، مع تأكيد على عدم رفض الوساطتين الكويتية والأمريكية والحرص على عدم انتقادهما.
لكن الدوحة تعلن استعداها للمشاركة في القمة الأمريكية الخليجية المنتظرة إذا توفرت لدى الفريق الثاني الرغبة والإرادة الحقيقية في الحوار وليس بـ«الإكراه» وفق ما قاله وزير الخارجية القطري «محمد بن عبد الرحمن» آل ثاني مطلع الشهر الماضي.
وتعول دولة قطر على الوساطة الأمريكية المتوقعة خلال استضافة الرئيس الأمريكي لقادة الدول الخليجية في «كامب ديفيد» التي لم يعلن عنها رسميا حتى الآن.
والأسبوع الجاري، أجرى مبعوث وزير الخارجية الأمريكي الجنرال المتقاعد «أنتوني زيني»، ونائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الخليج العربي في الولايات المتحدة، «تيم لندركنغ»، زيارتين مهمتين إلى كل من قطر والكويت، وذلك قبل أسابيع من اجتماع «ترامب» بقادة دول الخليج، لوضع حد للأزمة الخليجية.
وسوف يسلم المبعوثين الأمريكيين زعماء الدول الخليجية رسالة بهذا الغرض خلال زيارتهما للمنطقة.
ولا يُنتظر أن تتمخض نتائج قمة «كامب ديفيد»، عن حل نهائي لأزمة معقدة كأزمة الخليج؛ لكنها في كل الأحوال ستسهم في التخفيف من حدة التوترات، ووضع خارطة طريق وصولا إلى الحل النهائي الذي قد يستغرق المزيد من الوقت.
المصدر | الخليج الجديد + الأناضول