«بن سلمان» و«السيسي» بالقاهرة و«ترامب» على الهاتف وبجواره «نتنياهو».. ماذا يحدث؟
محمد الجوهري
بينما كان ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان» ينزل على سلم طائرته المرابضة في مطار القاهرة، لمقابلة الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي»، مساء الأحد، كانت طائرة رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» تهبط في واشنطن، معلنة عن زيارة مهمة يجريها رئيس الحكومة الإسرائيلية إلى البيت الأبيض للقاء الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب».
في نفس التوقيت أيضا، أعلنت الرئاسة المصرية أن «السيسي» تلقى مكالمة هاتفية من نظيره الأمريكي «دونالد ترامب»، وسط توقعات وتحليلات بكون هذه اللقاءات غير منفصلة تماما، في إطار ترتيبات جديدة سيتم إعلانها في المنطقة.
ما أكسب اللقاء الأول أهمية هو أن زيارة ولي العهد السعودي إلى القاهرة هي الأولى له خارجيا، منذ تعيينه وليًا للعهد في المملكة، وهي الخطوة التي جاءت بعد تفاعلات دولية وإقليمية مهمة، أبرزها زيارة ترامب إلى السعودية واجتماعه بقادة دول الخليج، ودول أخرى فيما عرف بالقمة الإسلامية الأمريكية في مايو/أيار الماضي، ثم التصعيد ضد قطر في يونيو/حزيران.
«بن سلمان» بعد زيارته للقاهرة، سيطير إلى لندن، ثم إلى واشنطن، والتي سيكون رئيس الوزراء الإسرائيلي قد غادرها للتو.
وحرص «السيسي» على استقبال ولي العهد السعودي في مطار القاهرة شخصيا، وفتح الصالة الرئاسية له، لتأتي بعد ذلك الأنباء بعقد لقاء مباحثات سريع، أعقبه توقيع اتفاقيات بين مصر والسعودية، أبرزها مذكرة تفاهم بشأن تفعيل صندوق مصري سعودي للاستثمار، بين صندوق الاستثمارات العامة في المملكة العربية السعودية ووزارة الاستثمار والتعاون الدولي في مصر.
وخلال تواجد «بن سلمان» بالقاهرة، أصدرت الرئاسة المصرية بيانا، أكدت فيه أن الرئيس المصري وولي العهد السعودي «اتفقا على مواصلة العمل معاً من أجل التصدي للتدخلات الإقليمية ومحاولات بث الفرقة والتقسيم بين دول المنطقة، والتوحد كجبهة واحدة لمواجهة المخاطر والتحديات التي تتعرض لها المنطقة العربية، وعلى رأسها الإرهاب والدول الداعمة له».
وتشير الفقرة السابقة إلى أن التنسيق بين القاهرة والرياض مرشح أن يتصاعد خلال الفترة المقبلة تجاه مزيد من التصعيد ضد قطر، وذلك رغم المطالبات الأمريكية بتهدئة الأمور، وهو أمر لا يتصور حدوثه دون وجود ضوء أخضر أمريكي خفي لاستمرار الأزمة، بضغط من (إسرائيل)، والتي لا تريد إحداث تراجع في القوة الإقليمية للمحور المصري السعودي الإماراتي، استعدادا لإقرار «صفقة القرن».
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين ننياهو» فأكد، أمام جمع من الصحفيين قبل مغادرته مطار «بن غوريون» في (إسرائيل) متوجها إلى واشنطن، أنه سيثير مع الرئيس الأمريكي مخاوف (إسرائيل) ودول المنطقة من تطورات الملف الإيراني، علاوة على القضية الفلسطينية.
وأضاف: «سأشكره باسم الشعب الإسرائيلي على نقل السفارة الأمريكية إلى أورشليم (القدس) بمناسبة حلول عيد الاستقلال الـ 70 لدولة إسرائيل».
وتأتي زيارة «نتنياهو» إلى الولايات المتحدة، بعد نحو أسبوع من إعلان وزارة خارجيتها نقل السفارة الأمريكية من (تل أبيب) إلى القدس، منتصف شهر مايو/أيار المقبل، وذلك تزامنا مع الذكرى السبعين لقيام الكيان الصهيوني (النكبة).
وبالتوازي مع عودة دوران ترس لقاءات المحور المصري السعودي والإسرائيلي الأمريكي، نقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عما قالت إنه «مسؤول كبير بالسلطة الفلسطينية»، (لم تسمه) قوله إن البيت الأبيض سيقدّم خطة السلام، المعروفة باسم «صفقة القرن»، خلال الأسابيع المُقبلة، بعد ضغوط من رئيس الحكومة الإسرائيلية «بنيامين نتنياهو».
وأضاف المسؤول الفلسطيني أن السلطات الفلسطينية حصلت على معلومات تُشير إلى أن حكومة «نتنياهو» تمارس ضغوطًا كبيرة على إدارة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» من أجل الإفراج عن «صفقة القرن» خلال الأسابيع المُقبلة.
وتابع، في التقرير المنشور عبر موقع الصحيفة الإسرائيلية: «نعلم أن نتنياهو يمارس ضغطًا، ورُبما يضطر للدعوة لانتخابات مبكرة بسبب الأزمات في الداخل الإسرائيلي، لذا فإنه يسعى للظهور على الساحة الدولية وتصوير الفلسطينيين وأبو مازن، (محمود عباس)، وكأنّهم رافضين للسلام، لكن هذه المرة بمساندة أمريكية، من أجل استعادة الشعبية التي يفقدها».
ووفقا لتلك التطورات، من المنتظر أن تتسارع الأحداث إقليميا بشكل كبير، ربما بعد حصول «السيسي» على مدته الرئاسية الجديدة، أواخر مارس/آذار الجاري، لضمان استقرار ينشده للتموضع بشكل جديد في كل ما سيحدث خلال الأشهر القليلة المقبلة.
المصدر | الخليج الجديد