واشنطن بوست: مسؤول أميركي سابق يحذر بن سلمان من مصير “شاه إيران” الدراماتيكي
“ولي العهد السعودي الثوري”… بتلك الكلمات استهل دينيس روس، المستشار السابق لرؤساء أميركا للأمن القومي والمبعوث الخاص للسلام بالشرق الأوسط، حديثه عن التغيرات التي تشهدها المملكة.
وقال روس في مقاله في صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية إنه عاد للتو من رحلته الثانية إلى المملكة، منذ أن أصبح الأمير محمد بن سلمان، وليا للعهد، وشهد مدى تأثير القوة الدافعة للتغيير في المملكة.
وتابع المستشار في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، ومستشار الأمن القومي السابق للرؤساء، رونالد ريغان وجورج دبليو بوش وبيل كلينتون وباراك أوباما: “ولي العهد السعودي، 32 عاما، يبذل جهودا لتحويل المجتمع السعودي، والتي يمكن أن تصل إلى حد الثورة في أعلى مستوياتها”.
وتحدث روس في مقاله عن سعي البعض لتشبيه ابن سلمان بـ”شاه إيران”، الذي حاول إحداث نهضة في إيران من دون تحديث الجذور الاجتماعية والدينية، وهو ما أحدث في نهاية المطاف ثورة أنتجت صعود التيارات الإسلامية في طهران.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي السابق إن النموذج الأقرب إلى ابن سلمان، ربما يكون هو مصطفى كمال أتاتورك، الزعيم التركيا الذي أحدث ثورة عظيمة بإنقاذه البلاد من سيطرة النخبة الدينية، ونقل البلاد إلى العلمانية والحداثة.
ولكن عاد وتحدث عن أن “ولي العهد السعودي لا يسعى لأن يحول المملكة العربية السعودية إلى العلمانية، بل هو يحاول، بحسب أقواله نفسها، إلى نشر العقيدة الإسلامية المتسامحة، ونبذ العقيدة التي بررت العنف والإرهاب ضد غير المسلمين أو المؤمنين، وهو جزء من التحدي الذي يضعه على عاتقه، وهو مواجهة التفسير الوهابي المتشدد للإسلام”.
وأشار روس إلى أنه من المفارقات أن المشككين الرئيسية في المقام الأول “خارج المملكة” وليس داخلها.
وقال: “في زيارتي الثانية، اجتمعت مع مؤسسات عديدة أكاديمية وسياسية واستخباراتية أو في الخارجية، وجد فكرا مختلفا”.
وأردف: “وجدت المرأة الجديدة التي تتمتع بحقوقها في السعودية، وما يثير الإعجاب هو وجود الشباب في معظم المؤسسات التي زرتها”.
وفسر معنى كلمة “الاعتدال” التي قررت السعودية وابن سلمان تبنيها، بقوله “هي لا تعني فقط مراقبة الرسائل المتطررفة، بل تعني أيضا إعادة صياغة سرد مضاد للتعايش الديني، خاصة وأن متوسط عمر كافة المهندسين والمبرمجين ومصممي الغرافيك السعوديين هو 26 عاما، كما أن ثلثي السكان السعوديين تحت سن الـ30 عاما.
وتابع: “هذا يجل من غير المستغرب ان ترى الشباب السعوديين يمتلكون طاقة كبيرة وحماس وإصرار على هذا التغيير وإعادة بناء بلدهم”.
ومضى: “حملة التغيير في المملكة أكثر مصداقية لأنها محلية، وليست ردا على الضغوط الخارجية”.
وتطرق المسؤول الأميركي السابق عن “حديث خاص” أجراه مع مسؤول سعودي كبير، لم يفصح عن هويته، كشف له طبيعة التغيير في المملكة.
وقال روس: “تحدث معي أحد كبار المسؤولين السعوديين عن ابنته البالغة من العمر 16 عاما، والتي شعرت بالفخر الواضح من التغييرات الأخيرة”.
ونقل روس عن المسؤول السعودي: “إنها تعتقد أنها تستطيع أن تفعل أي شيء الآن”.
وتابع “هذه ليست المملكة العربية السعودية، التي كانت تحتاج المرأة فيها إلى موافقة من هو قريب لها من الذكور للسفر إلى الخارج”.
واختتم قائلا: “الأمير محمد بن سلمان الثوري السعودي، لن يتم الشعور بنجاح سياساته في السعودية فقط، وحتى الفشل أيضا”.