صِدامٌ إسلامِيٌّ لِيبراليّ وجَدلُ الانفتاح والالتزام يُؤرّق السُّعوديين.. ظَواهِر اجتماعيّةٌ دَخيلة تُحاكي الغَرب ومَفهوم “الدَّين الصُّورة”..

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2084
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

أصوات تتعالى لفتح المحال وقت الصلاة والمُؤسسة الدينيّة ترفض حقيقةً قد تكون مُتغيّرة كرفض “كبيرة” قِيادة المرأة.. العقبات اقتصادّية كما هي سياسيّة ودينيّة
عمان- “رأي اليوم”- خالد الجيوسي:
 إذاً، يبدو أن السعوديين ليسوا على وفاقٍ فيما يتعلّق بالانفتاح والترفيه الذي يدعو له وليّ عهدهم أو أميرهم الشاب الأمير محمد بن سلمان، فالتيّار الليبرالي لا يزال مُتحمّساً، لتلك الظواهر الاجتماعيّة الدخيلة على مُجتمعٍ مُحافِظ، فالحفلات الراقصة، والأغاني الماجنة كما يصفها التيّار الإسلامي، لن تمر إلا فوق أجسادهم، فهذه بحسبهم بلاد الحرمين.
الصحافي السعودي محمد التميمي، وهو صحافي اعتزل الصحافة إلى غير رجعة كما يقول في هذا العهد، قال لـ”رأي اليوم” أن تأثير الإسلاميين في بِلاده زمنٌ وانقضى، ومن تبقّى من وجوه دعويّة، ليسوا إلا تشريعاً دينيّاً شكليّاً، حتى تتم الأُمور “الانفتاحيّة” على شكلها، فالدين بحسب التميمي كان صورةً للحُكم، وبقي ولا يزال صورة.
موقع التدوينات القصيرة “تويتر”، حفل بالعديد من الوسوم المُؤيّدة من ناحية لهذا الانفتاح، ومُعارضة له، فمثلاً حفل تكريم للشهداء في إحدى المُحافظات السعوديّة، يتخلّله أغاني وطنيّة، كان أمراً كارثيّاً للبعض، وتجوّل عريس مع عروسته في أجواء مُشابهة للدول الغربيّة، على كورنيش مُحافظة جدّة، أثار الجدل، لكن المُدافعين عنه تعالت أصواتهم، مُقارنة في زمنٍ مضى، كان الحرام ثابتاً بشكله عند المُواطن السعودي المحكوم بالوهابيّة، التي وصفها عُلماء دين سابقاً، بالعقيدة المُتطرّفة التي أنجبت “داعش”، وورثها الطالب من كُتبه المدرسيّة حتى العام 2004.
محمد البدراني تأسّف على ما وصلت إليه بِلاده، أما عزيز الحربي فاتّهم التيّار الليبرالي بتأسيس تيّار خفي خطير ضمن وسم حمل ذات الاسم، أمّا الإسلاميون فتفاعلوا عبر “هاشتاق”، “أمير الرياض يمنع المعاصي”، واعتبرت ريما العنزي أن المسؤولين في بلادها لا يقبلون الانفلات، ودلالة هذا وفق سلوى المطيري أن أمير مكة، وَجّه بالقَبض من قبل على مُفتعلي المعاصي.
جدلٌ آخر يقتضي التنويه في العربيّة السعوديّة، حيث تعالت دعوات على منصّات التواصل الاجتماعي، بوقف إغلاق المحال وقت الصلاة، وهي عادة تتكرّر في تلك البِلاد خمس مرّات، وقد تعرّضت للانتقاد منذ عُهود سابقة، لكن مُؤسّسة المعروف والمُنكر، رفضت تلك الدعوات، ونسبت فضل الإغلاق إلى مُؤسّس السعوديّة الملك عبدالعزيز، وهي خُطوة ستأتي لا محالة وفق نظر البعض، فبحسب الصحافي التميمي، قيادة المرأة وقد أصبحت واقِعاً، وهي الكبيرة، كيف لا يتم فتح المحال في وقت الصلاة، والضرورات تُبيح المحظورات، وكم من محظور يقول التميمي، بات مسموحاً في بلاد الإيمان والإسلام.
التحدّيات الدينيّة وفق مُراقبين، ليست فقط ما يقف عقبة في وجه الحاكم الجديد في المملكة، وقد تظهر الأُمور على أنها تسير على ما يُرام، لكن الصراع السياسي قبل الديني، يُشكّل عقبة أمام حاكم المملكة الشاب، وإن ظهر أنه يُمسك بزمام الأُمور، هذا عدا كما يقول الخبير في الشؤون الخليجيّة المصري أحمد طه لرأي اليوم، العقبات الاقتصاديّة التي ربّما تكون هي العقبة الأساسيّة، ومُراهنة فاشِلة على صمت الشعب الطويل، والذي كان يوماً ما مُرفّهاً، وهو الذي يدفع، ثمن خيبات وحُروب بلاده في الخارج، ليبقى السؤال أي عقبة هي التي ستخلط الأوراق في السعوديّة، وأي صِراع ديني، سياسي، اقتصادي، سيُغيّر وجهها بالكامِل، يتساءل الخبير.