جنرال إسرائيليّ: يتحتّم على تل أبيب عدم أخذ أيّ دورٍ فاعلٍ في الصراع الإسلاميّ الداخليّ المُحتّد بين السُنّة والشيعة والخطر الإيرانيّ على السعوديّة بات ملموسًا أكثر

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2178
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
عشية حلول العام الميلاديّ الجديد 2018، تناول الجنرال في الاحتياط عاموس غلبواع، رئيس قسم الأبحاث سابقًا في شعبة الاستخبارات العسكريّة (أمان) في الجيش الإسرائيليّ، تناول أبرز الظواهر التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط، مُوضحًا أنّ المنطقة خلال الأعوام الأربع السابقة، بما فيها العام 2017، شهدت أربع ظواهر ما زالت مُستمرّةً حتى يومنا هذا، وبرأيه ستُواصل تصدّر الأجندة الإقليميّة في السنة القادمة أيضًا، على حدّ تعبيره.
وبرأي غلبواع، كما ورد في مقالٍ نشره بصحيفة (معاريف) العبريّة، توشك سنة 2017 على الانتهاء، فما هي أبرز الظواهر التي سهدتها منطقة الشرق الأوسط، مُجيبًا أنّه شهدت بشكلٍ أساسيٍّ استمرارًا لأربع ظواهر تمرّ على المنطقة خلال السنوات الأخيرة:
وتابع قائلاً إنّ الظاهرة الأولى تتمثل في تآكل التأثير الأمريكيّ وصعود تأثير روسيا بقيادة فلاديمير بوتين، لافتًا في الوقت نفسه إلى أنّ تآكل التأثير الأمريكيّ بدأ مع الرئيس السابق باراك أوباما واستمر مع الرئيس الحالي دونالد ترامب.
وأشار إلى أنّ سوريّة تُشكّل المحك الأبرز لذلك، إذْ اعترفت الإدارة الأمريكيّة الحاليّة بقيادة ترامب عمليًا بالهيمنة الروسية عليها. لكن نظرًا إلى أنّ الحديث يدور عن رئيس غير متوقع في كل ما يتعلّق بسياسة الولايات المتحدة الخارجية من الجائز أنْ يُفاجئنا خلال السنة المقبلة. وبالتالي أضاف غلبواع: سيكون السؤال الأكبر بالنسبة إلى مفاجأة كهذه خلال سنة 2018 متعلقًا بموقفه من الاتفاق النووي مع إيران وبالإجراءات العملية التي سيتخذها حيال طهران.
أمّا الظاهرة الثانية برأي الجنرال الإسرائيليّ المُتقاعد فتكمن في استمرار تحطم العالم العربيّ والذي سبقه تدهور أسعار النفط. وحاليًا يمكن القول، تابع غلبواع، بعد مرور سبعة أعوام على ما عُرف باسم “الربيع العربي” إنّ ما حلّ بالعالم العربي ليس ربيعًا ديمقراطيًا كما أمِلوا في الغرب، وإنمّا أعمال دمار وسفك دماء غير مسبوقة، مُشدّدًا على أنّ هذه الأعمال أدّت إلى نموّ حركاتٍ إسلاميّةٍ جهاديّةٍ متطرفةٍ وبنزوح موجات من اللاجئين تؤدي إلى زعزعة أوروبا من الناحيتين، الديمغراغيّة والأمنيّة، بحسب تعبيره.
وأشار غلبواع إلى أنّ الظاهرة الثالثة تتمثل في صعود نجم دولتين عظميين إقليميتين هما إيران وتركيا، وإذا كانت تركيا لا تزال تبحث عن طريقها في المنطقة، فإنّ لدى إيران طموحات واضحة في كلّ ما يتعلّق بفرض هيمنتها الإقليمية، علاوةً على ذلك، أضاف، أنّه خلافًا لتركيّا، تمتلك إيران حماسة دينيّة وحماسة إمبرياليّة إلى جانب امتلاكها قدرات عسكريّة وسياسيّة.
الظاهرة الرابعة، بحسب الجنرال غلبواع، ناجمة عن الظاهرتين السابقتين، وهي اشتداد حدّة الصراع بين تيّار الأغلبية السنيّة وتيار الأقلية الشيعية. وبرأيه، يُعاني تيار الأغلبية السنيّة جرّاء نقطتي ضعف رئيسيتين: الأولى، وجود أنوية إسلامية متطرفة بين صفوفه، الثانية، تشرذمه وافتقاره إلى قيادة قوية مثل إيران التي تقود تيار الأقلية الشيعية. وجرّاء نقطتي الضعف هاتين فإنّ الخطر الإيرانيّ- الشيعيّ الذي يتهدّد السعودية باعتبارها القيادة الضعيفة للتيار السنيّ والتي توصف بأنها “معتدلة”، يصبح ملموساً أكثر فأكثر.
وتساءل غلبواع: ما هو الأمر الجديد الذي طرأ على هذه الظواهر خلال سنة 2017؟ وردّ قائلاً إنّ الأمر الجديد الأبرز هو سقوط منطقتي نفوذ تنظيم “داعش” في كلٍّ من سورية والعراق، ومع ذلك لا يزال هذا التنظيم قائمًا في هذين البلدين ويمتلك قدرات عسكرية تتيح له إمكان خوض حرب أنصار فيهما وفي أماكن أُخرى أهمها شبه جزيرة سيناء.
أمّا فيما يتعلّق بسوريّة، مع أنّ الكفة رجحت لمصلحة نظام الـ”طاغية” بشّار الأسد فإنّ الحرب الأهلية فيها لم تضع أوزارها بعد، ويتحتّم علينا أنْ نتذكر أنّ الرئيس السوريّ الأسد بات “دمية” في أيدي روسيا وإيران، وما يتعين علينا مراقبته سنة 2018 هو مدى نجاح إيران في تحقيق تطلعها إلى فرض سيطرة برية على المنطقة الممتدة من حدودها حتى حدود حليفها حزب الله في لبنان وتشكيل تهديد لإسرائيل من هضبة الجولان السورية.
وطبعًا، تابع غلبواع، علينا أنْ نتعقب ما سيترتب على إعلان ترامب اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمةً لإسرائيل، وفيما إذا كان ينطوي على تداعيات تتعلق بآفاق تسوية النزاع مع الفلسطينيين.
واختتم بسؤالٍ: ماذا يعني كل ما تقدّم ذكره بالنسبة إلى إسرائيل؟ إجمالاً يمكن القول إنّ وضع إسرائيل الاستراتيجي الإيجابيّ لم يتغير، مُشدّدًا في الوقت عينه على أنّ الخطر المحتمل الجديد في المنطقة الشمالية هو إيران، لكن فقط في حال تموضع قوات إيرانية كبيرة في الأراضي السورية، واحتمالات حدوث ذلك تبدو ضئيلة، وفوق ذلك كلّه علينا أنْ نتذكر أننّا لسنا سُنّة ولا يجب علينا أنْ نأخذ أيّ دورٍ فاعلٍ في الصراع الإسلاميّ الداخليّ المحتد بين السُنّة والشيعة، على حدّ وصفه.