يديعوت: قلق اسرائيلي من ولي العهد السعودي الذي يعد خطة كبرى.. ينثر الوعود.. يبعد معارضيه بالقوة..

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1870
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

يتورط حتى الرقبة في اليمن.. يجمع لنفسه اعداء أكثر ومن شأنه أن يختفي في لحظة
بقلم: سمدار بيري
 أحد المقالات التي لا تنسى في حارتنا، والذي كتبه الراحل محمد حسنين هيكل، كبير الصحافيين في العالم العربي، كان له عنوان “بين الشطرنج والشيش بيش”. المقال الذي استهدف المقارنة بين سبل المناكفة في النزاع العربي الاسرائيلي. فالعرب، حسب هيكل، درجوا على الهجوم بكميات، بضجيج، بالرهان على الحظ، مثلما في لعبة الشيش بيش. أما بالمقابل فالاسرائيليون اكثر ذكاء، يحددون الهدف، ويحيطون به من كل الاتجاهات، مثلما في لوحة الشطرنج.
لماذا تذكرت هذا المقال؟ بسبب بطولة الشطرنج الدولية التي تفتتح اليوم في الرياض، عاصمة السعودية. فقد سارع اسرائيليون الى التسجيل، واضطر السعوديون الى المصادقة على أنهم تلقوا الوثائق من 11 عضو في الوفد الاسرائيلي، وردوا برسائل غامضة. بعين واحدة غمزوا للرئيس ترامب في واشنطن، الذي كان دخول الاسرائيليين الى السعودية سيغرقه بلحظات من الراحة وكان سيسارع الى التغريد. وفي العين الثانية فحصوا رد فعل الشارع في السعودية وفي العالم العربي، فقرروا عدم التسرع.
مشوق الرد الذي نقلوه، من خلال طرف ثالث، الى ادارة الاتحاد الاسرائيلي للشطرنج: لدينا أنباء طيبة وسيئة للاسرائيليين، اعلن مصدر كبير جدا في الرياض. الانباء السيئة انكم لن تحصلوا على التأشيرات، والانباء الطيبة انكم توجدون “فقط” في المكان الثالث في قائمة المرفوضين، بعد ايران وقطر. السعودية، التي ليس لها منتخب شطرنج مهني، اختارت التصرف بدهاء: بداية فتحوا المحفظة الحكومية بسخاء واشتروا نقدا حق الاستضافة وتمول الجوائز للفائزين في البطولة في السنوات الثلاثة القريبة القادمة. وعندما ذكر الموضوع الاسرائيلي، حرص وزير الرياضة في الرياض الى غمزة كثيرة المعاني، فسرها من اراد كاشارة ايجابية. من يعرف كيف يقرأ بين السطور فهم على الفور بان الاسرائيليين لن يكونوا مدعويين. وبالفعل، فان مستشارا كبيرا جدا للملك سلمان اعلن بالقطع بان حملة جوازات السفر الاسرائيلية لن يدخلوا. ولكن مقدم برنامج العلم في التلفزيون السعودي بالذات اوصى بعدم التمييز السلبي وعدم منع مشاركة “من عرفوا في الماضي كأعداء”.
لا جدال في ان الحسم في قضية الشطرنج طرح على طاولة ولي العهد الشاب محمد بن سلمان. فهو المقرر. كما أنه لاحظ امكانية كامنة لفتح السعودية امام السياح وتشجيع المستثمرين الاجانب. رؤيا 2030 خاصته يفترض أن تحدث تحولا دراماتيكيا في المملكة المغلقة.
على هذه الخلفية يجري الان عندنا نقاش سري مشوق في مسائل تتعلق بمكان، مكانة وسلوك السعودية تحت الحكم الفردي غير المستقر. هل يجدر باسرائيل ان تتعلق بعملية اتخاذ القرارات لرجل فرد؟ ما هي الدروس التي ينبغي استخلاصها من سلسلة الاعتقالات التعسفية التي نالت الامراء، الوزراء، الموظفين الكبار وكبار الاعلاميين؟ ما الذي يجدر استخلاصه من اعتقال رئيس وزراء لبنان، سعد الحريري، في الرياض، ومن التحقيقات مع رجل الاعمال الاردني – الفلسطيني، صبيح المصري، والذي كاد يدفع بورصة عمان الى الانهيار؟
في القدس يواصلون اطلاق التلميحات الواضحة بعلاقات عميقة ومصالح (ايران) مشتركة مع الرياض. ولكن وزير الخارجية السعودية، عادل الجبير، نفى مؤخرا ذلك بأوضح الكلمات. فمن نصدق؟ الحقيقة هي دوما في الوسط بالتأكيد. ومثلما في الكرياه في تل ابيب، هكذا ايضا في واشنطن لا يعرفون بعد كيف يفهموا ولي العهد ابن سلمان. من جهة يعولون عليه، ومن جهة اخرى يسربون الى وسائل الاعلام حملات التبذير التي يخوضها بالتوازي مع اعلانه الحرب على الفساد في القمة.
رغم أنهم أعدوا عباءات العفة للاعبات الشطرنج الاسرائيليات، فان المنتخب الاسرائيلي سيبقى في البيت. الخبراء عندنا لا ينفعلون. يقلقهم اكثر كيف يتصرفوا خلف الكواليس مع ولي العهد السعودي الذي يعد خطة كبرى، ينثر الوعود، يبعد معارضيه بالقوة، يتورط حتى الرقبة في اليمن، يجمع لنفسه اعداء أكثر، ومن شأنه أن يختفي في لحظة.