مساجد السعودية تتجاهل القدس بأوامر السلطات ومغردون يدعون الى تحرير “بلاد الحرمين”
تجاهلٌ سعودي ممنهج في المؤسسات السياسية والدينية لقضية “القدس”، يؤكد أن الرياض هي جزءً اساسي من الحربِ ضد فلسطين قضيةً وشعباً.
تقرير: محمد البدري
في الوقتِ الذي تعمُّ فيه التظاهرات والإحتجاجات العالمين العربي والإسلامي، تنديداً بقرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الإعتراف بالقدس المحتلة عاصمةً لكيان الإحتلال، تبدو السعودية بعيدةً عن المشهدِ المتضامن بشكل كلّي، وذلك بمؤسساتها السياسية والدينية، فيما يبدو أنه جزءٌ من التآمر السعودي على القضية الفلسطينية.
صرفُ انظارٍ تامٍ، يمارسه الإعلام السعودي بأوامر ملكية مباشرة، في ما يخص قضية المسلمين الأولى، القدس، بالإضافة الى تجاهلٍ متعمدٍ من قبل رجال الدين التابعين للسلطة السياسية، والذي يتولون إدراة المنابرِ في المملكة.
خطبة إمام وخطيب المسجد الحرام، ماهر بن حمد المعيقلي، إقتصرت يوم الجمعةِ على قضية بر الوالدين والوفاء بالعهد، مكتفياً بجملة واحدة في بداية خطبته، تناول فيها ما زعم أنه دور المملكة في التضامن مع المسلمين وحماية مقدساتهم، من دون أي استنكارٍ لقرار ترامب، أو تضامنٍ مع الشعب الفلسطيني الذي كان في هذا الوقت يواجه قوات الإحتلال ويسقط منه شهداء.
وفي المدينة المنورة، تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي، عبدالله البعيجان، في خطبة الجمعة عن تعاقب فصول السنة والعبر المستخلصة من هذا التعاقب، من دون أن يتطرق مطلقاً إلى قضية القدس، أو القرار الأميركي، مولياً موضوع “البرد والحر” الأهمية على حسابِ قرارٍ يفضي الى سرقةٍ علنية لأولى القبلتين وثالثِ الحرمين الشريفين.
هذا الوضع دفع عددا كبيرا من النشطاء لمهاجمة السلطات السعودية بسبب صمتها تجاه هذا القرار، خاصة بعد أن أعلنت صحيفة الواشنطن بوست أن الرياض كانت على علمٍ به. حيث استنكر العديد من المغردين التجاهل السعودي، معتبرين أن بلاد الحرمين، هي الأخرى تحت احتلال، أشد من الاحتلال الإسرائيلي للقدس، في حين أكدت مصادر سعودية، أن الديوان الملكي السعودي، أصدر تعليمات مشددة لجميع وسائل الإعلام التي يسيطر عليها تقضي بعدم التركيز على قرار ترامب بشأن القدس، والتركيز على برامج أخرى غير سياسية، ما يكشف بما لا يدعو للشك، أن الدور السعودي بمؤسساته الدينية والإعلامية والسياسية، ليس الا أداةً أميركية للإنقضاضِ على القضية الفلسطينية.