«بن سلمان» يعرض على «عباس» أبو ديس عاصمة لفلسطين
كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن المملكة العربية السعودية عرضت على الفلسطينيين مبادرة سلام جديدة تتضمن اختيار ضاحية أبو ديس المجاورة لمدينة القدس لتكون عاصمة للدولة الفلسطينية بدلا من مدينة القدس الشرقية.
وقالت الصحيفة إن هذا العرض قدمه ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان» للرئيس الفلسطيني «محمود عباس» خلال الزيارة الأخيرة التي أجراها الأخير إلى المملكة الشهر الماضي.
وتضمن المقترح السعودي الذي تم عرضه على الرئيس الفلسطيني، أن تقوم دولة فلسطينية بسيادة محدودة بلا حق عودة للاجئين الفلسطيني وبدون ترابط بين أراضيها وإبقاء غالبية المستوطنات على ألا تشمل التسوية مدينة القدس.
واستندت الصحيفة الأمريكية في تقريرها لمصادر فلسطينية وعربية مقربة من «عباس» و«بن سلمان»، مشيرة إلى أن «عباس حصل على مهلة شهرين للقبول بالصفقة وإلا سيكون مجبرا على الاستقالة».
وعلاوة على ذلك، قال مسؤول فلسطيني في لبنان إنه سيتم تعويض خسارة الضفة الغربية لأراضيها بشبه جزيرة سيناء، التي سيتم إلحاقها بقطاع غزة.
ونقلت الصحيفة عن مستشار للرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» أن المسؤولين الفرنسيين سمعوا عن الاقتراحات السعودية غير المقبولة للفلسطينيين.
في المقابل، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن البيت الأبيض نفى صحة التقرير، كما أن الحكومة السعودية لم تؤيد الخطة.
وكانت تقارير صحفية غربية وعربية عدة ذكرت أن اللقاء الذي جمع «عباس» و«بن سلمان» في الرياض، تضمن طرح الرياض أفكارا بشأن عملة السلام بعد تنسيق مع الإدارة الأمريكية، إلا أن السلطة الفلسطينية نفت ذلك في أكثر من مناسبة.
ضغط «بن سلمان»
وفي وقت سابق الشهر الماضي، كشف تقرير إسرائيلي عن تدخل سعودي وضغط قوي يقوده «بن سلمان» لدفع الفلسطينيين للقبول بمبادرة أمريكية تنتقص كثيرا من حقوقهم، وفي مقدمتها قضية حق عودة اللاجئين، وحدود دولتهم المستقبلية.
وجرى التدخل السعودي خلال اللقاء الذي جمع، «بن سلمان» مع الرئيس «عباس»، الذي دعي على عجل إلى الرياض.
وأبلغ ولي العهد السعودي، الرئيس الفلسطيني بأن الولايات المتحدة تستعد للكشف عن خطتها لإحياء العملية السلمية، وهي الخطة المعروفة إعلاميا بـ«صفقة القرن».
ووفق التقرير، فإن خطة «ترامب» تتضمن سلام بين «إسرائيل» والفلسطينيين على أساس حل الدولتين، مقابل دعم سخي من الدول العربية، وعلى رأسها السعودية والإمارات، للسلطة الفلسطينية.
وبشأن الحدود النهائية لحل الدولتين، تسعى الولايات المتحدة لأن تضمن «أمن إسرائيل» مقابل «حرية التنقل للفلسطينيين وحرية التصدير والاستيراد»، لكنها مع ذلك تشمل مطلبا إسرائيليا صريحا، وهو أن يبقى الجيش الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية والمناطق الحدودية في غور الأردن.
وبخصوص ملف اللاجئين الفلسطينيين، يرى الجانب الأمريكي أنه يجب تسوية هذه المسألة عبر «منح مواطنة» وحقوق كاملة للفلسطينيين في الدول التي يعيشون فيها اليوم، بينما يساهم المجتمع الدولي بتمويل التعويضات للاجئين الفلسطينيين.
وردا على تلك الخطة، أكد«عباس» لـ«بن سلمان»، خلال اللقاء، معارضته لأي حل سلمي لا يضمن حلا مرضيا لمسألة اللاجئين، ولا يعترف بالقدس الشرقية كعاصمة للدولة الفلسطينية، وطالب بوقف الاستيطان وتجميده كليا كشرط لإطلاق أي عملية تفاوضية جديدة.
كان «بن سلمان» استقبل، شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بشكل سري، مبعوثي الإدارة الأمريكية لعملية السلام، وهما كبير مستشاري الرئيس الأمريكي «غاريد كوشنر»، والمبعوث الخاص للرئيس الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط «جيسون غرينبلات».
وجرى وقتها الكشف عن أن هذه الزيارة هي الثالثة للطاقم الأمريكي هذا العام للسعودية، وأنها جاءت بعد أربعة أيام من زيارة هذا الطاقم لتل أبيب.
هذا الأمر أثار العديد من التساؤلات عن الدور السعودي المرتقب في المنطقة لدعم التوجه الأمريكي الذي ينادي بـ«صفقة القرن»، وأحد أهم بنودها التطبيع العربي مع «إسرائيل»، قبل إنجاز التسوية الكاملة مع الفلسطينيين.