ناشيونال إنترست: كربلاء ثانية .. محمد بن سلمان وريث يزيد بن معاوية!

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2532
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

نشرت صحيفة "ناشيونال إنترست" الأميركية مقالًا بعنوان "المقامرة العظيمة للمملكة العربية السعودية"، رأت فيه أن "الوارث الحالي لسياسية الخليفة يزيد بن معاوية هو محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي الطائش الذي يبلغ من العمر ثلاثة وثلاثين عاما".

ورأت الصحيفة أن وليّ العهد السعودي يشجع حاليًا القتال حتى النهاية مع "الشيعة" في الشرق الأوسط تمامًا كما فعل يزيد عام 680 م. مع الأخذ في الاعتبار توازن القوى في المنطقة، خاصة بين السعودية والقوة الشيعية الرائدة في إيران" مضيفة أن "ابن سلمان اختار حزب الله اللبناني كهدف أول، يبدو أنه عازم على تكرار قصة كربلاء بتدمير حزب الله، وهو تنظيم عسكري صغير مقارنة بالقوة المسلحة السعودية، تمامًا كما دمرت قوات يزيد الفرقة الصغيرة من أتباع الحسين (ع) في القرن السابع".

ورأت "ناشيونال إنترست" أن "احتجاز رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في الرياض هو أول طلقة في هذه المعركة"، وتابعت "في عيون السعودية، كانت الجريمة الرئيسية التي ارتكبها الحريري هي أنه في الوقت الذي كانت الرياض يموله، استوعب الحريري حزب الله كجزء من حكومة الوحدة الوطنية في لبنان، وقد فعل ذلك من أجل تقليل العداء الطائفي الذي كان ينمو مرة أخرى في البلاد بفضل اللون الطائفي الذي رسمه السعوديون ومؤيدوهم الغربيون في الحرب في سوريا".

واعتبر كاتب المقال محمد أيوب أن "استبعاد حزب الله من الحكومة سيجعل لبنان غير قابل للحكم نظرًا لقوته العسكرية، وهي قوة ضئيلة بالمقارنة مع القوة العسكرية السعودية، كما كان من شأنه أن يعرض للخطر الدعم السياسي الذي يحظى به لبنان بين الشيعة اللبنانيين الذين يشكلون أقل بقليل من نصف السكان اللبنانيين"، وفق تعبير الصحيفة.

في المقابل، رأت الصحيفة أن "النظام السعودي ينظر إلى حزب الله على أنه بديل لعدوه الحقيقي إيران"، مؤكدة أن "الهدف الفعلي لمحمد بن سلمان هو الحد من نفوذ إيران وإخضاعها لقبول الهيمنة السعودية في الخليج " الفارسي"  وكما اعتُبر رفض الحسين (ع) قبول سلطة يزيد تحديًا للشرعية الدينية والسياسية في القرن السابع، فإن البيت الوهابي السعودي يرى اليوم أن شرعيَّته الدينية معرَّضة للخطر طالما أن إيران ترفض قبول المملكة كقوة مهيمنة في الخليج" الفارسي" ، والواجهة الحصرية للسلطة الدينية للإسلام".

وعليه، أشارت الصحيفة إلى أن "محاولة المملكة تصدير إيديولوجيتها الوهابية تراجعت، واضعة المملكة في خطر أكبر"، موضحة أن "الفصائل الراديكالية تحولت من أيديولوجيتها الدينية السياسية المتطرفة مثل "القاعدة" و"تنظيم داعش" إلى أن تكون عدوًا للسعودية لأنها تعتبرها شديدة النفاق وغير كافية للإسلام، وقد تكون المملكة السعودية قادرة على شراء الدعم مؤقتًا عن طريق إنفاق مبالغ هائلة من المال، إلا أن قوتها الناعمة لا تكاد تذكر إن لم تكن غائبة تمامًا في المنطقة".

من ناحية أخرى، قالت الصحيفة إنه "يمكن لإيران أن تتباهى بسجل ناجح في سياستها الخارجية في الشرق الأوسط، على الرغم من فرض عقوبات اقتصادية صارمة وجهود متضافرة من قبل القوى الكبرى للحد من انتشارها الإقليمي. فتأثير طهران في العراق هو أمر في بالغ الأهمية؛ وتشكل الفصائل التي يدربها حرس الثورة الإسلامي جزءا لا يتجزأ من جهود العراق الرامية إلى هزيمة "داعش"، ونفوذها السياسي على الحكومة العراقية يفوق بكثير تأثير الولايات المتحدة على الرغم من وجود القوات الأميركية في البلاد"، وأردفت إن "النظام السوري يفرض بسرعة تراجع قوات المعارضة ويسترجع الأراضي التي أخلتها "داعش"".

"ناشيونال إنترست" أشارت إلى أن "حزب الله هو ممثل لبناني مستقل يعمل جنبًا إلى جنب مع إيران بسبب انسجام مصالحهم، فهو لا يأتمر بطهران، على الرغم من انسجام أهداف الطرفين"، وأضافت أن "مستوى الثقة القائم بين حزب الله والنظام الإيراني يختلف نوعيًا عن مستوى الثقة بين الرياض ومؤيديها الإقليميين، حيث أن حلف الرياض لا يقوم على التقارب بين الأهداف وقبول الرياض للطابع المستقل لحلفائها، ولكن على شارع ذا اتجاه واحد من الرعاية المالية من جهة، وطاعة لا لبس فيها من جهة أخرى. فتوقع الطاعة المطلقة من قبل السعودية هو قلب الأزمة التي تواجهها دول مجلس التعاون اليوم، حيث يتراجع دعم النخبة الحاكمة في دولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين للنظام السعودي، هذا الجمع بين المحسوبية والطاعة يعني أيضًا أن ولاء الحلفاء للمملكة العربية السعودية يتبدد بسرعة عندما تشتد الأمور".

وعليه، لفتت الصحيفة الأميركية إلى أنه "بالنظر إلى هذه المجموعة من القوى، فإنه من غير الواقعي بالنسبة لمحمد بن سلمان ورفاقه أن يتوقعوا من إيران أن تخضع للطموحات السعودية فيما يتعلق بالخليج والشرق الأوسط الأوسع، كما أنه من المتوقع أن تؤدي محاولة النظام السعودي لتصوير منافسته مع إيران كمنافسة طائفية بين السُّنة والشيعة إلى نتائج عكسية، فقد أصبحت أهم الدولة السنية غير العربية، وهي تركيا، أقرب إلى إيران أكثر بكثير مما كانت عليه قبل اندلاع أزمة قطر. ويمكن القول إن انشقاق قطر مؤخرا عن المخيم السعودي وإلتحاقها بإيران هو أحد العلامة على ما ستؤول إليه الأمور في منطقة الخليج "الفارسي" ".

وتوضح الصحيفة أن " عدوانية بن سلمان تجاه إيران وخطابه الديني–السياسي الاستفزازي المتعمد تجاه طهران من المرجح أن يسرعوا هذه العملية. وإذا كان الأمر يتعلق بالمواجهة العسكرية، فإن القوات السعودية، على الرغم من معداتها العسكرية الأكثر تقدما والتي كسبتها الرياض من الولايات المتحدة وحلفائها، فمن المحتمل أن تكون غير قادرة على مواكبة الجيش الإيراني القوي وقوات حرس الثورة الإيراني، المعروفة جيدا بقدرتها على الارتجال في أوقات النزاع. وهذا هو السبب في أن الرياض تريد إقناع الولايات المتحدة بصراعها مع حزب الله وإيران كجزء من المواجهة المستمرة بين إدارة ترامب وطهران، مما يغري واشنطن في شن حرب على إيران، وبعبارة أخرى، كما يقول أحد المحللين، الرياض تريد محاربة طهران لآخر أميركي".

وتطرقت الـ"ناشونال إنترست" إلى الخطوة الأخيرة التي اتخذتها السعودية لبناء جبهة مشتركة مع "إسرائيل" لمواجهة إيران، مرجحة أن "تؤدي هذه الخطوة إلى نتائج عكسية لأنها ستزيد من إضعاف شرعية مطالبتها بأن تكون رائدة في العالم العربي والإسلامي. وما لم يبدأ ابن سلمان بإظهار قدرته السياسية الأكبر في وقت قريب جدا، فإن أعماله المتهورة وخطابه المتهور سوف يتحولان إلى هزيمة ذاتية، يمكن أن تجر المنطقة بأسرها إلى صراع كبير. وبالتالي، فمعركة كربلاء الثانية بين قوات يزيد والحسين (ع)، التي يبدو أن محمد بن سلمان عازم على إطلاق العنان لها، قد لا تزال تحدث، ولكن من المرجح أن تنتهي بشكل مختلف عن المعركة الأولى".

 

المصدر: العهد