رياح القَبض على الفساد السعوديّة تُهدّد مصير العاملين في قنوات إعلاميّة شهيرة..

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2077
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

“طمئنة إلكترونيّة” وخِشية من الاعتقال والتّسريح.. تساؤلات عن أسباب اعتقال الوليد بن طلال الحقيقيّة ومُؤسّس (art) مَحط سُخرية “مين قالك تِسرق؟”.. اعتقال مالك (MBC) يُثير جدل “المُجون” بين الإسلاميين والليبراليين
عمان- “رأي اليوم”- خالد الجيوسي:
لم تَعصف رياح عاصفة “القبض على الفساد” كما وَصفها إعلام السعوديّة فقط، بالأسماء الكبيرة التي تم اعتقالها، بل عَصفت بمصير العاملين في قنوات روتانا العائدة للأمير المُعتقل الملياردير الوليد بن طلال، وشبكة قنوات MBC، والتي تعود مُلكيّتها لرجل الأعمال وليد الأبراهيم المَوقوف على ذِمّة قضايا غسيل أموال وفساد، وحتى العاملين في قنوات art، سيكونوا على أعصابهم، لأن مؤسس الأخيرة صالح كامل قيد الاعتقال بذات التّهم، ليَبقى السؤال: هل تنتهي عُقودهم بنهاية العام؟
وبحسب تقارير إعلاميّة، فإن رئيس مجلس إدارة MBC، وليد الإبراهيم، أمضى نهاره أمس الأحد في مكتبه، ولم يتم اعتقاله في السعودية، وأشارت أنباء أن الرجل قد يتم اعتقاله بأي وقت على يد الأمن الإماراتي، وتسليمه للرياض.
ونقلت صُحف إلكترونيّة خليجيّة، أن إدارة المجموعة بعثت برسالةٍ إلكترونيّةٍ تطمينيّة للعاملين في MBC، وأن العمل يجري على ما يُرام، وليس هناك ما يدعو للقلق من الأخبار التي يجري تداولها.
ويخشى العاملون في قنوات MBC، من إغلاق القناة كُليّاً، واستبدالها بمجموعة قنوات جديدة، تعود مُلكيتها للأمير ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والذي كان قد تحدّثت أنباء عن شرائه قناة “العربية”، وانفصالها تماماً عن مجموعة قنوات MBC.
الإعلاميون السعوديون، فضّل غالبيّتهم الصّمت، وعدم التعليق على مُجريات الأحداث الخاصّة بعاصفة الفساد، فاكتفى داوود الشريان بنشر تغريدات على حسابه حول موضوعات برنامجه، أما تركي الدخيل فنشر فخره بالتصدّي لصواريخ الحوثي الباليستيّة، وحدها الإعلاميّة لجين عمران، التي أبدت إعجابها بقرارات الأمير بن سلمان، واعتبرت أنها مَدعاة تفاؤل.
اعتقال الأمير الوليد بن طلال، شكّل صدمة، وهزّة اقتصاديّة عالميّة، وطرح تساؤلات عن إمكانيّة تجميد ومُصادرة أمواله، وتنوّعت أسباب اعتقاله، بين أنه طالب بالإفراج عن الأمير محمد بن نايف، وهدّد باتخاذ إجراء صارم إذا لم يتم الاستجابة لمطلبه، وبين أنه يُشكّل تهديداً على ذات الأمير بن سلمان، وهناك من يُنادي به ملكاً للسعوديّة.
رجل الأعمال صالح كامل، فتصدّر اسمه موقع التدوينات القصيرة “تويتر”، وعبّر الكثير من المُغرّدين عن شماتتهم بالرجل، وتداولوا مقطعاً سابقاً له وهو يقول عن المُخالفين لنظام “ساهر” الذي يرصد التجاوزات المُروريّة، والذين تجمّعت عليهم آلاف الريالات جرّاء مُخالفتهم ويُطالبونه بالدّفع عنهم: “مين قالك تخالف؟”، وهو ما سخر منه من تفاعل مع وسمه المُتصدّر من المُغرّدين، ساخرين منه بالقول: “مين قالك تسرق؟”، إشارةً منهم إلى أن مُخالفة مُروريّة، ليست كمن يَسرق وطن، تزامناً مع اعتقاله بتُهم الفساد.
ومع قرار اعتقال وليد الإبراهيم، مالك قنوات MBC، اختلط الحابل بالنابل، وسارع ما تبقّى من التيار المُحافظ بالمملكة، إلى القول أن اعتقال الإبراهيم، جاء لوَقف مُجون القناة المَذكورة، وإغلاقها لاحقاً، والتي تضرب بضوابط الشريعة عرض الحائط، وتبث سُمومها الليبراليّة في المُجتمع، وهو ما اعتبره تيّار الانفتاح والترفيه، تحليل ساذج، وسطحي، ولا ينم عن ذكاء، فالمملكة تذهب باتجاه العلمانيّة، والإسلام المُعتدل الذي وَعد به ولي العهد، واعتقال الإبراهيم قرار إصلاحي بحت، ويَهدف بحسبهم إلى القضاء على الفساد.
لا يَستبعد مراقبون، أن يكون هناك ليلة القبض على كِبار الإعلاميين، برغم التزام غالبيّتهم الصّمت، إيثاراً للسلامة وإعلان إغلاق قنوات بعينها كُليّاً، فمن اعتقل أقوى رموز عائلته، وزجّ بهم في السجون، لن يتردّد في رسم معالم إعلام جديد، واعتقال أصحاب الكلمة، وخاصّة أصحاب الولاءات للعهد القديم ورموزه، وفتح قنوات أُخرى جديدة، تدور كلها، وسياساتها في فُلك رجل العربيّة السعوديّة الأقوى، وتُسبّح بحمده، يقول مراقبون.