«هاف بوست»: إسلام «بن سلمان» المعتدل يعد بالترفيه ويتجاهل الديمقراطية

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2160
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

ترجمة وتحرير الخليج الجديد
 أعلن ولي العهد السعودي، الأمير «محمد بن سلمان»، مؤخرا، رفضه للفكر الديني المؤسس للمملكة. وبدت تلك الكلمات وكأنها قد خرجت من فم نظيره الإماراتي ومرشده، ولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد»، ولكن مع اختلاف كبير، فالإمارات العربية المتحدة، على عكس المملكة، ليس لها جذور من الإسلام السني المحافظ للغاية.

على خطى أبوظبي
وقد ساهم عدم وجود تاريخ ديني متجذر في تسهيل الأمور على الأمير «محمد بن زايد» لكي يكافح ضد المسلمين السنيين المحافظين للغاية، مع قمع أي صوت للإسلام السياسي في الثورات العربية الشعبية عام 2011.
ولتحقيق هذه الغاية، دخل «بن زايد» في مواجهة الاتحاد الدولي للعلماء المسلمين، المدعوم من قطر، برئاسة الشيخ «يوسف القرضاوي»، وهو أحد أبرز علماء الإسلام الذين ينظر إليهم على نطاق واسع على أنه الأب الروحي لجماعة الإخوان المسلمين، حيث قام ولي عهد أبوظبي بإنشاء منظمات مثل مجلس حكماء المسلمين ومنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، فضلا عن مراكز مثل صواب وهداية لبث الوعي ضد «التطرف» بالتعاون مع الولايات المتحدة.
وعلى الرغم من تجاوزه اللفظي على الوهابية، هذا الأسبوع، كان الأمير «محمد بن سلمان» قد شعر بالإهانة عندما استبعد «محمد بن زايد» الوهابية من تعريف الإسلام السني وفق علماء إسلاميين بارزين.
وجاء هذا في بيان صدر العام الماضي عن مؤتمر مولته الإمارات، في العاصمة الشيشانية غروزني، حيث تمت مهاجمة الوهابية، وكذلك تفسيرات أخرى للإسلام السعودي مثل السلفية. وكان من بين المشاركين الإمام الأكبر للأزهر الشريف في القاهرة «أحمد الطيب»، والمفتي المصري «شوقي علام»، والمفتي المصري السابق والمرجع الصوفي «علي جمعة»، وهو مؤيد قوي للجنرال المصري «عبد الفتاح السيسي» الذي أصبح رئيسا، إضافة إلى مستشار الشؤون الدينية للسيسي، «أسامة الأزهري»، ومفتي دمشق «عبد الفتاح البزم»، المقرب من رئيس النظام السوري «بشار الأسد»، ورجل الدين اليمني المؤثر «الحبيب علي الجفري»، رئيس مؤسسة طابا الإسلامية، التي تتخذ من أبوظبي مقرا لها، والتي لها علاقات وثيقة مع «محمد بن زايد».
وفي حين شكل بيان غروزني معلما بارزا، إلا أنه لم يكن ليمنع الأميرين الإماراتي والسعودي من استئناف مسعاهما. ومثل العديد من تصريحات الأمير «محمد بن سلمان»، فإن تعهده بالعودة بالسعودية «للإسلام المعتدل» كان مقتصرا على النية، ولم يذكر الكثير من التفاصيل التي من شأنها أن توضح ما هو «الإسلام المعتدل».

القول أسهل من الفعل
ومما لا شك فيه، أنه منذ أن بدأ الأمير «محمد» منذ 3 أعوام تقريبا في الظهور كرجل قوي في السعودية، اتخذ عدة خطوات لتقليص تأثير المؤسسة الدينية المحافظة للغاية في المملكة، والحد من قوانينها الأخلاقية الصارمة. ويبدو أن الخطوات، بما في ذلك الحد من قوة الشرطة الدينية، ورفع الحظر على قيادة المرأة، والسماح بأشكال من الترفيه مثل الموسيقى والأفلام والرقص، التي كانت محظورة منذ زمن طويل، كان المقصود بها بشكل أكبر صورة الأمير والمملكة، بدلا من النية الصادقة لإلغاء الاستبداد والتمكين للإصلاح والتنويع الاقتصادي الذي تشتد الحاجة إليه.
وتشير الاعتقالات الأخيرة لبعض علماء الدين الإسلامي الأكثر شعبية في السعودية، فضلا عن الناشطين في مجال حقوق الإنسان، والقضاة والمفكرين الذين تتراوح آراؤهم من المحافظين إلى الليبراليين، إلى جانب حديث الأمير «محمد بن سلمان» عن «الإسلام المعتدل»، أن الأمر في المقام يهدف إلى مدرسة دينية جديدة تلتزم بالفكر الذي يعلم الطاعة غير المشروطة للحاكم.
وعلاوة على ذلك، فإن التحول عن المواقف المتشابكة بعمق، التي كانت جزءا لا يتجزأ من التعليم والنظام الاجتماعي في المملكة منذ تأسيسها في النصف الأول من القرن العشرين، وشكلت حياة ما قبل الدولة، سوف يستغرق وقتا طويلا. وفي حين اتخذت المملكة، في الأعوام الأخيرة، خطوات لتغيير المناهج الدراسية وإزالة المحتوى المتضخم و«العنيف» من الكتب المدرسية، فإنه لا يزال أمامها طريق طويل لتقطعه، وفقا لدراسة أجريت عام 2013 من قبل وزارة الخارجية الأمريكية، والمركز الدولي للدين والدبلوماسية.
ونشرت بعض الكتب، التي تم إعدادها وتوزيعها من قبل الحكومة، وجهات نظر معادية للعلم والحداثة وحقوق المرأة. ودعت الكتب إلى إعدام السحرة، وحذرت من مخاطر المجموعات الشبكية التي تركز على القضايا الإنسانية، مثل نوادي الروتاري ونادي الليونز، التي تزعم أنه قد تم إنشاؤها «لتحقيق أهداف الحركة الصهيونية».
وحتى إذا أزيلت جميع الإشارات «المتطرفة»، فإن تغيير تلك المواقف قد يستغرق أجيالا. وفي الوقت الذي رحب فيه الشباب السعودي، الذين يشكلون أغلبية سكان المملكة، بإصلاحات الأمير «محمد بن سلمان» المقترحة، فإنهم قد يثيرون ردود فعل متباينة نتيجة للمواقف عميقة الجذور التي تم زراعتها في المجتمع منذ عقود.
وأظهرت دراسة استقصائية غير منشورة، عن تطلعات 100 من الذكور السعوديين الذين يبلغون من العمر 20 عاما، المشاكل التي من المرجح أن يواجهها الأمير «محمد» وراء المعارضة من المحافظين، من أجل تخفيف التفسير «المتشدد» من المملكة للإسلام. ويريد الرجال «حدوث التغيير الاجتماعي، لكنهم يتراجعون عندما يدركون أن له عواقب على نسائهم»، وفق ما قاله «عبدول آل ليلي»، الباحث السعودي الذي أجرى المسح وأعد كتابا عن القواعد التي تحكم الثقافة السعودية.
وقال نحو 50% من الذين شملهم الاستطلاع إنهم يريدون الحصول على المتعة، ومواعدة الفتيات، والتمتع بحفلات مختلطة بين الجنسين، واللبس بحرية، والقدرة على قيادة السيارات السريعة. وقال السيد «عبدول» إن قضايا العنف السياسي والعنصرية والمصالح الدولية أو التراجع عن الحرب السعودية في اليمن المجاورة لم ترد في إجاباتهم.
ومع ذلك، تراجع الكثيرون ممن أجريت معهم المقابلات عن إجاباتهم عندما واجهوا فكرة أن الحريات التي يريدونها تنطبق أيضا على نسائهم. وقال «آل ليلي»: «تراجع الناس عندما واجهوا فكرة أن شخصا ما قد يرغب في الذهاب في موعد مع أخواتهم. لقد انسحبوا عندما أدركوا العواقب».

المصدر | جيمس دورسي - هاف بوست