مراقبون: التعاون العسكري السعودي – الروسي لن يتخطى الأوراق
غادر الملك سلمان، يوم الأحد 8 أكتوبر / تشرين الأول 2017، روسيا متوجها إلى الرياض، بعد زيارة رسمية، استجابة للدعوة المقدمة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
تقرير ابراهيم العربي
مختتماً زيارة استمرت 4 أيام هي الأولى لملك سعودي إلى روسيا، غادر الملك سلمان موسكو، عائداً إلى الرياض، حاملاً في جعبته صفقات اقتصادية وعسكرية تشمل بيع أنظمة دفاع صاروخي للمملكة.
لم يكن أهم ما في جعبة الملك العائد من روسيا، من موسكو، بل من واشنطن، إذ تبدو موافقة الولايات المتحدة على بيع منظومات الدفاع الجوي “ثاد” مكسباً وحيداً، جاء بمعية موافقة الروس الأولية على توريد منظومات صواريخ “إس 400” الروسية المتطورة للسعودية.
أثارت الزيارة تساؤلات عدة عن أسبابها وتوقيتها خصوصاً أن كل من السعودية وروسيا لم يكونا على وئام سياسي سواء تاريخي أو حالي، إلا أنّ موقع “ستراتفور” الاستراتيجي الإلكتروني أرجع السبب إلى أن كلا البلدين في أوضاع اقتصادية ضعيفة، ويستفيدان من علاقة أوثق بالآخر.
دارت النقاشات بين الطرفين أثناء زيارة الملك إلى موسكو، في الغالب، حول الطاقة والاقتصاد، لكن السعودية حاولت إيجاد أرضية مشتركة حول قضايا أخرى أكثر أهمية، بما في ذلك دور روسيا في الشرق الأوسط، وعلاقات السعودية بالمناطق الإسلامية في روسيا كالقوقاز خصوصاً في تتارستان والشيشان، وأيضاً العلاقة بين روسيا وايران. لكن بشأنّ الأخيرة، أغلق الناطق باسم الكرملين ديمتري يسكوف، يوم الجمعة 6 أكتوبر / تشرين الأول، الباب أمام السعودية في هذا المجال، موضحاً أنّ الزيارة لن تكون على حساب العلاقات الروسية – الإيرانية، مؤكداً أنّ علاقات روسيا مع إيران والسعودية، تسير في مسارين متوازيي ن.
ورأى الباحث والكاتب السياسي حمزة الحسن أنّ التعاون العسكري المعلن لن يتخطى الأوراق، معتبراً أنّ روسيا لن تبيع الرياض صواريخ “أس 400″، وأشار إلى أنّ الرياض في الأصل لن تشتري ولا تنوي الشراء، وأنّ الولايات المتحدة لن تسمح بذلك، لأنّ سوق السلاح حكر على الغرب. هو جزء من “الجزية”.
من جهته، أوضح الباحث والكاتب السعودي فؤاد ابراهيم أن أمراء آل سعود اعتادوا على بيع الوعود والنوايا الطيبة للروس على أمل تغيير مواقفهم، فجاء الوقت الذي يغير فيه آل سعود مواقفهم، مشيراً إلى زيارة رئيس الاستخبارات العامة السعودية الأمير بندر بن سلطان إلى موسكو في أواخر عام 2013، حيث تعهد للرئيس بوتين بلجم المقاتلين القوقازيين، مقابل فك الارتباط مع إيران، في محاولة باءت بالفشل، للعب بأمر سيادي روسي.