العيد الوطني يمرّ بغياب الملك سلمان وتفاعل #حراك_العيد_الوطني
تمر الذكرى السابعة والثمانين للعيد الوطني في المملكة السعودية بغياب الملك سلمان وإلقاء نجلة الصاعد كلمة القصر في مناسبتها.. مؤشر جديد على أن محمد بن سلمان بات الحاكم الفعلي للبلاد.
تقرير هبة العبدالله
أمام تزايد المؤشرات الداخلية والخارجية على قرب تولي محمد بن سلمان الحكم، غاب الملك سلمان عن احتفال المملكة السعودية بالذكرى السابعة والثمانين لتوحيدها وتأسيسها، وعوّض غيابه نجله ولي العهد، بكلمة ألقاها في المناسبة.
نيابة محمد بن سلمان عن والده، تؤكد من جديد ما بات يعرفه المقربون من القيادة السعودية، بأن ولي العهد الحديث هو الحاكم الفعلي للمملكة السعودية، وأن غيابه عن اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، يشي بتأجيل خطوة توليه العرش، في ظل حديث يتزاين في الآونة الأخيرة، بأنّ ابن سلمان ينوي الفصل بين موقعه كملك، ولقبه كخادم للحرمين.
حملة الاعتقالات الصخمة، التي شهدتها المملكة السعودية مؤخراً، تبدو لمعارضي محمد بن سلمان، ولمن يخالفون سياساته وخططه الاقتصادية ورؤيته الاجتماعية والدينية أو لأصحاب التوجهات المستقلة، لا لتلقيهم أموال من الخارج كما قال وزير خارجيته عادل الجبير الخميس. الحملة تصبّ في إطار تعبيد الجزء الأخير من طريق الأمير الشاب تجاه العرش كبديل عن والده الطاعن في السّن.
هذه الحملة رافقتها تغطية إعلامية واسعة أكدت مضي الأمير في خططه لتولي العرش. كذلك جاءت بالتزامن مع الدعوة لحركة احتجاجية حظيت بتأييد شخصيات سياسية وإعلامية معارضة، فضلاً عن إجراءات أمنية مشددة في الأماكن والساحات المرشحة للتجمع، استباقاً للتحدي الضخم الذي قد يواجهه بن سلمان في الشارع.
ربما كانت الأشهر القليلة الماضية، عثرة مفاجأة في طريق محمد بن سلمان، لم يسجل فيها غير هدف واحد بانتقاله من ولاية العهد الثانية إلى الأولى، إلا أن الأخطاء المتكررة والحافلة بها ملفات المملكة، أبطأت مسيره خلافاً لتوقعاته.
وأمام الأزمات المحيطة بالمملكة والتي تبدأ من الانهيارات العسكرية عند الحدود مع اليمن إلى الأزمة القطرية التي هزت البيت الخليجي وتصاعد الأزمات الداخلية، فإن التحديات التي ينتظرها الأمير الطامح بالعرش، ستبدو أضخم كملك متوج.
على المستوى الشعبي، لا تزال الدعوات للمشاركة في حراك السعوديين الثالث. رواد "تويتر" يواصلون الدعوات والتغريد تحت وسم حراك 23 سبتمبر وحراك اليوم الوطني التي ينشرون فيها مطالبهم ويؤكدون دعوتهم لتحرك سلمي معارض، ومن المرشح أن تصبح هذه الدعوات الشعبية، حراكاً مستمراً في الفضاء الإفتراضي للمملكة، إلى أنّ ينعكس على الأرض. فالأيام الأخيرة واللاحقة، تصوّر مستقبل المملكة في عهد محمد بن سلمان.