نيزافيسيمايا غازيتا: السعودية تخرج عن سكة المفاوضات
يشير أيغور سوبوتين في مقال نشرته “نيزافيسيمايا غازيتا” إلى أن وساطة الولايات المتحدة وروسيا لم تفلح في تسوية الأزمة القطرية.
كتب سوبوتين:
دعا وزير خارجية روسيا خلال زيارته إلى المملكة السعودية بلدان مجلس التعاون الخليجي، على خلفية استمرار بعضها في علاقته بقطر، إلى الحفاظ على وحدتهم.
وقد التقى لافروف خلال زيارته إلى المملكة الملك سلمان بن عبد العزيز ونظيره السعودي عادل الجبير، الذي قال في المؤتمر الصحافي المشترك مع لافروف إن “هدفنا بشأن قطر واضح، وقد تحدثنا عن ذلك مرارا. وقطر تعلم جيدا ما هو المطلوب منها. نحن نريد وضوحا في موقف قطر ومدى جديتها في البحث عن تسوية هذه الأزمة، التي ستؤدي إلى تحقيق المبادئ التي تُوافق عليها بلدان العالم كافة؛ وهي التخلي عن تمويل الإرهاب، عدم دعم المتطرفين، عدم نشر الحقد وعدم التدخل في الشؤون الداخلية”.
وكان أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني قد دعا، قبل زيارة لافروف إلى السعودية، إلى التفاوض بشأن مطالب البلدان العربية، التي تعارض حصار قطر. وصرح بأن هذا ما طرحه على العاهل السعودي خلال اتصال هاتفي. وبعد نشر هذه الخبر في وسائل الإعلام، أعلن الجانب السعودي عبر وكالة الأنباء الرسمية للمملكة عن امتعاضه من الأسلوب القطري في تفسير النتائج التي تمخض عنها الاتصال الهاتفي. فبحسب الوكالة السعودية، قال مسؤول سعودي رفيع المستوى إن الرياض أعلنت عن تعطيلها لأي حوار مع الدوحة، حتى تصدر تصريحا واضحا عن موقفها بشكل علني.
وتوضح قناة الجزيرة القطرية غضب الجانب السعودي بأن وكالة الأنباء القطرية في نشرها للخبر لم تذكر الجانب المبادر إلى الاتصال الهاتفي، وهو الدوحة. ويشير المراقبون إلى أن الحوار بين زعيمي قطر والسعودية أظهر عمق الهوة بين البلدين، وليس الرغبة في الاتفاق. وفي هذا الصدد، تشير نيويورك تايمز إلى أن “الاتصال الهاتفي أبرز مدى صعوبة تسوية الخلاف والغضب”. ويشار إلى أن الاتصال بين أمير قطر والعاهل السعودي كان نتيجة للجهود الدبلوماسية للرئيس الأمريكي الذي أقنعهما بالبدء بالتفاوض. إضافة إلى أن أمير الكويت صباح الأحمد الصباح الذي يتوسط لتسوية الأزمة كان في ضيافته.
في هذا الصدد، يقول كبير الأساتذة في قسم العلوم السياسية بمدرسة الاقتصاد العليا ليونيد إيسايف: “مؤخرا، كان كل شيء يشير إلى أن السعوديين وأنصارهم أعادوا النظر في إمكاناتهم وأنهم كانوا على استعداد للتراجع. ولكن من أجل ذلك كانوا بحاجة إلى مساعدة من قطر. وكانوا يسيرون في هذا الاتجاه، وحتى أنهم تخلوا عن مطالبهم وبدأوا يطلقون تصريحات مبسطة، أي أنهم كانوا مستعدين لحلول وسط. ولكن قطر شعرت بأن المبادرة بيدها، وقررت استغلال الوضع. وباعتقادي أن هذا أغضب السعودية جدا”، – كما يؤكد إيسايف.
هذا، وتطرق لافروف خلال لقائه المسؤولين في المملكة السعودية إلى الأوضاع السورية، وثمن جهود المملكة في تشكيل وفد موحد للمعارضة للتفاوض مع دمشق. كما أكد لافروف أن مناطق وقف التصعيد ليست أبدية ولا تهدف إلى تقسيم البلاد، وقال إن “الهدف من إنشاء مناطق وقف التصعيد هو وقف أعمال العنف. أي هي ليست إجراءات دائمة، وليست لدى كل من اتفق على إنشائها رغبة في الحفاظ عليها وإنشاء جيوب ما على الأرض السورية”. (روسيا اليوم)