«ستراتفور»: صور الأقمار الصناعية ترصد حجم الدمار في العوامية

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2280
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

تعتبر المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية واحدة من المناطق الأكثر أهمية من الناحية الاستراتيجية في المملكة. وتتجمع معظم موارد البلاد من النفط والغاز الطبيعي هناك، ويحد المنطقة جميع دول مجلس التعاون الخليجي (بما في ذلك قطر الواقعة في بعض الخلافات مع الرياض). وعلاوة على ذلك، تتمتع المحافظة بأهمية ثقافية كونها موطنا لمعظم الشيعة في السعودية، والذين يشكلون ما بين 10 إلى 15% من مجموع سكان البلاد.

ويعد النشاط الشيعي الداعي إلى مزيد من الحكم الذاتي والاعتراف بالحقوق أمرا شائعا في المنطقة. وعلى الرغم من كون هذه الأنشطة سلمية في الغالب، إلا أن هناك خلايا صغيرة في المنطقة سعت إلى إضعاف سيطرة الحكومة.

النظر إلى القطيف في الشرق

وتحرص المملكة منذ فترة طويلة على البقاء منتبهة إلى الاضطرابات وانعدام الأمن في المنطقة الشرقية. ومنذ مايو/أيار، كانت هذه الضرورة واضحة بشكل خاص في بلدة العوامية القديمة الصغيرة الواقعة في محافظة القطيف. ومنذ ما يقرب من ثلاثة أشهر، قامت السلطات بتدمير المباني في حي الموسرة، الذي يعود إلى 400 عام في القطيف، وأحد المراكز السكانية الشيعية الرئيسية في البلاد. وقبل بدء عمليات التطهير، أصدرت الرياض إخطارات بالإخلاء إلى ما يقدر ب 6 آلاف أسرة تعيش في منطقة سكنية مكتظة بالسكان، مساحتها 20 فدانا من المنطقة. وفي الأشهر التي تلت ذلك، اندلع القتال بين القوات السعودية والمقيمين المتبقين الذين يرفضون المغادرة.

والآن، ساعدت صور الأقمار الصناعية التي حصل عليها شركاء ستراتفور لتسليط الضوء على الوضع الحالي للمنطقة. وتكشف الصور عن الدمار الواضح والعميق الناجم عن تسوية الحكومة للمباني في المنطقة، وتم التأكد من الصور بعد صدورها حديثا في وكالات الأنباء الرئيسية. لكنّ صور الأقمار الصناعية تظهر أيضا أن الأضرار كانت تقتصر على قسم أصغر من المدينة من تلك الصور المشار إليها في البداية، التي تم مشاركتها على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي.

تصور الأضرار في العوامية

وتدعي السعودية أنها تقوم بالعمليات الجارية في الموسرة لسببين، وهما التجديد والأمن. وعندما بدأت عملية التطهير في مايو/أيار، أصدرت الحكومة السعودية صورا لامعة تكشف عن خطط لتجديد المنطقة في نهاية المطاف بمنازل جديدة ومساحات تجارية ومتنزهات ومواقف للسيارات. كما أفادت التقارير بأن الرياض عرضت نقل الأسر خلال فترة التجديد. وفي الواقع، تعتبر العديد من المباني في المقاطعة في حالة سيئة، ويمكنها الاستفادة من البنية التحتية الجديدة.

لكن الخطوة الأولى والأولوية القصوى لمشروع القوات السعودية «لتطوير العوامية» هي حرمان «الإرهابيين» من الملاذ، وتدمير المباني التي تستخدمها الخلايا المسلحة. وعلى مدى أعوام، شهدت القطيف عمليات إطلاق نار متقطعة بين قوات الأمن والمسلحين، فضلا عن هجمات تفجيرية ارتجالية ضد الشرطة السعودية. وتشير المخابرات السعودية إلى حي الموسرة كمصدر لهذه العمليات. وخلال الأشهر الثلاثة الماضية، أشارت التقارير إلى أن هناك مسلحين يقاتلون للحفاظ على المنطقة الخاضعة لسيطرتهم بإطلاق النار والقذائف. ومع ذلك، في الصور التي تم الحصول عليها في 7 أغسطس/آب، لم تظهر أي حفر قد تكون نتيجة لقذيفة في مناطق الدمار الثقيل. غير أن الحواجز (ربما شبه الدائمة) وناقلات الجنود المدرعة والعديد من المباني المدمرة كانت واضحة. وتزعم السلطات أنها تقترب من نهاية المرحلة الأولى من العمليات، وأن العديد من المشتبه بهم كإرهابيين قد ألقي القبض عليهم أو قتلوا.

تطهير استراتيجي

وبالنسبة للناشطين الشيعة والشبكات الإعلامية، يُنظر إلى عمليات الرياض على أنها «حصار» على منازل الشيعة السعوديين ومساجدهم. ومن وجهة نظرهم، لم يكن تجريف المباني في البلدة القديمة محاولة لمحو التراث الثقافي الشيعي فقط، بل كان تذكيرا قاسيا بأن الرياض هي المسؤولة في نهاية المطاف عن المنطقة. وعلاوة على ذلك، ادعى الناشطون أن الهدم امتد للعديد من المباني المأهولة. وتتركز هذه القضية الحساسة حول التوترات الشيعية السنية المستمرة في البلاد، لكنها تتفاقم بسبب البغض الجماعي والمعارضة من قبل المجموعات الدينية المحلية لقيادة الرياض.

وعلى الصعيد الإقليمي، لا تزال العلاقة بين السعودية وإيران متوترة. وعلى الرغم من أن معظم الناشطين الشيعة في دول الخليج يتنصلون من أي صلة بين طهران ونضالهم نحو مزيد من الحكم الذاتي، فقد وردت تقارير عن وجود بعض الخلايا المسلحة الصغيرة في السعودية التي تحصل على أسلحة ومواد من سفن في الخليج العربي. وتلتزم الرياض بمنع طهران من الحصول على أي موطئ قدم في المملكة من خلال دعم الطائفة الشيعية. وبغض النظر عن الإمدادات التي قد ترسلها إيران أو لا ترسلها إلى مسلحين شيعة، ستبذل المملكة كل ما في وسعها في منطقتها الشرقية لحرمان إيران من إحراز أي نقاط. وفي الوقت الحالي، يوجب ذلك استخدام أي وسيلة لازمة لإزالة منطقة العوامية القديمة.

المصدر | ستراتفور