تقارير غير رسمية: نسبة الفقر في السعودية تتراوح ما بين 15 و25%
ملايين السعوديين يعيشون الفقر بسبب بذخ الأمراء والطبقة الحاكمة في حين تعتبر السعودية أكبر مصدّر للنفط في العالم.
تقرير ابراهيم العربي
مفارقة الفقر في بلد الذهب الأسود وتردي الواقع الإجتماعي فيه يبقى من المسكوت عنه في السعودية. لا أرقام رسمية دقيقة عن نسبة الفقر في المملكة، لكن التقديرات والشواهد تشير إلى تفشي مشكلة الفقر والبطالة والتفاوت الطبقي والمناطقي.
وتوضح تقارير غير رسمية أن نسبة الفقر تفاقمت لتتراوح ما بين 15 و25 في المئة من إجمال السعوديين الذي يتخطى عددهم 20 مليون نسمة.
وبحسب محللين اقتصاديين، فإن البرامج التي أطلقتها السعودية لم تنجح في الحد من الفقر، على الرغم من امتلاكها مقدرات وثروات هائلة، إذ يبلغ حجم الاحتياطي النقدي في السعودية نحو نصف تريليون دولار، كما أنها أكبر مصدّر للنفط في العالم ما يوفر موارد مالية ضخمة متجدّدة، ومن مظاهر ثراء السعودية ضخ أموال تقدر بنحو 460 مليار دولار في أميركا لشراء أسلحة وإقامة استثمارات جديدة هناك، بعد زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للرياض في مايو / أيار 2017.
وتؤكد التقارير أن المحافظات مثل عسير وجازان ونجران والطائف والعوامية تعاني من ارتفاع نسبة الفقر مقارنة بمحافظات أخرى، وهو ما يشير إلى وجود فوارق كبيرة في التنمية بين المناطق في المملكة.
وحول معدلات الدخل التي تدخل صاحبها في دائرة الفقر بالسعودية، حدّد تقرير اقتصادي لـ”جمعية الملك خالد الخيرية” خط الكفاية في السعودية للأسرة المكونة من 7 أفراد بنحو 3323 دولاراً أميركياً في الشهر، معتبراً أن ما دون ذلك “يدخل تحت خط الفقر”، في حين كانت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية قد نشرت تقريراً سابقاً يوضح أن ما بين مليونين و4 ملايين سعودي يعيشون على أقل من 530 دولاراً شهرياً أي 17 دولاراً في اليوم، وأن الدولة “تخفي الفقر بشكل جيد”.
على الرغم من التكتم والتعتيم، فإن مظاهر الفقر في المملكة لم تخف، إذ نجد في الكثير من المناطق مساكن مزدحمة وشبه متداعية وأزقة ضيقة وأكوام قمامة وأطفال حفاة تبدو جميعها وكأنها في دول فقيرة في الموارد والموازنات.
كذلك ترتبط نسبة الفقر بالبطالة كأحد أبرز مؤشرات تفاقم الأزمات المعيشية، إذ بلغت نسبة العاطلين السعوديين عن العمل 12.7 في المئة خلال الربع الأول من عام 2017، بحسب “هيئة الإحصاء” الحكومية.
بسبب طغيان ظاهرة الإسراف والتبذير في السعودية، تزايدت الانتقادات الحادة بين أوساط المواطنين إزاء الهدر غير المبرر للأموال من قبل الطبقات الحاكمة، التي تسكن القصور الفخمة وتملك اليخوت الضخمة وتقيم الولائم وحفلات الطعام الباذخة، على حساب المواطنين.