عادل العوفي: رقصة “العرضة” على أشلاء “الارهابيين” في العوامية
الانسانية اكبر كذبة يسوقها الاعلام العربي.. هل حفظ الخليجيون “خط الرجعة” بعد كل هذه الفضائح؟.. صفقة نيمار في عيون الاعلام العربي: كرة القدم والسياسة واحد
عادل العوفي كحال كل المنبوذين على هذه الارض والذين لا يعني أمرهم ومصيرهم أحدا لاسيما وسائل الاعلام التي لا تهتز تحت عنوان “الانسانية ” بل بمقدار ما سيكون عليه “المقابل” المنتظر.استنتجت هذه الخلاصة من خلال مادة سابقة هنا عن الذين يسمون في عرف المنابر الاعلامية العربية والسعودية “بالارهابيين” وتساءلت عن حقهم في الرد وكيف وصلنا الى هذه “النتيجة الحتمية” ومن اعطى الحق لهؤلاء كي يصدروا احكامهم الجائرة تلك بهذه القسوة؟ والاهم لماذا علينا ان نصمت ولا نسأل عنهم وعن حيثيات كل ما يتعرضون له في زمن السوشال ميديا والتطور التكنولوجي؟عن أهالي “العوامية ” اتحدث ومقاطع الفيديو التي غزت مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات السعودية الرسمية حتمت علي ان افتح هذا الباب مجددا {رغم الشتائم الجاهزة والهجوم الذي لا ينتهي}، واقف مندهشا من هذا “العار” الذي يتجاهله القاصي والداني كل حسب “دوافعه” وحساباته.جنود سعوديون يحتفلون ويرقصون “العرضة” على أشلاء ضحايا حي “المسورة” الذي ابيد وسكانه بحجة “التطوير” وهو من أعرق الاحياء ويعود بناؤه الى 400 عام ,لكن “الفريد” والمختلف الذي لا يجب علي اغفاله بالمقارنة مع الموضوع السابق حين تحدثنا عن صمت الاعلام العربي وخوفه {كتعبير أدق} يكمن في دخول المنابر القطرية على الخط وبقوة.هنا ساتجاهل تقرير قناة “الميادين” والسبب معروف ولن اتطرق لما تحدثت عنه من وجود لشعارات “مذهبية” وسط تلك “الاحتفالات”، والدليل في ان الاعلام القطري “أزعج” حقا السلطات السعودية حيث يمكن استخلاصه من هذا التعليق لمستشار الديوان الملكي الذي قال ان “تغطية الإعلام القطري لأحداث العوامية لا تسرّ أحداً من المحيط إلى الخليج، سوى القوات الإيرانية المتواجدة بقطر، رغم انهم لا يقرأون العربية”.بصرف النظر عن الذي “تجرأ” وانتقد هذا الملف السوداوي ستبقى “التهمة” اياها حاضرة دائما ,لنعود للنقطة الاولى الاكثر اهمية بالنسبة لي شخصيا : الا يمكن لاي اعلامي شريف حر {أي كانت التسميات} ان يغامر بالاصطفاف في خندق هؤلاء المقهورين في تلك البقعة المنسية من الارض؟يالا المفارقة حين يتحدث الجميع عن موسم الحج ومن شتى البلاد والاصقاع حيث يعيش المسلمون يغيب عن ذهن هؤلاء عن قصد او عن جهل ان مسافات قليلة تفصلهم عن المنطقة الشرقية حيث يتم التنكيل والعبث باناس ينتمون لذات الديانة ولا احد بامكانه ان يفتح صوته ويجاهر بأن ابرياء يقتلون بدون ذنب وتحت شعار فضفاض هو “محاربة الارهاب”.ختاما وللتوضيح ضمير الاعلام القطري لم يستيقظ فجأة لكنها “الحرب” والعين بالعين ..للحديث بقية ..هل حفظ الخليجيون “خط الرجعة ” بعد كل هذه الفضائح ؟احيانا اتساءل : هل سيحفظ الاعلام الخليجي “خط الرجعة ” يا ترى في ظل كل ما نشاهده اليوم من نشر للغسيل الوسخ دون هوادة ؟لكن صوتا ما يرن في مخيلتي بأن “كرامة ” المشاهد العربي عموما لا تهم وهي على اخر الاهتمامات ,لذلك لن يكون غريبا ان تتم “المصالحة ” و “تبويس اللحى ” ويا دار ما دخلك شر ,فماذا عن كل ما سبق وقيل ويقال ؟ان نأخذ بعين الاعتبار العامل الاول الذي ذكرناه في الفقرة الاولى ثم نضيف ما حمله برنامج “للحديث بقية ” على قناة “الجزيرة ” مثلا وجاء بعنوان “امارات الخوف ” عن السجون السرية في دولة الامارات العربية المتحدة وغيرها من “الفضائح ” التي تنشر نهارا جهارا وظلت حتى الامس القريب طي الكتمان واسيرة الغرف السرية .كل هذا امر خطير للغاية ويجعل المشاهد العربي بالدرجة الاولى مدعوا لفتح أعينه وتحريك كل حواسه امام كل ما يطبخ وينشر ويكون هو اولا واخيرا “ضحيته ” الرئيسية كما حدث في ليبيا وسوريا والعراق واليمن حيث حل الخراب والدمار .والطامة الكبرى حين تعاين منشورات اعلاميين عرب منخرطين في “فضح ” أنفسهم قبل الاخرين ,حقيقة اشفق على “نفسية ” المواطن العربي ممن أكلوا المقلب وطبلوا وزمروا دون وعي لما كان يحاك في الخفاء .شبهنا فيما مضى ما يحدث في الخليج بمسلسل رمضاني سحب البساط من الدراما العربية لكننا على ما يبدو امام مسلسل تركي طويل مشوق الفصول وسلسلة الفضائح مستمرة وواعدة بالكثير من المفاجات التي ستكشف الكثير من الامور المبهمة ..فعلا ان الله يمهل ولا يهمل ..