الإمارات تجدد اتهاماتها للسعودية بدعم الإرهاب
أصبحت الأمور بين الدول الخليجية تسير على مبدأ “من بعديَ الطوفان”، كل دولة تسعى إلى إلصاق تهم الإرهاب بـ”شقيقتها”، وما التحالفات الثنائية، إلاّ صورة كاذبة عن مصالح آنية.
تقرير عباس الزين
قامت الأزمة الخليجية الأخيرة على اتهامات سعودية – إماراتية لقطر في دعم الإرهاب وتمويله. التحالف “الهش” بين أبو ظبي والرياض في هذا الشأن كشفه وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، الذي وجه اتهاماً مباشراً للسعودية في دعم الإرهاب.
وقال الوزير الإماراتي، في تصريح في المعهد الملكي للدراسات الدولية في لندن “تشاذام هاوس”، إنه لدى السعودية “مشكلة في التمويل الشخصي للإرهاب، عليها الاعتراف بها”، ما أثار جدلاً واسعاً من قبل إعلاميين سعوديين.
واعتبر عبد الله العمادي أن كلام الوزير الإماراتي يأتي بعد تيقنه من “ضربة” ستطال الدول الخليجية لدعمها الإرهاب، فقدّم الرأس السعودي أولاً. في المقابل، غطت قناة “الجزيرة” القطرية تحريحات قرقاش بشكل لافت للانتباه، إذ أعطت التصريحات مساحة كبيرة من فضائها، تاركة الباب مفتوحاً لتداعيات التصريح على العلاقة الاماراتية السعودية.
بدا الموقف الإماراتي المبهَم حول الدعم السعودي للإرهاب أكثر وضوحاً في إعلان أبو ظبي تصديها للوهابية السعودية، عبر استقدام 240 إماماً وخطيباً يمنياً غادروا من حضرموت إلى إمارة أبوظبي بهدف تلقي دورات تدريبة حول مواجهة “الوهابية” بإشراف “الصوفي” الحبيب علي الجفري، بحسب ما نشرته صحيفة “القدس العربي”. وكان الجفري الذي يترأس مؤسسة “طابة” ومقرها أبو ظبي، قد نظّم مؤتمراً تحت عنوان “من هم أهل السنة والجماعة؟” في عام 2016 في الشيشان، الذي أثار جدلاً كبيراً باعتباره أن “السلفية” و”الوهابية” من خارج أهل السنة والجماعة.
أحد أبناء الملك فهد، عبد العزيز، دعا إلى دفع ما اعتبره “شر من يطعنون في العقيدة”، مطالباً أهل أبو ظبي بالتصدي للبدع، في إشارة إلى الداعية علي الجعفري.
التراشق السعودي الإماراتي الأخير بتُهَم الإرهاب ليس بجديد. فقد سبق اتهامات قرقاش الرسمية تغريدة لوزير الخارجية عبد الله بن زايد يتهم فيها ثقافة السعوديين بأنها “معادية للحياة وتحتقر الإنسان وتدعم الإٍرهاب”. وفي الجانب الإماراتي، لقيَ اتهام نائب الرئيس الأميركي جون بايدن لأبوظبي في دعم وتمويل الإرهاب، خلال في عام 2014، استغراب الأخيرة، مطالبةً واشنطن باعتذارٍ رسمي.
في أبريل/نيسان 2017، سربت السفارة القطرية في واشنطن وثيقة سرية تثبت تورط ولي العهد محمد بن سلمان، وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد بدعم شخصيات بارزة في “تنظيم القاعدة” الإرهابي في اليمن وجزيرة العرب.
تتهم كل من السعودية والإمارات قطر بدعم الإرهاب، والأخيرة تتهمهما، وفي المقابل تتهم الإمارات السعودية، وتتهم واشنطن الإمارات، لكن الثابت الوحيد في تلك الدوامة أن الدول الخليجية الثلاثة داعمة للإرهاب باعترافها فيما بينها.. وترامب يشير بإصبعه إليهم.