«صفقة وهمية».. هذه هي حقيقة صفقة الـ 110 مليار دولار بين السعودية وأمريكا

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2913
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

بروكينغز – التقرير
خلال الشهر الماضي، زار دونالد ترامب المملكة العربية السعودية، ثم أعلنت إدارته أنه أبرم صفقة أسلحة بقيمة 110 مليار دولار مع المملكة. هنا تكمن المشكلة: “لا توجد صفقة، إنها مجرد أخبار وهمية”.
يقول بروس ريدل: “تحدثت إلى جهات الاتصال في قطاع الدفاع. كلهم يقولون الشيء نفسه: لا يوجد صفقة بقيمة 110 مليارات دولار”.
بدلًا من ذلك، هناك مجموعة من الرسائل المثيرة للاهتمام، لكن ليس هناك عقود. هناك العديد من العروض التي تعتقد الصناعة الدفاعية أن السعوديين سيكونون مهتمين بها في يوم من الأيام. لم يُبلَّغ مجلس الشيوخ حتى الآن بأي شيء. وكالة التعاون الأمني الدفاعي، في جناح مبيعات الأسلحة في البنتاغون، تُسميها المبيعات المقصودة. لم تكن أي من الصفقات التي تم تحديدها حتى الآن جديدة، وبدأت جميعها في إدارة أوباما.
من الأمثلة على ذلك، اقتراح بيع أربع فرقاطات (سفن مقاتلة سطحية متعددة المهام) إلى البحرية الملكية السعودية. أبلغت وزارة الخارجية لأول مرة عن هذا الاقتراح عام 2015، لكن لم يتبع ذلك أي عقود.
نوع الفرقاطة مشتق من السفينة التي تستخدمها البحرية الأمريكية، لكن السفينة المشتقة لا وجود لها حتى الآن. قطعة أخرى هي المحطة الطرفية عالية الارتفاع في نظام الدفاع الجوي (ثاد)، التي تم نشرها مؤخرًا في كوريا الجنوبية. أعرب السعوديون عن اهتمامهم بالنظام منذ عدة سنوات، لكن لم يتم تطبيق ذلك في أي عقود.
وافق أوباما على البيع من حيث المبدأ، في قمة في كامب ديفيد عام 2015. نجد أيضًا على قائمة الرغبات 150 مروحية من نوع بلاك هوك. مرة أخرى، هذه الأخبار قديمة ومُعاد تجميعها. ما فعله السعوديون والإدارة هو وضع حزمة افتراضية من قائمة الرغبات السعودية للصفقات المحتملة وتصويرها كصفقة. إنها أخبار وهمية.
علاوة على ذلك، فمن غير المرجح أن السعوديين يمكن أن يُبرموا صفقة بقيمة 110 مليارات دولار بعد فترة أطول؛ بسبب انخفاض أسعار النفط والحرب التي استمرت عامين في اليمن. باع الرئيس أوباما المملكة أسلحة بقيمة 112 مليار دولار على مدى 8 سنوات، ومعظمها تمت في صفقة واحدة ضخمة عام 2012، تم التفاوض عليها من قِبل وزير الدفاع آنذاك روبرت غيتس.
في سبيل إتمام هذه الصفقة، اتُخذت موافقة الكونجرس، وتفاوض غيتس أيضًا على اتفاق مع إسرائيل لتعويض الإسرائيليين، والحفاظ على تفوقهم النوعي على جيرانهم العرب. مع هبوط أسعار النفط، سعى السعوديون إلى تلبية مدفوعاتهم منذ ذلك الحين.
ستعرفون أن صفقة ترامب حقيقية عندما تبدأ إسرائيل في طلب حزمة للحفاظ على الجودة النوعية لقوات الدفاع الإسرائيلية. ما سيأتي قريبًا هو صفقة بمليار دولار أو أكثر قليلًا لمزيد من الذخائر للحرب في اليمن. تحتاج القوات الجوية الملكية السعودية إلى مزيد من الذخائر؛ لمواصلة القصف الجوي لأشد البلدان فقرًا في العالم العربي.
أخيرًا، كما أن صفقة الأسلحة ليست كما تم الإعلان عنه، فهناك أمرًا مفترضًا أيضًا، وهو حملة الدول الإسلامية ضد الإرهاب. بدلًا من هذه الحملة، تحولت دول الخليج إلى الخلاف مع واحدة منها، حيث نظمت المملكة العربية السعودية حملة لعزل قطر. في نهاية هذا الأسبوع، قطعت السعودية، الإمارات، البحرين، ومصر العلاقات مع قطر. قفز حلفاء السعودية مثل المالديف واليمن على العربة. كما أغلقت السعودية حدودها البرية مع قطر.
هذه ليست المرة الأولى من نوعها، لكن قد تكون الأخطر، فالسعوديون وحلفاؤهم حريصون على معاقبة قطر لدعمها جماعة الإخوان المسلمين، ولاستضافة الجزيرة، وبسبب الحفاظ على علاقاتها مع إيران. بدلًا من وجود جبهة موحدة لاحتواء إيران، فنتائج قمة الرياض تضاعف التوترات الطائفية والسياسية في المنطقة.