صحف قطرية: الشيخ تميم لم يُدل بالتصريحات التي نُسبت إليه والسعودية والإمارات تنتهجان أسلوبا يعبر عن عصبية قبلية
الدوحة ـ انتقدت صحف قطرية الدول التي تهاجم أمير قطر، وأكد كتابها على أن الشيخ تميم لم يُدل بالتصريحات التي نُسبت إليه في إشارة إلى أن السعودية والإمارات تنتهجان أسلوبا يعبر عن عصبية قبلية. وقال عبد العزيز الخاطر في صحيفة الوطن القطرية: “الحملة الإعلامية التي تشنها صحف المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ضد قطر، في اعتقادي، تضع المنطقة في مرحلة ما قبل الدولة رغم انتماء هذه الدول للمجتمع السياسي منذ أكثر من 50 عاما أو ما يقارب من القرن”. وأبدى الكاتب أسفه إزاء “انحدار مستوى التعامل، من السياسي، إلى ما يشبه الترصد والتجسس، وهو أسلوب أقرب ما يكون إلى أسلوب العصابات، وإلى أسلوب قبلي يُعبر عن عصبية قبلية لا تمت إلى الدولة بصلة”. كما انتقدت ناهد القحطاني في “الراية” القطرية بدورها، الوسائل الإعلامية التي تصر على “إسناد تلك التصريحات إلى الأمير” بحسب تعبيرها، مشيرة إلى أن “هناك من يدير هذه الحملة لضرب اللحمة الخليجية”. وشددت الكاتبة على أنه لو كان الأمير “قد قالها، فإنه لن ينكرها، لأنه لن يقول إلا ما هو مؤمن به، فلا نذكر عبر التاريخ بأن قطر وحكامها قد نقضوا حديثا بدر منهم، ولا بأنهم قد نقضوا عهدا، ولا بأنهم قد غدروا بأحد غريبا كان أم قريبا”. بدورها حذرت جريدة “الشرق” القطرية في مقال نشرته أمس من إشعال نار الفتنة، قائلة: إن “أطراف في المنطقة تعمل على إذكاء نار الفتن وإشعال الخلافات، بما لا يخدم البيت الخليجي المعروف بهدوئه وتماسكه ووحدة صفه”. وبينت أن “تلك الفتن الواضحة والحملات الإعلامية المستعرة ضد قطر، لا تصب في مصلحة أحد، وتؤكد رغبة بعض الأطراف في ضياع هذا الكيان القوي الموحد، عبر انتهاج سلوك صدام لا مبرر فيه ولا منطق ولا عقل ولا حكمة”. دعا الكاتب والداعية الإسلامي الكويتي، عبدالعزيز صباح الفضلي، في مقال نشرته إحدى الصحف القطرية إلى “تحرك سريع من بعض القادة المؤثرين في الخليج لاحتواء الأزمة، وإيقاف الهجمات على دولة قطر الشقيقة ، ليعود “التلاحم الخليجي كما كان في السابق”. وقال الفضلي: “منذ الثلاثاء الماضي وإلى الآن تتعرض قطر وأميرها إلى التشهير والتجريح من قبل بعض وسائل الإعلام العربية.. للأسف هناك هجمة ظالمة لعزل قطر عن منظومة دول الخليج ، ومحاولة لتقليص دورها وتأثيرها على بعض ساحات الصراع العربي والإسلامي”. كما دافع المعارض الكويتي والنائب البرلماني السابق مسلم البراك، عن موقف قطر في الأزمة، ووجه نداء للسياسيين في دول الخليج بأن يتحلوا بالحكمة لكي يتم التغلب على الأزمة السياسية الراهنة موجها انتقادات لاذعة لوسائل الإعلام المحسوبة على الإمارات والسعودية، متهما إياها بتأجيج الخلافات بين دول الخليج. وكرر البراك استغرابه من إصرار وسائل الإعلام الإماراتية والسعودية على تضخيم الحدث حتى وإن حصل بالفعل، قائلا: “فكيف وأن الطرف المعني وهو قطر قد نفى ذلك جملة وتفصيلا”. بدوره أيد المعارض السعودي السابق كساب العتيبي حق قطر في أن تكون لها سياستها، وقال في تغريدة عبر حسابه في “تويتر” أنه من غير المعقول “أن تحاسبوا قطر على كل صغيرة وكبيرة. هذه دولة ذات سيادة لها سياساتها. اختلاف وجهات النظر لا يُحل بالشتائم بل بالجلوس كإخوة بقلب مفتوح”. هذا وشهدت الساحة العربية الأيام الماضية حملة انتقادات غير مسبوقة في تاريخ مجلس التعاون الخليجي شنتها وسائل إعلام سعودية وإماراتية ضد قطر. واندلعت الأزمة بين قطر ودولتان خليجيتان ( السعودية والإمارات) في أعقاب اختراق موقع وكالة الأنباء القطرية مساء الثلاثاء الماضي ونشر تصريحات كاذبة منسوبة لأمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.