ذرائع لتفريغ “المسوَّرة” من أهلها
تكشف ممارسات قوات الاجتياح السعودي في العوامية أن الرياض تمتلك مخططاً يتعدى مهمة هدم حي المسورة إلى إفراغ قرابة 70 في المئة من أهلها.
تقرير رامي الخليل
لم يكن رصاص العدوان السعودي ليقتصر على الأهالي في “حي المسوّرة”، إذ أن إفراغ بلدة العوامية من سكانها لن يتم بهدم هذا الحي الأثري حصراً، وهو ما تؤكده استهدافات النظام للأحياء المجاورة، تارة برصاص عشوائي وتارة أخرى بالقذائف الصاروخية، فضلاً عن عمليات اتلاف الممتلكات الخاصة بشكل متعمد.
حرصت قوات الاجتياح على استهداف محيط “حي المسوّرة” والأحياء البعيد عنها بشكل متواصل، وهو ما يؤشر إلى وجود رغبة لدى النظام لتهجير السكان الآمنين في الأحياء التي تعد قديمة وأساساً في العوامية، وقد طاول قصف النظام أحياء الجميمة، العوينة، الريف، كربلاء، الزارة، المراوح، الشملي، عين الربيانة، حي المنيرة، وغيرها.
لا يستدعي مخطط تحديث وإعادة بناء “حي المسوّرة” المفترض استهداف تلك الأحياء وتدميرها فضلاً عن تشريد ما يقارب 7 آلاف من أهلها، وهو ما سلّط الضوء على نوايا النظام الحقيقية في البلدة، مسقط رأس الشيخ نمر النمر، ومركز انطلاق الحراك الشعبي المعارض لسلطة ال سعود منذ ما يقارب 6 أعوام.
أمام هذه الوقائع الميدانية، يبدو أن مخطط النظام الفعلي يتمثل بإفراغ بلدة العوامية من أهلها وسكانها، والإبقاء على أحياء سكنية لا يوجد فيها كثافة شعبية عالية، وهو ما يصب في خانة الانتقام من أهالي البلدة عقاباً لهم على مواقفهم المطلبية الشجاعة.