القطيف: خنق حركة التنقل وقطع شريان القطيف المروري, وإغلاق المستوصفات الطبية ومركز الدفاع المدني

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2655
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

((الوضع لم يعد يُحتمل, بات من الواضح أن المقصود بالأمر ليس العوامية فقط)), كلمات أصبحت تتردد على ألسن جميع أهالي منطقة القطيف دون استثناء مع دخول الحصار الشامل يومه الثامن على بلدة العوامية والقديح والبحاري التي أضحى سكانها البالغ 80 ألفاً يعيشون حالة لاتوصف من المعاناة والتذمر نتيجة إحكام القوات الأمنية إغلاق جميع مخارج ومداخل هذه البلدات بالجدران الخرسانية, والإبقاء على منفذ واحد ضيق جداً كمعبر للدخول والخروج يمر بإحدى محطات التزود بالوقود.
هذه البلدات المكتظة بعدد هائل من السكان بحسب الإحصاءات الرسمية التي تشير لوجود 45 ألف نسمة في بلدة القديح و28 الفاً في بلدة العوامية و16 الف في بلدة البحاري, يتفاقم وضعها كونها تقع على جانب الشريان الرئيس المؤدي إلى داخل منطقة القطيف وجزيرة تاروت وبقية القرى والبلدات, التي أضحى سكانها يعانون أيضاً جرّاء تعنت عناصر الشرطة وقوات المهمات الخاصة والطوارئ في نقاط وحواجز التفتيش المنتشرة على المنافذ وما تسببه من تعطيل وخنق حركة المرور طوال ساعات النهار والتي بدأت تؤثر على انتظام الموظفين في الوصول لأماكن عملهم داخل المنطقة وخارجها بشكل رئيس, حيث يعمل 95% من الموظفين في المنطقة في المدن المجاورة نتيجة انعدام أو محدودية الفرص الوظيفية والتجارية داخلها.
بلدة العوامية بدأت تصاب بحالة من الشلل التام نتيجة تفاقم ما يمكن وصفه بـ”حرب المدن” التي تعيشها البلدة منذ فجر الأربعاء 10 مايو حين اجتاحتها القوات السعودية بعشرات المدرعات والعربات المصفحة المزةدة بالرشاشات المحمولة عيار 50ملم.
العوامية تعاني وسط الحصار الخانق انقطاع إمدادات الغذاء وإقفال 99% من المحلات التجارية أبوابها, فيما تحاول بعض محلات التموين الغذائي إبقاء أبوابها مفتوحة بصورة إنسانية لتوفير الغذاء ومتطلبات الحياة اليومية للسكان المحاصرين, عنف القصف الذي شمل أغلب أحياء البلدة بالرصاص والقذائف والذي لا يكاد يتوقف لساعة واحدة متواصلة فاقم في نشر الرعب بين الأهالي لاسيما للأطفال والنساء وشلّ مظاهر حركة السير والتنقل في شوارع البلدة وطرقاتها المنهكة.
صباح يوم أمس شاهد سكان البلدة عشرات المدرعات والجنود المدججين بالسلاح يجبرون رجال مركز الدفاع المدني الوحيد في البلدة على إخراج جميع آليات المركز وإقفال أبوابه بشكل كامل, بعد مرور أكثر من شهر من محاولات أهالي البلدة المستميته مع السلطات الرسمية في المنطقة والعاصمة الرياض في الإبقاء على آخر مراكز الخدمة الحكومية في البلدة, التي حرمتها السلطات من جميع الخدمات الحكومية وفرضت منعاً شاملاً من دخولها أمام سيارات الإسعاف وشرطة المرور, كما لجأت إلى إقفال مستوصفين طبيين وحيدين في البلدة, وعدة مدارس للبنين والبنات، ما أجبر مئات الطلاب للتوجه الى مدارس المدن والبلدات المجاورة كمدينة صفوى وأحياء القطيف القريبة كالناصرة, في تطبيق قاسي لسياسة العقاب الجماعي, يرجع الأهالي أسبابه إلى مساهمتهم الفعالة في الاحتجاجات السياسية التي تشهدها المحافظة.
ومن العوامية إلى باقي البلدات المجاورة تنمو حالة التذمر بين سكان المناطق المحاصرة نتيجة تكرار مدّرعات القوات السعودية هجماتها المستمرة على البلدات بشكل عشوائي ما دفع إلى بدء ظهور حركات دفاع أهلية شبابية تستهدف هذه القوات بالأسلحة الرشاشة الخفيفة, وسط أصوات الإنفجارات الهائلة والمتزايدة يوماً بعد آخر طوال 9 أيام مضت, والتي أصبحت تؤرق راحة ونوم السكان حتى في الأحياء والبلدات والمدن المحيطة ببلدة العوامية وتلك البعيدة نسبياً عن موقع عمليات القوات السعودية.