اجتياح العوامية يرتد سلباً: فبركات النظام مكشوفة
بعد فشل قوات الاجتياح السعودي في تحقيق أهدافها العدوانية في العوامية، وأمام ما أظهره الأهالي من صمود فاق كل التوقعات، لجأت الرياض إلى لعبة تزييف الحقائق عبر مسرحية إعلامية لم يُكتب لها النجاح.
تقرير رامي الخليل
5 أيام والعدوان السعودي ضد العوامية في تطور، وبعدما فشلت القوات المهاجمة بتحقيق أهدافها وكسر إرادة الصمود لدى الاهالي، حاول قادة الاجتياح حرف الانظار عن جرائمهم عبر مسرحية إعلامية لم يتقنوا حبك عقدها.
ونقلت صحيفة “عكاظ” الرسمية عن والد الطفل الشهيد جواد مؤيد الداغر قوله، إن طفله استشهد من جراء إصابته بالرصاص أثناء خروج سيارة العائلة من منطقة القديح في اتجاه الأحساء، وهو أمر ينافي ادعاءات وزارة الداخلية في بيانها الذي أًصدرته يوم الأربعاء 10 مايو/أيار 217، زعمت فيه أن الطفل أصيب برصاص مسلحين كانت تلاحقهم داخل “حي المسوّرة”.
جغرافياً، تبعد القديح عن “حي المسوّرة” قرابة 3 كيلومترات، وبما أن أبعد مدى للرصاص لا يتخطى كيلومتراً ونصف، فإن المسافة الفاصلة بين نقطة القتل و”حي المسوّرة” تؤكد زيف الادعاءات الرسمية، هذا على اعتبار صحة معلومات البيان، أما في الوقائع، فإن وجود السيارة المستهدفة على مقربة من نقطة تمركز قوات الطوارئ في شارع ثابت بن معبد، إلى الجنوب من العوامية، يؤكد أن الرصاص الذي قتل الطفل جواد إنما انطلق من تلك النقطة.
الداخلية التي حاولت تبرير جريمة قتلها للشهيد علي كاظم عقاقة بوصفه أحد المطلوبين، لم تلتفت إلى حقيقة أن الشهيد كان يعمل في وظيفة حارس أمن في إحدى دوائر الشؤون الصحية في المنطقة الشرقية، وهي معلومات كان قد كشفها مصدر مطلع لقناة “نبأ” قبل أن تنتشر صورة الشهيد بلباسه الرسمي.
لم تتوقف أكاذيب النظام السعودي عند هذا الحد، وقد نشرت وسائل إعلامه صورة تزعم فيها العثور على أسلحة متنوعة بعد هدم مبنى في “حي المسوّرة”. وفي عملية بحث بسيطة، اتضح أن الصورة تعود إلى تاريخ 23 يوليو/تموز 2011، وهي مرتبطة بخبر عن إفراج أريتريا عن طيارَين إسرائيليين اعتُقلا بتهمة تهريب السلاح.
آخر مشاهد المسرحية الإعلامية كشفته السيدة التي ظهرت في مقطع مصور تداولته قوات الاجتياح على أنها تحاول إنقاذ السيدة وعائلتها من العوامية، فأكدت السيدة أن الأمن السعودي أجبرها وعائلتها على الصعود إلى المدرعة، والتمثيل بأن القوات تحاول إخراجهم من المنطقة، مشددة على أنه لم يكن بالإمكان التصرف إلا بهذه الطريقة بسبب خوف العائلة من التعرض لأي أذى، خاصة وأن أطفالا كانوا برفقتها.