واشنطن بوست”: التحذيرات تتصاعد في واشنطن من هجوم سعودي وشيك على ميناء الحديدة باليمن
من واشنطن-البحرين اليوم
نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريرا الثلاثاء (2 مايو 2017) بعنوان “التحذيرات تتصاعد في واشطن من هجوم سعودي وشيك على ميناء يمني”، في إشارة إلى عزم التحالف العسكري الذي تقوده السعودية؛ مهاجمة ميناء الحديدة اليمني المحاصر.
التقرير أشار إلى مطالبة مجموعة المشرعين الديمقراطيين والجمهوريين؛ وزيرَ الدفاع الأمريكي جيم ماتيس “بإعادة النظر في تأييده لهجوم يبدو وشيكا من قبل تحالف بقيادة السعودية على مدينة الحديدة الساحلية اليمنية”.
وقال المشرّعون في رسالتهم التي وجهوها إلى ماتيس “في مواجهة المأساة الإنسانية التي لا معنى لها في اليمن، حيث يحتاج 19 مليون شخص إلى دعم طارئ، فإننا ملتزمون باستخدام سلطتنا الدستورية لتأكيد مزيد من الرقابة على مشاركة الولايات المتحدة في الصراع وتعزيز المزيد من النقاش العام بشأن المشاركة العسكرية الأمريكية في الحرب الأهلية في اليمن، التي لم يأذن بها الكونغرس مطلقا “.
وتأتي هذه الرسالة في أعقاب رسالة أخرى، وجهها 55 مشرعا، إلى الرئيس ترامب والمدعي العام جيف سيسيونس تصر على أن أي مشاركة مباشرة للولايات المتحدة في اليمن يجب أن تحصل على موافقة الكونغرس.
وكان ماتيس أشار خلال زيارته إلى السعودية إلى الدعم العسكرى والمخابراتى المباشر للائتلاف الذى تقوده السعودية، الذى يسعى إلى “إخراج الحوثيين” من صنعاء والمناطق الأخرى التى يسيطرون عليها فى اليمن، بحسب ما تعبر التقارير الأجنبية والسعودية.
هذا ذكرت الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة أن الطائرات المقاتلة السعودية ألقت منشورات على الحديدة التي يسيطر عليها “أنصار الله” وحلفاؤهم في الأيام الأخيرة؛ تحذر مئات الآلاف من السكان من هجوم وشيك. وتستورد اليمن 90 في المائة من غذائها، وميناء الحديدة المتضرر بالفعل؛ هو نقطة الدخول للغالبية العظمى منه. وقد دمرت حرب أهلية التي استمرت عامين، الاقتصاد اليمني، ويعتمد أكثر من 7 ملايين شخص على المساعدات الإنسانية من أجل البقاء.
وقد اتهم نشطاءُ حقوق الإنسان السعوديةَ بالقصف العشوائي في حملتها على اليمن، قائلين إنها “قتلت آلاف المدنيين وحولت الكثير من البنية التحتية الحيوية في اليمن إلى الأنقاض”
وكان المفوض السامي لحقوق الإنسان، زيد بن رعد الحسين، أطلق تحذيرات من تداعيات الهجوم الوشيك قائلا “إن الأمم المتحدة تشعر بالقلق إزاء التداعيات الإنسانية لهذا الهجوم من حيث زيادة الأزمة الإنسانية، والخسائر في الأرواح إذا وقع هناك هجوم واسع النطاق على الميناء”.
وتؤكد الرسالة، التى صاغها مارك بوكان وجوستن اماش، على أن أي دعم أمريكى مباشر لهجوم على الحديدة يجب أن يأذن به الكونجرس. وتهدد الرسالة أيضا بتشريع يسعى إلى “حظر تورط الولايات المتحدة فى أي هجوم من هذا القبيل” فى حالة فشل ماتيس فى إطلاع الكونغرس على طبيعة الدعم الأمريكى للتحالف الذي تقوده السعودية.
يذكر أن السعودية فرضت حصارا على ميناء الحديدة، كما دمرت الطائرات السعودية العديد من رافعات الميناء، مما جعل عملية التفريغ تواجه صعوبات جمة، وتستغرق وقتا طويلا. وأوضح التقرير أن “السعوديين نادرا ما يشاركون في العمليات البرية، وقد ينطوي الهجوم على الحديدة على عدد كبير من القوات من الإمارات العربية المتحدة، وهي شريك في الائتلاف”.
وأوضح التقرير أن الحديدة مكتظة بالسكان، ولذا فإن الهجوم قد يستغرق أسابيع، إن لم يكن أشهرا، وسيؤدي إلى نزوح جماعي للسكان فضلا عن عشرات الآلاف من المشردين المتواجدين هناك.
وقال سكوت بول، كبير مستشاري السياسات الإنسانية في منظمة أوكسفام الدولية، الذي عمل في اليمن: “السؤال الكبير هو كيف يأخذون المدينة دون تدميرها والميناء في هذه العملية”. وأضاف “مع إي إغلاق سيكون من المؤكد وقوع المجاعة في غضون بضعة أشهر”.
وأعرب المسؤولون الإداريون عن قلقهم إزاء التداعيات الإنسانية لمثل هذا الهجوم، ولكنهم حذّروا من أن المصالح الأمريكية فى المنطقة تتعرض بشكل متزايد للخطر ما لم تتصرف واشنطن.