ايران تحتج بقوة على تهديدات الأمير بن سلمان بنقل المعركة الى عمقها..

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1750
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

لماذا لجأت الى الدبلوماسية والشكوى الى الامم المتحدة وتجنبت التصعيد؟ وما هي خياراتها العسكرية المحتملة؟
لم نبالغ عندما وصفنا في هذه الصحيفة المقابلة التي ادلى بها الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي، بأنها على درجة كبيرة من الأهمية والخطورة معا، بشقيها الداخلي والخارجي، لانها جاءت لتؤكد “اجندات” الملك القادم للمملكة، وكيفية تعاطيه مع الملفات الإقليمية والدولية، وخاصة الحرب القائمة حاليا في اليمن، والاخرى غير المستبعدة مع ايران.
التهديد المباشر، والقوي، والصريح، الذي وجهه الأمير بن سلمان بنقل المعركة الى العمق الإيراني، كضربة استباقية لمنع وصولها الى المملكة، كان الأقوى والأكثر وضوحا لانه يصدر عن مسؤول سعودي كبير، في المقام وليس السن، من أبناء الاسرة الحاكمة، ومن الطبيعي ان يحدث ردود فعل بالدرجة نفسها من القوة من قبل الطرف الإيراني المستهدف، بطريقة او باخرى.
كان لافتا ان المؤسسة الإيرانية الحاكمة ارادت ان تكظم الغيظ وان توظف هذا التهديد لمصلحتها، من قبل “الخصم” السعودي القوي المدعوم أمريكيا وغربيا، وتمثل في توجه يتسم بالدهاء السياسي وينعكس في نقطتين أساسيتين:

الأولى: تأكيد السيد غلام علي خوشرو، مندوب ايران الدائم في الأمم المتحدة، عن استعداد بلاده فتح حوار مع الرياض لتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة، ومكافحة الإرهاب، ونبذ الكراهية الطائفية، رغم تصريحات “غير مشروعة، وتحريضية”، حسب وصفه، للامير بن سلمان ولي ولي العهد السعودي.
الثانية: تقديم الخارجية الإيرانية رسالة احتجاج الى امين عام الأمم المتحدة، ورئيس مجلس الامن الدولي، تعتبر فيها تصريحات الأمير بن سلمان حول نقل المعركة الى داخل ايران، تثبت ان النظام السعودي متورط في العمليات الإرهابية في العمق الإيراني، وتعد انتهاكا لميثاق الأمم المتحدة، واعترافا بتواطؤ مع الجماعات الإرهابية في تنفيذها لأعمال إجرامية.

تصريحات الأمير بن سلمان جاءت لتؤكد “تسخين” المواجهة، او الحرب السياسية والدبلوماسية، مع ايران، ونقلها الى مرحلة المواجهة العسكرية بالإنابة على غرار ما يحدث حاليا في سورية واليمن، وربما العراق أيضا.
الأمير بن سلمان بدأ في قرع طبول الحرب من خلال تأكيده على نقل المعركة الى العمق الإيراني، وان كان بعض المقربين منه نفى هذا التفسير لتصريحاته، لان نقل المعركة الى العمق الإيراني، مثلما جاء على لسانه حرفيا، يعني تزويد الاقليات العرقية والمذهبية داخل ايران التي تشكل حوالي 45 بالمئة من عدد السكان بالأسلحة المتطورة، والدعم المالي والإعلامي والسياسي، تماما مثلما حدث ويحدث مع الجماعات المسلحة التي تقاتل لاسقاط النظام في سورية.
الرد الدبلوماسي الإيراني لا يعني ان الخيارات الأخرى مستبعدة، مثل المعاملة بالمثل، أي نقل المعركة الى العمق السعودي أيضا، سواء عبر تأجيج الحرب في اليمن وتوسيع نطاقها شمالا، او “تثوير” جماعات مذهبية موالية، ولكن من الواضح ان الخطة الإيرانية الراهنة تريد ان تضع السعودية في موضع من اشعل فتيل هذه الحرب وليس ايران، لاعتبارات قانونية مستقبلية، والظهور بمظهر البريء امام العالم بأسره، والإسلامي منه خصوصا.
مرة أخرى نقول، ان المنطقة تقف الآن على اعتاب حرب طائفية الطابع قد تحرق المنطقة اذا ما اشتعل اوارها، وتغير خريطة المنطقة بشقيها الجغرافي والديمغرافي.. والساتر هو الله.
“راي اليوم”