الخطوة الأخيرة نحو القصر: الإنقلاب يدخل المرحلة التنفيذيّة؟
” قائد التغيير وصانع التحولات”، بهذه العبارة اختصرت صحيفة عكاظ السعوديّة حال الأمير الشاب محمد بن سلمان بعد القرارت الأخير للملك المريض, ولعل العبارة الأدق، ولو بشيئ من التسامح في التعبير”قائد الإنقلاب وصانع التحوّلات” الإنقلاب على ابن عمه ولي العهد الأمير محمد بن نايف.
كثيرة هي التقارير التي تتحدّث عن البدء “العملياتي” للإنقلاب الذي حضّر له بن سلمان مع والده طويلاً، ولعل وصول رئيس أمريكي ذو رؤية اقتصاديّة قد سهّل هذا الأمر، الذي يرى مراقبون أنّه مسألة وقت، في حين يرجّح آخرون أن الوضع الصحي لسلمان لن يساعدة على تنفيذ مشروعه، تماماً كما حصل مع الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز في سيناريو “متعب بن عبدالله”.
واللافت أن الأنباء التي تناقلتها مصادر إعلاميّة عدّة، تفيد بأن تذمرا شديدا متزايدا يلف نسبة كبيرة من أفراد العائلة المالكة في الرياض، جراء تفرد أبناء الملك المريض سلمان بن عبدالعزيز بمفاصل الحكم وفي ميادين السياسة والاقتصاد والاجهزة العسكرية والأمنية، وقلقهم المتزايد من العدوان البربري على اليمن.
وتقول هذه المصادر ان هذا القلق المتنامي يرافقه التدهور المتواصل في صحة الملك سلمان، الذي لم يعد قادرا على النطق وهو يفقد اتزانه تدريجيا، ويعيش بين الطواقم الطبية حيثما رحل، ويسمح فقط للمقربين منه برؤيته أو الحديث معه.
السعودية ترصد 56 مليار دولار لدعم ترامب
وفي سياق الخطوات التنفيذية للانقلاب وفق بعض المراقبين، كشف مصدر خليجي أن المملكة رصدت 56 مليار دولار لدعم الإدارة الامريكية الجديدة ضمن مشروع الرئيس دونالد ترامب لتطوير البنية التحتية للولايات المتحدة. وقال المصدر الخليجي، أنه على الرغم من ضخامة المبلغ الذي تم رصده في ظل انخفاض أسعار النفط العالمية، إلا أن الثمن الذي يريده الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز ونجله محمد بن سلمان لا يقل ضخامة، مؤكدا على أن الامر يستحق.
وكشف المصدر الذي تحدث لصحيفة “الخليج الجديد”، أن الدعم المالي الذي تعتزم المملكة تقديمه لإدارة “ترامب”، يهدف بالاساس إلى تغيير وجهة نظر الإدارة الامريكية لدعم تطلعات محمد بن سلمان لتولي أمور المملكة، في ظل تمتع ولي العهد محمد بن نايف بعلاقات وثيقة مع الامريكان.
تقرير: بن سلمان يتعاقد مع أكبر شركة علاقات عامة بالعالم
على صعيد متّصل، أقدم ولي ولي العهد ووزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان الشهر الماضي على التعاقد مع شركة علاقات عامة لها فروع في عدة دول للدفاع عن “التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب”، وفق قال موقع “ميدل إيست آي”.
وأورد الموقع أن شركة بيرسون مارستيلار ستتولى مهمة الترويج للتحالف الإسلامي الذي أعلن عن تشكيله في الرياض عام 2015 بهدف محاربة تنظيم الدولة الإسلامية داعش في العراق وسورية والمتشددين الإسلاميين في شمال وغرب أفريقيا.
أي أن التعاقد مع هذه الشركة يهدف لتلميع صورة بن سلمان في مكافحة الإرهاب، وتعزيز أوراقه على الصعيد الدولي، فضلاً عن الترويج لعدم مسؤوليته عن الجرائم التي ترتكب بحق الشعب اليمني.
مجلة “إيكونوميست”: تغيير المملكة أم تغيير لقب؟
من حانبها، نشرت مجلة “إيكونوميست” تقريرا، تعلق فيه على قرار العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز إعادة البدلات والمميزات الممنوحة للعاملين في القطاع الحكومي.
وتبين المجلة أن “الحكومة قررت في 22 نيسان/ أبريل التراجع مئة درجة، وأعادت البدلات والعلاوات التي تمتع بها الموظفون الحكوميون، وبتجاوز التذمر العام، فإن الأمير محمد يأمل بالحصول على دعم الطبقة المتوسطة ضد المعارضة داخل العائلة من الأمراء، الذين يفضلون تولي الأمير محمد بن نايف العرش عندما يحين الوقت”.
وتختم “إيكونوميست” تقريرها بالقول إن “المعجبين الذين مدحوا الأمير ذات مرة، يتساءلون فيما إن كان يريد تغيير المملكة أم تغيير لقبه”.
ديفيد هيرست: انقلاب داخل القصر
الكاتب البريطاني والخبير في شؤون الشرق الأوسط ديفيد هيرست اعتبر في مقاله الأخير قبل أيّام في صحيفة “هافينغتون بوست”، أنّ القرارات الملكية السعودية الأخيرة بأنها انقلاب داخل القصر، معتبراً أنها تدل على أن الملك سلمان بن عبد العزيز يقوم تدريجيا بتنصيب ابنه ولي ولي العهد الأمير محمد ملكاً، متجاوزا بذلك ولي العهد الأمير محمد بن نايف.
ويحدّد هيرست “ثلاثة مصادر للقوة، حتى يصبح ملكاً”، وهي على التوالي تتمثل في عنصري العلاقة مع الولايات المتحدة والمكانة داخل العائلة المالكة السعودية، إلى جانب عنصر الرضا الشعبي داخل المملكة، رغم أن العنصر الأخير “يأتي في آخر الحسابات”، وفق الكاتب.
يقول أحد الخبراء في الشأن السعودي: “ننتظر اليوم الذي سنستيقظ فيه على قرار ملكي يطيح بمحمد بن نايف كما حصل في قرارات سلمان السابقة، إلا أنّه يضيف: لا ندري إذا كان وضع الأب الصحّي سيصب في صالح الإبن..الأعمار بيد الله.