بعد تأكيدها بعودة السينما.. هيئة الترفيه السعودية تتحدى «المفتي» وتشعل الجدل
خالد جمال – التقرير
أثارت تصريحات رئيس هيئة الترفيه السعودية أحمد الخطيب عن افتتاح دور سينما في المملكة العربية السعودية جدلًا واسعًا بين مؤيدين ومعارضين لهذه الخطوة، لاسيما وأنها تعتبر أول إقرار رسمي من جهة حكومية معنية بشكل مباشر بقضية السينما.
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي، حالة من الزخم عبر وسم “#افتتاح_سينما_قريبا” الذي تصدر موقع “تويتر” في السعودية، الجمعة.
وبدأ أحدث جدل حول قضية السينما الشائكة، في الساعات الأولى لليوم الجمعة، عندما نشرت وكالة “رويترز” لقاءً مع رئيس الهيئة الحكومية التي أنشأتها المملكة العام الماضي، أحمد الخطيب، انشغل بمحتواه السعوديون على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قال
أكد أحمد الخطيب رئيس هيئة الترفيه في المملكة العربية السعودية، إن “المملكة ستفتح دور سينما وستبني دار أوبرا عالمية يومًا ما”، مهوِّنًا من اعتراض الهيئات الدينية على هذا النوع من التغييرات، بقوله إن “المحافظين الذين انتقدوا الإصلاحات يدركون تدريجيًا أن معظم السعوديين -وأغلبهم تحت سن الثلاثين- يرغبون في هذه التغييرات”.
وأوضح أن هدفه هو توفير ترفيه “يشبه بنسبة 99 في المائة ما يحدث في لندن ونيويورك”، لكنه أوضح أنه وبعد عقود من النهج الثقافي المحافظ فإن مثل هذا التغيير لن يحدث سريعًا.
وقال: “أعتقد أننا نفوز بالنقاش”، موضحًا أن القليل من السعوديين متحررون والقليل أيضًا محافظون، لكن “الأغلبية معتدلون”.
وتابع يقول: “يسافرون، يذهبون للسينما وللحفلات الموسيقية. إنني أعول على الشريحة الوسطى التي تمثل 80 في المائة من السكان”. وأضاف أنه يمكن للمحافظين ببساطة، التزام منازلهم إذا لم يهتموا بالفعاليات.
البداية مشجعة
وكان مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، وصف في وقت سابقٍ دور السينما والحفلات الموسيقية بأنها “مفسدة”. وقال في يناير الماضي، إن الترفيه قد يفتح المجال أمام أفلام أجنبية “إلحادية وفاسدة” ويشجع على الاختلاط بين الجنسين.
وخطط الترفيه التي ترسمها المملكة مدفوعة بأهداف اقتصادية في أغلبها. ومع انخفاض أسعار النفط، شرعت السلطات في برنامج إصلاحي طموح؛ لتنويع الاقتصاد وإنشاء قطاعات جديدة بالكامل لتوظيف الشباب السعودي.
وكلفت الحكومة مجموعة بوسطن للاستشارات تحديد مواقع لإقامة متنزهات ومسارح بتمويل حكومي واستثمارات خاصة.
وقال الخطيب في هذا السياق، إن “أنشطة الهيئة وفرت 20 ألف فرصة عمل حتى الآن بعد 7 أشهر فقط، وإنها قد تتجاوز الأهداف التي تحددت العام الماضي في رؤية 2030”. وتوقع أن تزيد حصة إنفاق السعوديين على الترفيه إلى 3 أمثالها لتصل إلى 8 أو 9 في المائة بحلول 203.
وأكبر مشروع ترفيهي طموح حتى اليوم في السعودية، هو مدينة ترفيهية عملاقة من المقرر إقامتها خارج العاصمة الرياض، تهدف إلى جذب زائرين من دول المنطقة وستضم منتجعات وملاعب غولف وأكثر من مضمار لسباقات السيارات، ومدينة ملاهي تديرها شركة سيكس فلاجز.
وقال الخطيب: “البداية مشجعة للغاية. و(تذاكر) كل حدث تباع بالكامل”، مشيرًا إلى أن عددًا من الرواد يفوق الطاقة الاستيعابية بأكثر من 10 آلاف شخص كانوا يرغبون في حضور مهرجان “كوميك كون” الترفيهي بمدينة جدة في فبراير الماضي.
وتابع يقول: “الطلب هائل وهذا طبيعي. التركيبة السكانية شبابية في السعودية ولدينا دخل قابل للتصرف فيه أعلى من دول أخرى”.
دور السينما والتطوير
لكن معرض “كوميك كون” في جدة أثار أيضًا أكبر تحدٍّ علني لبرنامج الهيئة؛ إذ لاقى انتقادات حادة من الآلاف من المحافظين، ومنهم أئمة بارزون، بعد ظهور تسجيل فيديو لرجال ونساء يرقصون خلال الحدث.
لكن الخطيب قال إن هذه النزعة المحافظة لم تكن دومًا الطابع الغالب في السعودية، وأوضح أن التغيير سيحتاج وقتًا؛ لأن هذه النزعة تطورت على مدار عدة عقود.
وقال إن دور السينما -وهي نقطة خلاف رئيسية- ليست على جدول الأعمال على الأمد القصير، لكن سيصبح لها وجود بالسعودية في النهاية. وتابع يقول: “سنحقق ذلك. سنحقق ذلك. أعرف كيف، لكن لا أعرف متى”.
سجال واسع
ورغم أن الخطيب لم يحدد تاريخًا محددًا لإنشاء دور عرض في السعودية، إلا أن ذلك لم يمنع عددًا كبيرًا من السعوديين من الدخول في سجال واسع طالما شهدته المملكة في الماضي حول قضية السينما ذاتها.
وأبدى السعوديون المؤيدون لافتتاح دور سينما في بلادهم، حماسة لكلام الخطيب رغم عدم رضاهم عن عدم تحديد تاريخ محدد لظهور دور العرض في المملكة، فيما طالت انتقادات المحافظين كل نشاطات الهيئة والفعاليات الفنية والترفيهية التي نظمتها لحد الآن في المملكة.