«بن سلمان» يعلن إطلاق مشروع أكبر مدينة ترفيهية بالسعودية
بعد أقل من عام من إطلاق «الهيئة العامة للترفيه» المثيرة للجدل
خالد المطيري
أعلن ولي ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان» إطلاق مشروع أكبر مدينة ترفيهية ورياضية وثقافية في المملكة، وذلك بمنطقة «القدية» جنوب غرب العاصمة الرياض.
يأتي ذلك بعد أقل من عام من إطلاق «بن سلمان» لـ«الهيئة العامة للترفيه» في 7 مايو/أيار 2016، والتي لاقت نشاطاتها من الحفلات الغنائية والراقصة، على مدى الأشهر الأخيرة، انتقادات حادة من التيار المحافظ في المملكة.
المدينة الترفيهية الجديدة ستكون على مساحة 334 كم مربعًا، بما في ذلك منطقة سفاري كبرى، حسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس).
وقال عنها «بن سلمان» إنها «ستصبح مَعلمًا حضاريًّا بارزًا ومركزًا مهمًّا لتلبية رغبات واحتياجات جيل المستقبل الترفيهية والثقافية والاجتماعية في السعودية».
وأوضح أن هذا المشروع «يأتي ضمن الخطط الهادفة إلى دعم (رؤية المملكة العربية السعودية 2030) بابتكار استثمارات نوعية ومتميزة داخل السعودية، تصب في خدمة الوطن والمواطن، وتسهم في تنويع مصادر الدخل الوطني، ودفع مسيرة الاقتصاد السعودي، وإيجاد المزيد من الفرص الوظيفية للشباب».
وكشف أن «صندوق الاستثمارات العامة»، الذي يرأس مجلس إدارته، هو المستثمر الرئيسي في المشروع، إلى جانب نخبة من كبار المستثمرين المحليين والعالميين.
ولفت إلى أنه من المقرر وضع حجر الأساس للمشروع بداية 2018، وافتتاح المرحلة الأولى منه في العام 2022.
وقال إن المشروع «يمثل دعمًا قويًّا وحافزًا مهمًّا لجذب الزائرين؛ بوصفه عاصمة المغامرات المستقبلية، وسيصبح خيارهم الأول، والوجهة المفضلة؛ لتقديمه العديد من الأنشطة النوعية التي تم اختيارها بعناية فائقة، وصُممت بأحدث المواصفات العالمية المتطورة لتحقيق حياة صحية وعامرة، وإضفاء المزيد من الترفيه والبهجة والمرح».
وسيوفر مشروع «القدية»، حسب وكالة «واس»، بيئات مثالية ومتنوعة تشمل مغامرات مائية ومغامرات في الهواء الطلق، وتجربة برية ممتعة، إضافة إلى رياضة السيارات، وألعاب الواقع الافتراضي بتقنية الهولوغرام ثلاثي الأبعاد، إلى جانب سلسلة من الفنادق بمواصفات عالمية.
ويقود «بن سلمان» تغييرات حادة في الطبع المحافظ للسعودية، وكان من أبرز مظاهرة إنشاء «هيئة الترفيه».
وخلال الأشهر الأخيرة، فجرت أنشطة تلك الهيئة في مدن سعودية بينها جدة (غرب) والرياض (وسط) والدمام (شرق)، والتي تضمنت حفلات راقصة وغنائية، صراعا محتدما بين التيارين المحافظ والليبرالي.
إذ يرى التيار المحافظ في تلك الأنشطة «تغريباً» و«مسخاً» لهوية المجتمع السعودي المحافظ بطبعه، بينما دافع عن الهيئة التيار الليبرالي بشدة.
ويعكس هذا الصراع جانبا مهما من التحديات التي تواجه ما تطلق عليه الدولة خطط الإصلاح؛ والتي - حسب مراقبين - ستصطدم بأنماط الثقافة والاجتماع السائدة في المملكة منذ عقود، خاصة أنها لا تقتصر على إصلاح الاقتصاد، بل تمس بصورة مباشرة دور رجال الدين الرسميين والمستقلين في المجال العام.
المصدر | الخليج الجديد + واس