«إم بي سي» ساحة جديدة للصدام بين «إصلاحات» بن سلمان الليبرالية وتقاليد المجتمع

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2160
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

إسلام الراجحي
مجموعة «تلفزيون الشرق الأوسط» المعروفة إعلاميا باسم «إم بي سي»، باتت واجهة جديدة للصدام بين التيار الإصلاحي الذي يقوده الأمير «محمد بن سلمان» ولي ولي العهد السعودي، وبين التيار المحافظ المتمسك بالتقاليد المجتمعية.
الأمير «بن سلمان»، الذي تقول عنه دوائر غربية إنه أصبح الرجل الأقوى بالمملكة، والمرشح الأول لخلافة والده في حكم المملكة، يملك المجموعة، ويخضعها تحت الديوان الملكي، ويسخرها للترويج له كرجل حكم، وربطه دائما بأي نجاحات أو سياسات مهمة تنتهجها المملكة، فضلا عن الترويج لخطواته ومنهجه الإصلاحي.
لم تكن حملة «كوني حرة»، التي أطلقتها المجموعة، قبل أشهر، ولاقت انتقادات واسعة خلال الأسبوع الجاري، دفعت إدارة القناة لتقديم اعتذار، هو الصدام الأول بين الشبكة التلفزيونية، والمجتمع السعودي المحافظ.
المجموعة التي يستحوذ أكثر من نصف أسمها شركة مملوكة لـ«بن سلمان»، هي المعبر الأول عن الرؤية الإصلاحية لولي ولي العهد السعودي، للدرجة التي جعلته يطلق «رؤية السعودية 2030» عبر المجموعة، وليس عبر أي قناة سعودية رسمية.
ففي أبريل/ نيسان 2016، ظهر «بن سلمان»، لأول مرة متحدثا عن «رؤية المملكة 2030»، في قناة «العربية» التي تعد أحد قنوات المجموعة.
كما أن المجموعة شريكا رئيسيا في فاعليات الهيئة العامة للترفيه، أحد أوجه رؤية «بن سلمان» الإصلاحية، والتي تعد المجسد الأكبر للصدام بين التيارين الإصلاحي والمحافظ في المملكة. (طالع المزيد)
ويحاول الأمير «بن سلمان» تطبيق تغييرات سريعة في الدولة والمجتمع السعودي، لم يكن والده وأعمامه من قبله قادرين حتى على تطبيقها بشكل تدريجي، في ظل صدمة للمجتمع الذي بدأت هذه التغييرات في ضرب عاداته وتقاليده.
ويمكن التأكيد أن إحداث تغيير جذري بمنظور الرؤية، مع القدرة على الحفاظ على العلاقات التاريخية بين الدولة والمجتمع، هي مهمة شاقة، استدعت استخدام الإعلام كسلاح واسع التأثير، مستغلا مجموعة القنوات بصفتها الأكثر مشاهدة في المملكة، ولما تملكه من إمكانيات هائلة.

صدام قديم/ حديث
الصدام بين المجتمع السعودي، والمجموعة الإعلامية الأشهر في المملكة والدول العربية، بدأ قديما، عندما استقطب مذيعات غير محجبات من عدة دول عربية، ليظهروا على الشاشة السعودية، في ظل مجتمع محافظ لا تخرج فيه المرأة إلا وقد ارتدت العباءة السوداء وغطت وجهها بالنقاب.
القناة، اصطدمت أكثر من مرة بعلماء دين ومشايخ سعوديين، وشنت عليهم في مارس/ آذار 2016 هجوما حادا، واتهمت «محمد العريفي»، و«محسن العواجي»، و«ناصر العمر»، و«يوسف الأحمد»، و«سعد البريك»، وهم من كبار المشايخ بالمملكة، بأنهم دعاة للإرهاب، وومحرضين للشباب على الذهاب لمواطن الفتن، كما قالت إن الآلاف قتلوا بسبب هؤلاء الدعاة.
وهو ما سبب رد فعل سريع، بمطالبة نشطاء مواقع التواصل بمقاضاتها، واتهامها بانها معول هدم للمملكة، بنشر الفسق والفجور، فضلا عن اتهامها بالعمالة للخارج.

دعم الترفيه
كما يمكن وصف «دعم الترفيه»، السبب الأبرز حاليا للخلاف بين التيارين الإصلاحي والمحافظ بالمملكة، بأنه أحد أكبر أوجه صدام المجموعة الإعلامية مع التيار المدافع عن العادات والتقاليد.
المجموعة الإعلامية، شريطة رئيسية وراعية لفاعليات هيئة الترفيه، التي تواجه رغم انتشارها والإقبال الواسع عليها، أزمة مع تقاليد المجتمع.
مجموعة القنوات السعودية، بدأت رعايتها لفاعليات هيئة الترفيه، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بعروض مسرح لمواهب «غوت تالنت» في مدينتي جدة والرياض، للتوالي بعد ذلك، رعايتها للفاعليات، وفتح دقائق وساعات إعلامية عبر شاشاتها للداعمين للهيئة وفاعلياتها.

أفكار جديدة
كما لم تكن حملة «كوني حرة»، التي أطلقتها المجموعة قبل أشهر، ولاقت صدا كبيرا خلال الأسبوع الجاري، أو غيرها من الحملات غير المألوفة بجديدة على أذهان السعوديين، فقد اعتادوا على المجموعة التلفزيونية طرح أفكارا مختلفة، عن المجتمع السعودي.
وبحسب متابعين، فلولا ظهور فتاة عارية الظهر ضمن وسم الحملة «كوني حرة»، لما أثارت الحملة هذه الضجة الكبيرة، خلال اليومين الماضيين، والتي دفعت إدارة المجموعة لتقديم توضيحا، لم يرتقي لاعتذار، أثار غضب النشطاء. (طالع المزيد)

ملكية «بن سلمان»
مجموعة «إم بي سي»، هي أحد أذرع الإمبراطورية الإعلامية التي يهيمن عليها «بن سلمان»، ويراها مراقبون أداة ضرورية تخدم طموح الأمير الشاب لحكم أغنى دولة نفطية في العالم. (طالع المزيد)
في نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، استحوذ «بن سلمان»، على «الشركة السعودية للأبحاث والنشر»، ومقرّها الرياض، والتي تأسست عام 1972، وتضم المجموعة الإعلامية.
مصادر في مجموعة «أم بي سي» التلفزيونية والمجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، قالت لصحف محلية، أن «بن سلمان»، اشترى مجموعة القنوات السعودية، وارتفعت حصته فيها إلى 51%.
أما المغرد الشهير «مجتهد»، فقال في تغريدات له، إن «الشركة السعودية للأبحاث والتسويق المملوكة عمليا لبن سلمان تستحوذ على MBC والعربية التي تتمتع بامتيازات خرافية ودعم مباشر من الديوان».
وأضاف أنه «بعد أن كانت مسؤولية بن سلمان عنها مسؤولية حكم، أضيفت لها الآن مسؤولية شخصية بصفته المالك لها».
صحفيون سعوديون يعملون في المكتب الإقليمي لمكتب قناة «العربية» في الرياض، قالوا أيضا، إن «بن سلمان» أخضع القناة لإدارة الديوان الملكي، على أن يتولى «الديوان» دفع مرتبات العاملين فيها.
وذكر هؤلاء أن هناك توجهاً لزيادة عدد موظفي «العربية» في الرياض بعد نقلها إلى مبنى أكبر، كما تم رفع رواتب العاملين في القناة من السعوديين، بناءً على أوامر من «بن سلمان».
وكانت مجموعة «أم بي سي» بدأت بمحطة واحدة في 1991 في لندن بإشراف من الملك السعودي حينها الملك «فهد»، واختار «الوليد آل إبراهيم» شقيق زوجته مالكا لها.
وتتلقى «أم بي سي» التي تحولت إلى مجموعة قنوات، بينها «العربية» بعد انتقالها إلى دبي قبل نحو 15 عاماً، دعماً مالياً مباشراً من الديوان الملكي، كما يُجبر رجال الأعمال السعوديين على الإعلان فيها.
وكشفت وثائق رسمية سعودية نشرها موقع ويكليكس الصيف الماضي، «تدخل الحكومة السعودية في عملها».
وقناة «العربية»، التي بدأت بثها في 2003، هي قناة فضائية إخبارية سعودية، كانت تبث من الشركة المصرية لمدينة الإنتاج الإعلامي بمصر، والآن تبث من مدينة دبي للإعلام بالإمارات العربية المتحدة.
وتهتم القناة بالأخبار السياسية والرياضية والاقتصادية مع تركيز على المشروع السعودي والترويج له سياسيا واجتماعيا واقتصاديا رغم أن غالب مذيعي القناة والعاملين على كتابة أخبارها ليسوا سعوديين.
المصدر | الخليج الجديد