الرياض عقبة الحوار الخليجي الإيراني من “القمة” إلى “التعاون الخليجي”
في تماهٍ مع التوجهات التصعيدية للدول الكبرى في المنطقة، وبينما كانت تتجه الأنظار إلى محاولات طهران التصالحية مع دول الخليج، طبعت بصمة السعودية التخريبية بيان وزراء خارجية “التعاون الخليجي” الأخير.
تقرير رامي الخليل
في وقت كان من المنتظر فيه أن يتلقف وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي المبادرة الايرانية التصالحية، خرج هؤلاء الوزراء ببيان حافظ على النّفَس المتوتر ذاته الذي ساد المرحلة الماضية، وذلك على العكس من جو التفاؤل الذي كانت قد أشاعته الكويت عبر إعلانها عن قرب انطلاق الحوار الخليجي الإيراني.
البيان الذي أشار إلى أن المجلس استمع إلى شرح من وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح عن حصيلة زيارته لطهران، لم يتأخر في اتهام الجمهورية الاسلامية مجدداً بالتدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة. وهنا، أحلَّ لنفسه ما حرَّمه على إيران، وفي تدخل سافر بشؤونها، أدان استمرار تجاربها الصاروخية.
ضرب البيان عرض الحائط ما كان قد أعلنه نائب وزير الخارجية الكويتية خالد الجار الله لناحية إرساء جو من التهدئة، وفيما كان من المنتظر أن يتم تكليل الجهود التصالحية التي بدأتها إيران بزيارة رئيسها حسن روحاني إلى الكويت وعُمان، ارتأت الرياض أن الوقت لا يزال مبكراً لدعم مثل هكذا أجواء، خاصة في ظل ما يدور عن توجه غربي لتطبيق استراتيجية امنية اقليمية مناوئة لإيران.
فيما تُبذل الجهود الجبارة لإصلاح العلاقات وإطلاق حوار بين دول الخليج وإيران، تتابع الرياض فرض إملاءاتها على بقية دول مجلس التعاون الخليجي والحكومات التي تدور في فلكها، وبانتظار ردود طهران على استمرار التصعيد الخليجي، يبقى غياب الاستقرار عن الشرق الأوسط هو العامل الأبرز، في حين يستمر تعاظم مستوى التهديدات والأطماع الاسرائيلية والاميركية بمقدرات دول المنطقة.