نيزافيسيمايا غازيتا: الأمير السعودي يأخذ بلب سيد البيت الأبيض

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1902
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

تطرقت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” إلى لقاء وزير الدفاع السعودي الرئيس الأميركي في البيت الأبيض، مشيرة إلى سعي السعودية لتحسين العلاقات مع إدارة دونالد ترامب.
جاء في المقال:
التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض ولي ولي العهد، وزير الدفاع السعودي، الأمير محمد بن سلمان. ووصف ممثلو المملكة السعودية اللقاء بأنه “لحظة تحول في تاريخ العلاقات الثنائية”. لكن الخبراء يعتقدون أن من السابق لأوانه، الحديث عن تقدم واسع في سياق الشراكة بين واشنطن والرياض.
المباحثات، التي استمرت نحو ساعتين، شكلت أول لقاء بين سيد البيت الأبيض وأحد أعضاء العائلة المالكة. وقد قيمت الرياض نتائج المباحثات بأنها إيجابية، وخاصة أخذا بالاعتبار التنافر بين المملكة السعودية والولايات المتحدة في عهد رئاسة باراك أوباما.
وكان الفتور في الحوار بين الرياض وواشنطن آنذاك مرتبطا بعاملين أساسيين: حذر المملكة إزاء ليونة أوباما، برأيها، مع إيران، واستياء البيت الأبيض من تصرفات السعودية في اليمن.
ونقلت صحيفة “تايمز″ عن كبير مستشاري ابن سلمان بعد اللقاء في القاعة البيضوية أن “لقاء الأمير محمد بن سلمان والرئيس دونالد ترامب يعدُّ نجاحا كبيرا، وأصبح نقطة انعطاف في تاريخ العلاقات بين البلدين”.
وأضاف مستشار الأمير أن “بلدينا سابقا اختلفا في الرأي حيال عدد من القضايا. بيد أن لقاء اليوم أعادنا إلى الطريق الصواب”. وكما يؤكد بيان المملكة الرسمي، فإن التقدم الذي تم إحرازه في العلاقات بين البلدين، تم تحقيقه بفضل موهبة سيد البيت الأبيض، الذي، وفقا للبيان، يمتلك “فهما عميقا لأهمية العلاقات بين البلدين، وتصورا دقيقا جدا لمشكلات المنطقة”.
وجاء في البيان، الذي أعده الجانب السعودي، أن ترامب وابن سلمان متضامنان في انتقاد الصفقة الإيرانية النووية. وقد وصف ولي ولي العهد السعودي هذه الاتفاقية بأنها “خطيرة للغاية”. وبدوره، كان سيد البيت الأبيض قد دعا إلى إعادة النظر فيها. ووفقا لكلمات مستشار ابن سلمان، فإن الطرفين، علاوة على ذلك، قلقان للغاية من “سياسة التوسع الإيراني” في منطقة الشرق الأوسط.
ولم يوجد لدى المتباحثين أي اعتراض بالنسبة إلى الإسلام. فبحسب بيان اللقاء الختامي، أعرب ترامب لابن سلمان عن “الاحترام العميق لهذا الدين”، وقال إنه يَعدُّ الإسلام أحد الأديان المقدسة، الذي يجمع بين المبادئ العظيمة للإنسانية”. بدوره، لم ير الأمير تضمينا معاديا للإسلام في منع مواطني ست دول إسلامية من الدخول إلى الولايات المتحدة، الذي فرضه ترامب في مطلع هذا الشهر. وتجدر الإشارة إلى أن المملكة السعودية لا تدخل في عداد هذه الدول.
ومع ذلك، دعا المحللون الى عدم المبالغة في أهمية اللقاء الأمريكي–السعودي. وقالت للصحيفة أستاذة دراسات سياسات الشرق الأوسط بجامعة سيتي يونيفرسيتي في لندن روزماري هوليس إن “تعبير “لحظة انعطاف تاريخي” تفترض تحولا أكبر بكثير مقارنة بالوضع القائم حتى الآن بعد لقاء ترامب والأمير”. وأضافت: “بالطبع، لعل لهجة الخطاب السياسي، الذي تميز بها الزعيم الأمريكي، بما في ذلك تعابيره القاسية عن إيران قد أنعشت السعوديين”. لكن الخبيرة البريطانية تعتقد أن “إصدار بيانات تشير الى تحولات تاريخية واسعة في ظل الأوضاع القائمة الآن، تعدُّ متسرعة جدا”.
كما يشاطر الخبيرة روزماري رأيها هذا الخبير بدول الخليج في جامعة تكساس الامريكية غريغوري كوس، الذي أشار إلى “تحسن طرأ على العلاقات بين البلدين، ولكن لا يُتوقع أن تُقدم الولايات المتحدة على اتخاذ خطوات محددة تلبي تطلعات المملكة، ومنها على وجه الخصوص، وضع واشنطن كل ثقلها من أجل إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد، أو مكافحة النفوذ الإيراني في العراق، كما يطلب السعوديون”. وأضاف كوس: “بالطبع، إن اللغة الخطابية التي تعامل بها الرئيس ترامب مع إيران، تناسب ذوق السعوديين، ولكننا بما يخص الواقع الفعلي “على الأرض”، فنحن بالكاد سنرى أي تغيرات واسعة”.
وإن ولي ولي العهد محمد بين سلمان يشغل منصب وزير دفاع المملكة. وكان الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما قد فرض حظرا على بيع الأسلحة عالية الدقة إلى السعودية، بسبب الضحايا الكبيرة التي خلفتها دائما عمليات قصف الجيش السعودي بين المدنيين والأبرياء. في حين أن هذا الوضع يمكن أن يتغير نحو تعزيز التعاون المشترك الأمريكي-السعودي، حيث تؤكد مصادر “الجزيرة” أن البنتاغون وافق على هذه الخطوة، ولكن الضوء الأخضر لبيع السلاح إلى السعودية يجب أن يعطيه ترامب شخصيا.
من الجدير بالذكر أن السعودية تعدُّ أكبر مشترٍ في العالم للسلاح الأمريكي. وكما تشير وسائل الإعلام، فإن جدول أعمال ولي ولي العهد السعودي يتضمن عقد صفقة مع الجانب الأمريكي لشراء مجموعة من أحدث القاذفات “ف-35″.
في غضون ذلك، أعربت الخبيرة البريطانية روزماري هوليس عن ثقتها بأن زيادة مشتريات المملكة من السلاح، يتطلب انخراطا أكبر لواشنطن في قضايا المنطقة إلى جانب دول الخليج، وإن “ترامب سوف يفهم عاجلا أن آجلا أن العرب في الخليج ينتظرون من واشنطن الحماية والدفاع عن دولهم مقابل صفقات شراء السلاح واستخدام القواعد العسكرية الأمريكية على أراضيهم، – كما أوضحت الخبيرة. وأضافت أنهم سيضغطون على البيت الأبيض لكي يواجه إيران في العراق وسوريا بنشاط أكبر. وذلك من دون أن تأخذ دول الخليج العربية على نفسها أي مخاطر جديدة. وفي نهاية المطاف سيصاب كلا الطرفين – الولايات المتحدة والسعودية بخيبة أمل بعضهما ببعض”.
هذا، وإضافة إلى شغله منصب وزير الدفاع، يشرف ابن سلمان على البرنامج الاقتصادي “رؤية-2030″، التي يخطَط في إطاره لتنويع اقتصاد المملكة السعودية، وجعله أقل اعتمادا على الدُخول من بيع النفط.
وقد جرى التطرق إلى التعاون الاقتصادي خلال اللقاء في المكتب البيضَوي. وذكرت وكالة رويترز أن الرياض سوف تستثمر نحو 200 مليار دولار في الاقتصاد الامريكي خلال السنوات الأربع المقبلة. (روسيا اليوم)