الدكتور وليد عبد الحي يقرأ مسبقا ” قمة البحر الميت”: الأسوأ ظرفيا في تاريخ العرب المعاصر..
مغامرة دبلوماسية ورهان على “رمل متحرك”.. لابد من تقليص عدد الوفود لتأمين “الحماية” والقرارات ستكون “بالحد الأدنى” مع “بعض ما يطرب”
رأي اليوم- عمان- خاص
قدم عالم وباحث مستقبليات أردني بارز قراءة عميقة في ترتيبات وتحضيرات القمة العربية التي ستعقد بعد عشرةايام في منطقة البحر الميت بالتزامن مع إعلان السلطات للغلق الأمني الكامل في منطقة الإنعقاد في يوم 20 من الشهر الجاري.
وقدر الدكتور وليد عبد الحي بأن القمة تأتي في ظروف ربما هي الاسوأ في التاريخ العربي المعاصر، فالبيئة السياسية العربية تشير لتناحر داخلي مميت في دول عربية مركزية واحتقان يتصاعد في دول عربية هامة اخرى، وحدود بين دول قد تكون نقطة اشتعال قادمة، ناهيك عن بيئة اقتصادية خانقة ، وفشل للمنظومة الاقليمية العربية في مواجهة كل هذا، وصياغة للمنظومة الاقليمية العربية من قوى اقليمية غير عربية وقوى دولية وبقدر لم تعرفه المنطقة العربية في تاريخها المعاصر.
وفي القمة القادمة ، فإن امام الدبلوماسية الأردنية مهام عسيرة للغاية سواء في الجانب الاجرائي للقمة او في الجانب التنفيذي لها، ونجاح أي قمة يتمثل في نسبةالحضور ومستوى التمثيل وترتيب جدول الأعمال والقرارات والإلتزام بها.
وإعتبر الادكتور عبد الحي في تحليله بانه ولا نقاش في أن تحقيق قدر ما من هذه الجوانب الخمسة أمر لا يبدو يسيرا ، بل فيه قدر من المغامرة الدبلوماسية وربما مراهنة على رمل متحرك.
ومن المؤكد ان انتشار المواقد المشتعلة حول الاردن واحتمالات تطاير الشرر منها هنا وهناك، يستوجب من الجهات الامنية خلال القمة جهدا أمنيا غير مسبوق لا سيما أن القلق الامني يستوجب أن يكون عدد اعضاء الوفد الواحد في حدود يمكن السيطرة عليها.
إن البيئة العربية وفقا لورقة الدكتور عبد الحي لا تبعث على التفاؤل ، لكني اعتقد ان تقليص جدول الاعمال لقضايا حولها قدر من الاجماع ولو “اللفظي” يمثل التكتيك الأنسب لضمان لا النجاح بل عدم الفشل، وقد يكون موضوع القدس هو الأقرب لهذا الهدف، بخاصة احتمال نقل السفارة الامريكية لها، وموضوع مقاومة الارهاب ” دون تحديد” قائمة لمن ينطبق عليه التعريف ، مع التاكيد على التعاون العربي في ظل الظروف الاقتصادية العسيرة ، مع تزيين هذا الجدول للاعمال ” ببعض ما يُطرب