زيارة امير الكويت لمسقط رسالة سياسية قوية للمحور السعودي..

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2205
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

وترسيخ لمعسكر حيادي تجاه الخلاف مع ايران وحربي اليمن وسورية.. وتصريحات الجبير التصعيدية الأخيرة نسفت أي امل بالحوار
لا نعرف ما اذا كانت زيارة امير الكويت صباح الأحمد الصباح التي بدأت اليوم الى مسقط، تأتي بهدف الوساطة لحل الخلافات، وترطيب العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي، وسلطنة عمان والمملكة العربية السعودية على وجه الخصوص، التي استثنيت من جولة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الخليجية، ثم بعد ذلك من جولة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان المماثلة، ومعها الكويت أيضا، ام انها، أي الزيارة، تهدف الى تحقيق تقارب، وربما تحالف بين البلدين، أي الكويت والسلطنة، اللتين زارهما الرئيس الإيراني حسن روحاني قبل أسبوع في ظل حملات التصعيد السعودي ضد ايران.
امير الكويت، وبتكليف من القادة الخليجيين الذين اجتمعوا في قمة المنامة في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، اوفد وزير خارجيته الشيخ صباح خالد الحمد الصباح الى طهران، وفي محاولة لفتح قنوات حوار بين دول الخليج وايران تخفف من حدة التوتر بين الجانبين، وهي خطوة منطقية تعكس وعيا استراتيجيا بالتطورات الحادثة في المنطقة، وتصب في مصلحة استقرار هذه الدول، لكن السلطات السعودية احرجت القيادة الكويتية عندما غسلت يديها من هذه المبادرة، وتبرأت منها عندما كان وزير الخارجية يتفاوض مع القيادة الإيرانية بشأنها.
زيارة الرئيس الإيراني روحاني الخاطفة لمسقط والكويت قبل أسبوع في تزامن مع جولة الرئيس اردوغان للسعودية وقطر والبحرين، عكست وجود انقسامات في مجلس التعاون الخليجي يريد الاعلام الخليجي للدول الثلاث المذكورة آنفا التعتيم عليها، كما جرت العادة دائما في كنس الخلافات الخليجية تحت السجادة، ولكنها عززت علاقة جيدة بين دولتين خليجيتين (الكويت والسلطنة) نأتا بنفسيهما عن الحروب في المنطقة، والتقسيمات المذهبية الطائفية، ولم تنخرطا في “الحلف السني” الرباعي الذي يريد الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب تشكيله من السعودية والامارات والأردن ومصر، علاوة على اسرائيل (في المجالات الأمنية والاستحبارية السرية) لمواجهة الخطر الإيراني الذي يتعرض حاليا لعملية تضخيم غير مسبوقة.
لا نعتقد في هذه الصحيفة “راي اليوم” ان فرص الحوار الخليجي، بالتحديد السعودي مع ايران، ما زالت قائمة في ظل التصريحات النارية التي ادلى بها السيد عادل الجبير وزير الخارجية السعودي في مؤتمر ميونخ الأمني، وتواصل الترتيبات لقيامه التحالف الجديد ومهمته الاولى في إقامة “منطقة آمنة”، شمال سورية، ولذلك نرى ان أي مهمة لامير الكويت مثلما يتحدث البعض لفتح قنوات حوار بين السعودية وايران لا تحمل في طياتها فرص كبيرة للنجاح، رغم ان الأخيرة، أي ايران، التي بدأت تشعر بخطورة الهجمة الإسرائيلية الامريكية التي تستهدفها، ترحب بالتهدئة، وازالة خلافاتها مع جيرانها الخليجيين، او تقليصها في أسوأ الأحوال.
السيد الجبير رفض رفضا قاطعا دعوات ايران للحوار، واصفا ايران بأنها “الراعي الرئيسي للارهاب في العالم وتريد تدميرنا.. واذا لم تغير سلوكها سيكون من الصعب جدا التعاون مع دولة مثل هذه”، وحث المجتمع الدولي “على وضع خطوك حمراء لوقف تصرفات ايران التي تدعم الحوثيين في اليمن والرئيس بشار الأسد في سورية”.
من المؤكد ان القيادة السعودية تراقب هذا التقارب الكويتي العماني عن كثب، ومن منظار القلق، لان الدولتين باتا يتحفظان، وان كان ذلك بطريقة “حريرية ناعمة”، على تحالفاتها الامريكية التركية، وحروبها في كل من اليمن وسورية والعراق، وهي الحروب التي لم يشاركا فيها، وفضلا اتخاذ مواقف اقرب الى الحياد، وهو حياد ليس له أي مكان او غير مرحب به، لدى صاحب القرار السعودي، مثلما نعتقد.
زيارة امير الكويت لمسقط هي عنوان لحراك جديد مختلف تجاه ايران والصراعات والحروب في المنطقة ستتبلور ملامحه في الايام والاسابيع والمقبلة.
“راي اليوم”