السعوديون “يُعارضون بيع شركة أرامكو” ويُؤكّدون على حقّهم بالمُشاركة في تقرير مصير ثروات الوطن..
الأمير محمد بن سلمان كان قد أشار إلى أن بيع الشركة فيه مصلحة للسوق وخبراء يعتبرون بيعها مغامرة ويشكّكون في صحّة نظرية التخلّي عنها لتنويع الاستثمارات ومُحاربة الفساد
عمان- “رأي اليوم”- خالد الجيوسي:
تتحدّث الأوساط السعودية المحلية بكثافة هذه الأيام، عن نيّة السلطات السعودية إدراج أكبر شركة نفط في العالم “أرامكو”، والمملوكة للدولة في سوق المال، مما يعني بيع أسهم الشركة إلى مسثتمرين خارجيين، بطرحها للاكتتاب العام، وعلى وقع هذه النوايا ضمن ما سمي برؤية 2030، والذي يبدأ ببيع جزء من الشركة، وينتهي ببيعها كاملة بحسب الخبراء، عبّر طيفٌ واسعٌ من النشطاء، والمُغرّدين، عن اعتراضهم على هذه الخطوة، وكان لموقع التدوينات القصيرة “تويتر” نصيب من هذا الاعتراض تحت عنوان وسم “هاشتاق”، ” الشعب يُعارض بيع أرامكو”.
الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد، كان قد قال في معرض سؤاله عن إمكانية بيع أسهم لأرامكو ضمن حديث لوكالة بلومبرج، قال أن ذلك موضع دراسة، مع إشارته إلى أن ذلك سيكون في مصلحة السوق السعودية، ومصلحة أرامكو كذلك على حد قوله، ويرى الأمير الثلاثيني، والذي يشغل منصب وزير الدفاع، ومرشح لحكم المملكة السعودية بعد والده الملك سلمان، أن بيع أسهم الشركة سيكون في مصلحة مزيد من الشفافية، والقضاء على الفساد “إن كان موجوداً”.
خبراء، ونخب الداخل السعودي، لا يبدو أنهم يتوافقون تماماً مع كلام الأمير محمد، ويرون في كلامه أمراً مُخالفاً للواقع، فعصام الزامل الخبير الاقتصادي ومؤسس شركة رمال، علّق على حديث الأمير حول تحويل ملكية أرامكو لصندوق الاستثمارات العامة، وطرح 5 بالمائة من أسهمها للاكتتاب العام، بسلسلة تغريدات قام بحذفها لاحقاً حيث قال من الخبر: قيمة الصندوق ستكون 2 تريليون ريال بعد تحويل ملكية أرامكو للصندوق، وأوضح أن قيمة أرامكو السوقية إذا كانت تشمل الاستخراج والاستكشاف فقط، لا يمكن أن تتجاوز 300 مليار دولار، وأضاف لذلك إذا كان المقصود أن قيمة أرامكو ستكون 2 تريليون دولار، فهذا يوحي بأن كل شيء سيُباع، حتى ملكية النفط تحت الأرض، وبعيداً عن المجاملات بحسب الزامل فإن النفط ملك كل الشعب، وقرار مثل هذا (بيع النفط تحت الأرض)، يفترض ألا يتم إلا بموافقة الجميع، كما أشار إلى غياب دور الإعلام المحلي.
عبدالعزيز الدخيل، استشاري وخبير اقتصادي، قال تعليقاً على بيع الشركة: “بيع أرامكو يجب أن يكون فقط للمستثمرين السعوديين، واستبعد صحة نظرية بيعها للمستثمر الأجنبي لجلب الاستثمارات، فهناك مجالات أخرى، ويضيف الدخيل هذا قلبك النابض الذي يضخ الدم، تذهب وتولي عليه غيرك، ويقصد بذلك البيع″، أما الكاتب عبدالرحمن الدوسري، فقد أكّد على وجوب المحافظة على الدجاجة “أرامكو”، فهي الوحيدة برأيه التي تبيض الذهب، فكيف أجبرها على أن تبيض ألماس وفضة، ومن حقها بقاءها صندوق استثماري، حمزة السالم أستاذ الاقتصاد المالي، اعتبر أن بيع أرامكو مقامرة خطيرة، وبيعها برأيه لن يحارب الفساد، فهذه جميع الشركات التي تم بيعها لمستثمرين فاسدة، على حد قوله.
وعبر موقع “تويتر”، وعلى “هاشتاق” الشعب يرفض بيع أرامكو، المعارضة مضاوي الرشيد دعت إلى المشاركة في معارضة بيع الشركة على الأقل إلكترونياً، كما طالبت بمظاهرات حاشدة ضد أفعال الأمير محمد، والذي اختصرته ب (م ب س)، عقل الباهلي الكاتب وعبر ذات الوسم أكد أن التشاور حق للجميع فيما يتعلق بالوطن وثرواته، عبدالله العجيمي عقد مقارنة بين ما فعله الشعب المصري لأجل جزيرتين، وبين الرد الإلكتروني الذي تقتصر عليه ردود الشعب السعودي.
في المقابل، كان هناك بعض الآراء المؤيدة لبيع الشركة، حيث أكد بعض المغردين، أمثال عبدالله الفايز على أن هذا الوسم ليس فيه من المصلحة شيء، أما فيصل فقال أن بيع الأسهم سيقتصر على بيع 5 بالمائة فقط، وفيصل المالكي اعتبر أن هذا الوسم يتكلم عن الشعب كله، مع أن قرار بيع الشركة أفضل لها، وللبلاد من الناحية الاقتصادية، حساب زلاتان فطالب بالحجج التي تؤيد معارضة الكثيرين لبيع الشركة.
مطالبات شعبية، كانت قد دعت إلى طرح فكرة بيع أرامكو، ضمن استفتاء شعبي، للموافقة عليه أو رفضه، لكن مراقبين يستبعدون إجراء هذا الاستفتاء، لعدم وجود برلمان أو مجلس شورى قوي، يستطيع أن يفرض هذا على الحكومة، كما أن الحكم في العربية السعودية لا يقوم بالأساس على نظرية دولة المؤسسات، وهناك في بلاد الحرمين، لا أمر إلا لأولي الأمر، وبأمر الحاكم تسقط كل الأمور من بعده، يقول مراقبون.