هل نجحت السعودية في استقطاب ترامب ضد إيران؟ هذه الحقيقة وهذا دور “إسرائيل”
تظل العلاقات الدولية، واحدة من أكثر العلاقات تعقيدا، فبالأمس القريب كان ترامب يشن الهجوم تلو الهجوم على السعودية، وهو الأمر الذي لم يعد متواجدا على الإطلاق بعد تنصيبه رئيسا رسميا للولايات المتحدة الأمريكية، وهو الأمر الملفت كثيرا، وأصبح حديثا للكثير من الخبراء لا سيما أن ذلك يحمل الكثير من التأثيرات على المنطقة، بعد الانفراجات الكبيرة التي حدثت في العلاقات السعودية الأمريكية.
علاقات إستراتيجية قوية
هكذا وصفها ولي العهد السعودي، محمد بن نايف بن عبدالعزيز، اليوم، حيث أكد إن العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية وبين السعودية هي علاقات إستراتيجية، ولن ينجح من يحاول أن يزرع الخلافات بين الدولتين، حسبما وكالة الأنباء السعودية.
تكريم بن نايف
وقبل هذه التصريحات السابقة التي تظهر مدى التقدم في العلاقات بين الجانب الأمريكي السعودي، كان التكريم في انتظار ولي العهد السعودي، محمد بن نايف، حيث كرمته وكالة الاستخبارات المركزية “CIA” بإعطائه ميدالية “جورج تينت” التي تقدمها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “C I A”، وذلك تقديرا لعمله الاستخباراتي المميز في مجال مكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى إسهاماته غير المحدودة لتحقيق الأمن والسلم الدوليين، جاء ذلك أثناء حضور مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية مايكل بومبيو، الذي سلمه الميدالية، و بحضور ولي ولي العهد السعودي، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان.
دراسة: توافق كبير بين أمريكا والسعودية
كما كشفت دراسة إستراتيجية أعدها معهد دول الخليج العربية بواشنطن، أن هناك توافقًا كبيرا، بين وزراء حكومة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ودول الخليج تجاه ضرورة اتخاذ موقف صارم تجاه إيران، مؤكدة إن رؤية وزراء ترامب ورؤية دول الخليج متطابقة تماما، حيال قضايا الاتفاق النووي ودور إيران في زعزعة الاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط حسب زعمهم.
مؤشرات إيجابية كثيرة
ويعلّق الدكتور جمال أسعد، الكاتب والمفكر السياسي، بقوله، أن هناك مؤشرات كثيرة ظهرت لا سيما في هذا التوقيت، فيما يخص العلاقات السعودية الأمريكية، مشيرا إلى أن التصريحات الإيجابية النابعة من الطرفين الأمريكي والسعودي، تنبأ بفصل جديد بين الطرفين يتمحور حول العلاقات الإيجابية.
سر تطور العلاقات
وعن سر هذا التطور في العلاقات ما بين الطرفين، أكد أسعد في تصريحات خاصة لـ”الفجر”، أنه يجب النظر في الأساس إلى العلاقات الدولية القائمة على المصالح، موضحا أن هذا الجانب يلعب دورا كبيرا في إدارة دونالد ترامب لتلك المرحلة، قائلا ” ترامب يؤمن بالمصلحة النفعية، على اعتباره رجل أعمال كبير، وأن هذا يجعله يفكر دائما من خلال هذه النظرة، وهو السر في أن ينظر إلى الخليج ويهادنه، فيما صعّد الأمور مع إيران”.
على حساب من؟
وبيّن أن التطور الإيجابي في العلاقات السعودية الأمريكية، تأتي بامتياز ضد إيران، والقيام بتقليص الدور الإيراني من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا هو الاتفاق الأساسي في تلك العلاقات، موضحا أن ترامب قضى تمام على نظرة أوباما للخليج، فيما بدأ عهدا جديدا ترسمه إدارة ترامب، من خلال إعادة ترتيب الأولويات ومن بينها بالطبع العلاقات مع الدول الخليجية.
“إسرائيل” ودورها
وكشف أسعد، أن الخوف الإسرائيلي من إيران، جعل ترامب يهتم بالركون إلى المحور العربي والخليجي أكثر، كونهم لا يمثلون خطرا كبيرا على “إسرائيل” وتوصل ذلك إلى إدارة ترامب، فضلا عن خوفها الشديد من الاتفاق النووي والتي تطالب بإلغائه.
لن تكون حرب
وعن إمكانية وقوع حرب بين إيران وبين الولايات المتحدة الأمريكية، أوضح أن الاستفزازات الإيرانية الأمريكية، لن تتعدى عن كونها تصريحات فحسب، وستظل قيد هذه المحطة، مشيرا إلى أنهم يعرفون جيدا أن المنطقة لا تحتمل أية مواجهات على الإطلاق، خاصة أن هناك عدوا حاضرا وهو الإرهاب والجماعات المتطرفة.
دلائل هامة حالية
من جانبه أكد الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية، أن هناك الكثير من الدلائل أيضا الحاصلة في هذا الحين، عن تطور كبير في العلاقات بين الخليج و الولايات المتحدة الأمريكية، لا سيما بعد المكالمة التاريخية التي طال وقتها بين ملك السعودية وبين الرئيس الأمريكي ترامب.
المصلحة الأمريكية
وأضاف في تصريحات خاصة لـ”الفجر”، أنه لا يمكن القول بأن السعودية أو دول الخليج نجحت في استقطاب الولايات المتحدة الأمريكية ضد إيران، وإنما يمكن القول بأن المصلحة الأمريكية في هذا التوقيت تأتي مع الدول الخليجية، ضد إيران.
المال الخليجي
وأوضح غباشي، أن المال الخليجي، يعد من أهم الركائز الأساسية للاقتصاد الأمريكي، وهو عامل قوي جدا لأن تكون هناك علاقات قوية بين الإدارة الأمريكية الجديدة وبين السعودية والخليج، مبينا أن كل ما كان يقوله ترامب أثناء ترشحه للرئاسة الأمريكية ضد الخليج لم يعد له وجود على الإطلاق، حيث كان من قبيل الدعاية الانتخابية لا غير.