زيارة غوتيريس للسعودية: سقوط في اختبار الأممية
من السعودية، قرر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، خلال مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية السعدي عادل الجبير، بالاكتفاء بتوجيه اللوم لليمنيين لعدم معرفتهم استعمال المساعدات الأممية، مقرراً عدم التطرق إلى سبب المعاناة اليمنية التي ولّدها العدوان السعودي على البلد الفقير في المنطقة.
تقرير سناء ابراهيم
على الرغم من الانتقادات الدولية المتصاعدة للسعودية، تستمر المنظمات الأممية بالتواصل مع السلطات في الرياض لـ”بحث قضايا المنطقة”، محاولة صم آذانها عن صرخات أطفال اليمن الذين إن لم يموتوا بصواريخ طائرات التحالف، فإنهم يقضون بسبب المجاعة التي ولّدتها الحرب السعودية على اليمن.
حط الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في الرياض، في أولى زياراته للمملكة التي لم يعلن عنها مسبقاً، والتقى الملك السعودي والمسؤولين السعوديين، كما عقد مؤتمراً صحافياً مع وزير الخارجية عادل الجبير، أكد خلاله أهمية مكافحة الإرهاب، من دون أن يوجه أي انتقاد إلى الرياض بسبب عدوانها على اليمن أو دعمها للإرهاب، على الرغم من الانتقادات المتصاعدة بحقها، بل عمد إلى الاكتفاء بالثناء على جهودها والاتفاق معها حول قضايا المنطقة.
ولم يكن موقف غوتيرس مفاجئاً، فالأمم المتحدة أعربت عن آرائها في مواقف عدة من الرياض، خاصة بعد الأزمة التي مرت بها العلاقات الثنائية إثر إدراج السعودية على اللائحة السوداء لقتل الأطفال، بسبب العدوان على اليمن، والعودة إلى سحب اسمها بعد الضغوط التي مارستها واشنطن والتهديدات السعودية بوقف لمساعدات المالية للمنظمات الإغاثية التابعة للأمم المتحدة والمنتشرة في دول العالم.
كشفت العلاقات الثنائية بين الجانبين عن ازدواجية متبعة في الأمم المتحدة التي تسعى إلى محاربة الإرهاب في العالم، غير أنها ترضح للضغوطات السعودية في شتى الأوقات، حيث اعتبر مراقبون أن المنظمة الدولية تخضع لأموال المملكة التي تحرّك منظمات العالم بثروتها.
ولفت المراقبون إلى أن الولايات المتحدة لعبت دوراً بارزاً في إزالة اسم السعودية عن اللائحة السوداء في الأمم المتحدة لقتل أطفال اليمن، وقد تمت هذه الإزالة على الرغم من الانتقادات المتعالية من المنظمات الحقوقية بسبب العدوان على اليمن من جهة، والممارسات القمعية التي تعتمدها الرياض داخل حدودها.
وكانت منظمات عدة قد طالبت بإزالة السعودية من عضوية مجلس حقوق الانسان استناداً إلى وقائع ملموسة وحسية، وظهرات الازدواجية عند تعيّن مندوب السعودية لدى الأمم المتحدة فيصل بن حسن طراد بضغط منها ومن دول غربية رئيساً لـ”لجنة الخبراء المستقلين” في المجلس بهدف تبيض سجل بلاده.