خطبة الشيخ هليل النارية وتحذيراته للدول الخليجية من انهيار الأردن اعطيا ثمارهما بسرعة
وفي زمن قياسي ولا يستحق هذه النهاية.. وهذه مطالعتنا المختلفة في هذه القضية المثيرة للجدل
اثارت الخطبة النارية التي القاها الشيخ احمد هليل إمام الحضرة الهاشمية، وقاضي قضاة الأردن العديد من ردود الفعل داخل الأردن وخارجه، لانه حذر الدول الخليجية من انهيار الاردن، لعدم وقوفها الى جانبه في الازمة الاقتصادية الحالية التي يعيشها بسبب تراجع الدعم والمنح المالية الى درجات متدنية جدا.
الشيخ تعرض للكثير من الهجوم على وسائط التواصل الاجتماعي، وفي وسائل اعلام تقليدية، لأنه تجاوز المحظورات في نظر البعض، ووضع الأردن في صورة “المتسول” من وجهة نظر البعض الآخر، وانتهى الامر بالسلطات الأردنية العليا الى قبول استقالته من جميع مناصبه، وربما ليس بسبب هذا الجدل، وانما لامتصاص غضب بعض الدولة الخليجية، والمملكة العربية السعودية بالذات، التي تفضل دائما التكتم على الخلافات، وعدم اظهارها في العلن، وفي وسائل الاعلام.
الشيخ هليل اجتهد عندما قال ما قاله من فوق منبر مسجد الملك حسين بن طلال، ولا نعرف في هذه الصحيفة “راي اليوم” عما اذا كان هذا الاجتهاد شخصيا او موحى به من جهات عليا، واي كان الحال، فانه اعطى ثماره، واوصل الرسالة، بغض النظر عن الخلافات حول مضمونها وطريقة القائها، الى الجهات المعنية بشكل سريع ومؤثر.
فالانباء التي ترددت بالأمس (الاحد) أي بعد اقل من يومين من هذه الخطبة التي وصفت بالنارية، افادت نقلا عن مصادر سعودية، ان العاصمة الأردنية عمان ستستضيف في أواخر آذار (مارس) المقبل قمة اردنية سعودية، بين العاهلين السعودي والأردني، وقبل يومين من انعقاد القمة العربية، يجري خلالها بحث العديد من القضايا السياسية والاقتصادية وتعزيز اطر التعاون المشترك بين البلدين في مختلف المجالات، وكذلك اطلاق مشاريع مشتركة منبثقة عن صندوق الاستثمار الأردني السعودي، ونحن ننقل هنا عن صحيفة “الرأي” الأردنية شبه الرسمية.
ما قاله الشيخ هليل في العلن، هو ما يتردد في معظم المجالس والديوانيات والمقاهي الأردنية، وعلى لسان مسؤولين حاليين او سابقين، والخلاف ربما في طريقة الطرح، وليس في مضمونه، والأردن يمر بأزمات مالية، ويعتب المسؤولون فيه على اشقائه في الخليج الذين لم يهرعوا لمساعدته، وهو الذي قدم لهم الكثير من الخدمات الأمنية والسياسية، ووقف الى جانبهم في جميع ازماتهم، وتحلى بأكبر قدر من ضبط النفس وكل قيم الادب، وكظم غيظه، ولم يفعل ما فعله آخرون، وهذا يحسب له، وليس عليه.
الرجل، ونحن في هذه الصحيفة، لا نعرفه، ولم نلتقيه مطلقا، استقال او اقيل، وغادر مواقعه جميعها، بعد ان خدم الدولة لاكثر من ستين عاما، ان لم يكن اكثر، ويستحق نهاية افضل من تلك التي شاهدناها، أيا كانت تحفظات البعض عليه، وان يحظى باجر المجتهدين على الاقل اذا كان اخطأ في اجتهاده، لا ان يتحول الى كبش فداء.
“راي اليوم”.