دخول ترامب الى البيت الابيض هو مثابة دفعة قوية للزعماء العرب الذين خاب أملهم من سياسة اوباما في الشرق الاوسط

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1658
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

بقلم: د. رونين اسحق
“ميراث اوباما في الشرق الاوسط هو فشل مطلق”. هذا ما قاله البروفيسور ستيفن وولت، المختص بالشؤون الدولية في جامعة هارفارد في مقابلة مع قناة “الجزيرة”. انهيار الدول القومية في الشرق الاوسط. تصاعد الارهاب في سوريا والعراق وتركيا ومصر. فشل المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين واهمال الصداقة التقليدية بين دول الخليج ومصر والولايات المتحدة – كل ذلك جزء صغير من الارث الذي يخلفه الرئيس اوباما وراءه.
خلافا للجمهور العربي، الذي تحفظ من ترامب في الاستطلاعات اثناء الحملة الانتخابية في الولايات المتحدة، فان الزعماء العرب لم يخفوا تأييدهم له، وكانوا أول من باركوا انتصاره لأنهم اعتبروا ذلك فرصة لتغيير السياسة الامريكية تجاه الشرق الاوسط. وحسب التعيينات في الادارة الجديدة التي أعلن عنها ترامب مؤخرا. يتبين أن اصحاب المناصب الهامة الثلاثة في الادارة – وزير الخارجية تلرسون، وزير الدفاع ماتيس ومستشار الامن القومي فلين، اضافة الى مستشار ترامب لشؤون الشرق الاوسط فولد فارس – كانوا جميعهم من أشد المنتقدين لاوباما ودوره في الشرق الاوسط، وعلى رأسها الاتفاق النووي مع ايران.
في اوساط القادة العرب في الشرق الاوسط التوقعات من دخول ترامب، عالية. التصريح الذي سمع في وسائل الاعلام المصرية بعد انتخاب ترامب بأنه “توجد لمصر الآن فرصة للعودة ولعب دور تاريخي في الشرق الاوسط”. وهذا يؤكد بشكل جيد التغيير الذي يأمل فيه الزعماء العرب. إن وقف تأييد الولايات المتحدة للحركات الاسلامية وخصوصا حركة الاخوان المسلمين التي حصلت على غطاء من ادارة اوباما، سيعطي قدرة على المناورة الواسعة الآن للانظمة العربية لتعزيز سيطرتها وطرد التحدي الاسلامي السياسي.
إن دخول ترامب الى المنصب قد يحسن العلاقة بين دول الخليج والولايات المتحدة – هذه العلاقة التي ساءت منذ أيد اوباما التغيير السياسي في الشرق الاوسط أثناء الربيع العربي. وخصوصا منذ وقع على الاتفاق النووي مع ايران قبل سنة. وحتى لو لم يستجب ترامب لدعوات الغاء الاتفاق النووي، الذي حظي بتأييد القوى العظمى، فانه سيهتم بمراقبة جميع بنوده وسيمنع ايران من المناورة والمراوغة تجاه الجمهور حول الاتفاق. حرية العمل التي تحظى بها ايران ستتقلص أيضا بسبب تعزيز التعاون مع روسيا.
هذا التعاون يتوقع أن يزداد بعد دخول تلرسون المقرب من بوتين الى منصب وزير الخارجية، قد يشكل عقبة أمام حل الصراع في سوريا. وأنا اعتقد أن ترامب سيفضل منح روسيا الحرية في الدولة وعدم التدخل من قبله، خاصة في ظل وجود الهدوء المعين في الحرب الاهلية واتفاق وقف اطلاق النار الذي ما زال ساري المفعول.
وأخيرا، تأييد ترامب لسياسة حكومة اسرائيل، ورفضه فرض اتفاق السلام على الطرفين، يعزز التقدير بأن الصراع الاسرائيلي الفلسطيني ما زال بعيدا عن الحل. وقد كان هذا سبب أن بعض الزعماء العرب الذين عبروا عن أسفهم من انتخاب ترامب، كانوا القادة الفلسطينيين الذين اعلنوا أن انتخابه هو اشارة لليأس وليس الأمل.
اسرائيل اليوم 15/1/2017