الخرطوم والرياض: الاقتصاد إلى السياسة ثم البوليسية
ينعكس تحسّن العلاقات السعودية السودانية بشكل سلبي على مواطني الأخيرة على أراضي المملكة، إذ تمارس الرياض سلطتها العسكرية على السودانيين المتواجدين داخل حدودها لقمعهم عند انتقاد خطوات حكومتهم.
سناء إبراهيم
في وقت أصبحت السودان تغرّد في سرب المحور السعودي الخليجي، بدأت العلاقات بين البلدين تشتدّ عند كل مفصل، فالعلاقات التي انطلقت من باب الاستثمارات الاقتصادية للرياض في الخرطوم، تطورت بشكل لافت منتقلة إلى التعاون العسكري والأمني بين البلدين.
ومن باب المناورات العسكرية الثنائية، انطلق التعاون العسكري بين الخرطوم والرياض. مناورات فتحت مجالات للمشاركات العسكرية، حيث أدرجت المملكة في العام ألفين وخمسة عشر، السودان في لائحة الدول المشكلة لتحالفها العسكري للحرب على اليمن. خطوات متتالية ومستكملة بين البلدين، حيث تجري ثاني مناورات مشتركة في البحر الأحمر في هذه الاثناء بين الدولتين، تحت عنوان "الفلك2".
ولكن، التعاون العسكري لم يتوقف عند هذه الحدود، بل وسّعت الرياض سلطتها على السودانيين، حيث أوكلت لنفسها مهمة قمع مواطني الدولة السمراء لمجرد تعبيرهم عن رأيهم الرافض لرفع أسعار الدواء واحتجاجاً على إجراءات التقشف في بلادهم، فبعد أن كانت السعودية تدعم السودان اقتصادياً لردع أي احتجاج وحفاظاً على الأمن، باتت المملكة البوليسية تمارس سياسة القمع، خصوصاً وأن سلاح الاقتصاد فقد بريقه.
نمو العلاقات بين البلدين بعد أن مرت بفترات من التوتر، تُرجم بتنفيذ قوات الأمن السعودية لحملة اعتقالات على اثنين من الشباب السودانيين العاملين في الرياض، بسبب نشرهما آراء داعمة للاحتجاجات على الأراضي السودانية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وفق صحيفة "الغارديان" البريطانية، التي أشارت إلى أن العلاقات بين البلدين تؤدي الى اعتقال سودانيين في المملكة.
الصحيفة البريطانية أوضحت أن السودانيَين قاسم محمد سيد أحمد والوليد إمام حسن طه، اعتقلا بينما كانا يغادران عملهما في الرياض في ديسمبر الماضي، وأخبرت أسرتاهما أنهما احتُجزا من أجل تحقيق سري، لكن لم يتم تفسير سبب اعتقالهما للأسرتين، مشيرة إلى أن المعتقلين كانا نشطين على الإنترنت في التعبير عن دعمهما لحملة العصيان المدني والإضراب في السودان.
أسر المعتقلين أوضحت أن الحكومة السودانية دفعت الحكومة السعودية لاعتقال ابنائها.
هذا، وأشارت الصحيفة إلى أنهما من المرجح أن يتعرضا لعقاب شديد وربما للتعذيب إذا تم ترحيلهما للسودان، ووضعت الاعتقالات في خانة انعكاس تحسّن العلاقات بين حكومة الرئيس السوداني عمر البشير والرياض.