ادارة اوباما تنهي طريقها في المنطقة دون اصدقاء ودون التصالح مع الأعداء أو كسبهم الى جانبها.. والسعودية وتركيا مثالا

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1890
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

بقلم: البروفيسور ايال زيسر
على أبواب انتهاء حقبة ادارة اوباما، حان الوقت في واشنطن لحساب النفس. وفي الشرق الاوسط هذا هو وقت تصفية الحسابات ورفع السكاكين. ومن اللافت أن من يستغل وقت صمت ادارة اوباما من اجل تصفية الحساب معها وغرس السكين في ظهرها، ليسوا أعداء الولايات المتحدة في المنطقة، بل اصدقاءها وحلفاءها. حيث يعتقدون أنه قد تمت خيانتهم من قبل واشنطن، لذلك لا يمكنهم اخفاء غضبهم وخيبة أملهم منها.
في الاسبوع الماضي كان هذا دور رئيس تركيا اردوغان الذي اتهم واشنطن بأنها لم تساعد بلاده في حربها ضد داعش، وسمحت بواسطة سياستها أن تزداد قوة هذه المنظمة. وبعض مساعدي اردوغان هددوا ايضا بطرد القوات الامريكية الموجودة في مطار انجرليك في جنوب تركيا، الذي يستخدمه الامريكيون لنشاطاتهم الجوية في المنطقة.
كعادته اردوغان ليس دقيقا. على مدى اشهر طويلة فضلت تركيا بقيادته تجاهل نشاط داعش في سوريا والعراق. لأنها أرادت أن تكون هذه المنظمة بمثابة عنصر توازن مقابل التأثير الايراني والشيعي المتزايد في هذه الدول. ونسي اردوغان ايضا أنه تحدث في السابق بشدة ضد من حذروا من تصاعد موجات الارهاب الاسلامي المتطرف، وادعى أن الارهاب الاسلامي غير موجود. ولكنه اكتشف بالطريقة الصعبة أن لداعش منطقه الخاص، وأن اردوغان ايضا هو كافر يجب محاربته بشكل لا يقل عن محاربة الغرب الصليبي والشيعة في المنطقة، لا سيما أن تركيا هي هدف سهل للعمليات الخاصة بداعش.
توجد لاردوغان، رغم ذلك، اسباب جيدة كي يشتكي من سياسة الولايات المتحدة في المنطقة. وفي نهاية المطاف كان موضوع داعش جزء صغير من صورة شاملة أكثر تتعلق بمواجهة تأثير ايران والشيعة في العراق وسوريا، حرب أهلية دموية في سوريا، وفي نهاية المطاف تمركز روسيا في المنطقة كلاعب اساسي وكقوة عظمى اقليمية متصدرة.
الولايات المتحدة لم تستجب لهذه التحديات، وجميع الاجراءات التي اتخذتها كانت مثابة خطوات تكتيكية لم تؤد الى أي مكان. وكان أحدها التحالف مع الاكراد في شمال سوريا، الخطوة التي كانت بالنسبة لاردوغان الشرشف الاحمر. والمستقبل فقط هو الذي سيكشف اذا كان من وراء هذا القرار تفكير امريكي وقرار رئاسي، أم أنه مجرد عملية انتقامية لوكالة من وكالات الاستخبارات والأمن في الولايات المتحدة، التي تعمل في المنطقة بشكل منفصل بل ومتناقض.
لقد تسرب الخوف الى الاتراك من أن اوباما لديه موقف شامل تجاه المنطقة في مركزه الرغبة في ارضاء ايران والتصالح معها. وبالتالي، التسليم بازدياد قوتها في المنطقة على حساب اصدقاء واشنطن. واضافة الى ذلك عدم الرغبة في العمل في الشرق الاوسط، وعدم الرغبة في منع عودة موسكو الى المنطقة للعب دور اساسي، الذي استبدل عمليا دور واشنطن.
إن اردوغان هو زبون غير سهل، ورغم ذلك هو يعرف كيف يحترم القوة عندما يشعر بها. لذلك فقد تصالح مع بوتين واظهر استعداده لتطبيع العلاقات مع اسرائيل. ولذلك ايضا هو يستقبل ترامب بالثناء. واضافة الى ذلك كانت تركيا حليفة مقربة من واشنطن على مدى سبعين سنة. واذا وصلت العلاقة بين تركيا والولايات المتحدة الى مرحلة متدنية، فلن تكون أنقرة وحدها هي التي تتحمل مسؤولية ذلك.
السعودية ومصر انضمتا الى تركيا، واللتان تثنيان على ترامب ولا تخفيا غضبهما من الادارة التاركة. وهكذا تنهي ادارة اوباما طريقها في المنطقة بدون اصدقاء. فقد ترك اصدقاءه ولم يصالح أعداءه أو يكسبهم الى جانبه. والطرفان يحترمان القوة والموقف الواضح. وهذا ما كان غائبا في سياسة واشنطن في السنوات الثمانية الاخيرة.
اسرائيل اليوم 8/1/2017