مقتل جندي سعودي في تبادل لإطلاق نار وجماعة الحوثي تهدد بنقل المعركة وتوسيعها في جبهات خارج الحدود
اليمنية وتعلن إسقاط طائرة استطلاع سعودية قرب موقع مشعل العسكري في منطقة جازان
الرياض ـ صنعاء ـ وكالات: اعلنت وكالة الأنباء السعودية عن مقتل جندي سعودي في تبادل لإطلاق نار مع مسلحين “حوثيين” على الشريط الحدودي مع اليمن في وقت هددت فيه جماعة الحوثي المسلحة المسيطرة على العاصمة اليمنية صنعاء ومحافظات أخرى، اليوم السبت، بتوسيع جبهات القتال إلى ما وراء الحدود اليمنية، في إشارة إلى الأراضي السعودية.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، عن المتحدث الأمني للداخلية، اللواء منصور التركي، إنه عند الساعة السادسة وأربعين دقيقة من صباح اليوم (3.40 تغ) تعرضت إحدى النقاط الحدودية المتقدمة في منطقة جازان لإطلاق نار كثيف ومقذوفات عسكرية عبر الحدود من عناصر حوثية تتحصن في مواقع جبلية مقابلة.
وأضاف التركي أنه نتج عن تبادل إطلاق النار مقتل الجندي أول بحرس الحدود “هاشم عبيد محمد البركاتي”.
ولفت إلى أنه “تم التعامل مع الموقف بما يقتضيه بمساندة من القوات البرية والسيطرة على الموقف”.
ويعد هذا ثالث جندي سعودي تعلن المملكة مقتله في اشتباكات مع الحوثيين منذ السبت الماضي.
في المقابل، تحدث الحوثيون اليوم، عن مقتل جندي سعودي، بعملية قنص ولكن في منطقة “عسير” جنوبي المملكة أيضا.
ونقلت قناة “المسيرة” التابعة لهم عن مصدر عسكري، لم تسمه، أن وحدة القناصة التابعة لهم تمكنت اليوم السبت من قنص جندي سعودي في موقع “الهنجر” بمنطقة عسير.
كما تحدثت القناة عن أن مقاتلات التحالف شنت اليوم 65 غارة على قريتي “الدحرة” و”قوى” بجازان، جنوبي المملكة، في إشارة إلى تقدم مقاتليهم بتلك القرى الحدودية.
ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من السلطات السعودية ولا من التحالف العربي حول ما ذكرته القناة التابعة للحوثيين.
وقال محمد عبد السلام الناطق الرسمي باسم الجماعة في بيان نشره على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي/ فيس بوك:/ “أثبتت المؤسسات العسكرية الوطنية والقوة الصاروخية أنها درع اليمن الحصين، وأنها قادرة على مواصلة المعركة، ومفاجأة العدو بما لم يخطر له على بال”.
وأشار إلى أن “نقل المعركة وتوسيعها في جبهات ما وراء الحدود، والرد الصاروخي أمر مشروع دينا، ومكفولٌ قانونا، وواجبٌ وطني وإنساني وأخلاقي لمواجهة عدوان ارتكب كل الموبقات، وانتهك كل الحرمات والمقدسات”.
وتابع ناطق الحوثيين في البيان الصادر بمناسبة العام الجديد 2017 أن ما وصفه بـ”العدوان” على اليمن هو “أمريكي، نظرا لما حظيت به السعوديةُ من دعم متعدد الأوجه من قبل واشنطن ، تسليحا وغطاءً سياسيا ووقتا ومشاركة في غرفة العمليات، ناهيك أن قرار العدوان أعلن من واشنطن”.
وأشار إلى أنه “لولا أمريكا لما تجرأت السعودية على شن العدوان، ولو أن هناك قرارا أمريكيا حازما بوقف العدوان ورفع الحصار لانصاعت المملكة رغما عنها”.
وأعلنت القوات الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، اليوم السبت، سيطرتها على عدة مواقع عسكرية، في محافظة صعدة المحاذية للحدود السعودية، شمالي البلاد، التي تعد معقلا رئيسيا لجماعة الحوثي المسيطرة أيضا على العاصمة صنعاء ومحافظات أخرى.
وقال هادي طرشان الوايلي محافظ صعدة، المعين من قبل الرئيس هادي ، إن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية حققت انتصارات جديدة في جبهة البقع بالمحافظة، وسيطرت على مواقع ” أم العرض” وموقع ” الدبابات” وموقع ” القيادة.
وأضاف في صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي ” فيس بوك” أن قوات الجيش الوطني والمقاومة تتقدم باتجاه موقع ” المليل” في الجبهة نفسها، دون ذكر المزيد من التفاصيل.
وقبل ساعات أعلن محافظ صعدة أنه قام بزيارة تفقدية لأفراد لواء القادسية العسكري الموالي لسلطات هادي المتواجدين بمعسكرالتدريب، والذين سيشاركون في تحرير محافظة صعدة من “مليشيات” الحوثي وصالح، حسب قوله.
وخلال الفترة الأخيرة أعلنت القوات الموالية لهادي سيطرتها على عدة مواقع ومناطق كانت تحت قبضة الحوثيين والقوات الموالية لهم في محافظة صعدة، بمساندة كبيرة من قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية.
ومن جانبها، أعلنت جماعة أنصار الله الحوثية المسلحة في اليمن، اليوم السبت، إسقاط طائرة استطلاع سعودية، جنوبي المملكة، خلال الساعات الماضية.
ونقلت وكالة الأنباء “سبأ ” الخاضعة لسيطرة الحوثيين عن مصدر عسكري قوله إن مسلحي الجماعة والقوات العسكرية الموالية لهم أسقطوا خلال الساعات الماضية طائرة استطلاع سعودية بجوار موقع مشعل العسكري في منطقة جازان المحاذية للحدود اليمنية جنوبي المملكة.
وأفاد المصدر بأنه ” تم إعطاب دبابة سعودية من طراز ابرامز وآلية عسكرية أخرى في موقع المصفق السعودي ، كما تم استهداف تجمعات للجنود السعوديين في منطقة الخوبة القريبة من الحدود اليمنية بعدد من قذائف المدفعية”.
وأضاف المصدر أنه ” تم قنص جنديين سعوديين في موقع رقابة الهنجر وقبالة منفذ علب في منطقة عسير السعودية”، مشيرا إلى أن مدفعية الجيش واللجان الشعبية ( تابعون و موالون للحوثي) استهدفت تبة (تلة جبلية) عامر بمنطقة عسير و موقع العش في منطقة نجران، فيما تم تدمير آلية سعودية ومقتل طاقمها بصاروخ موجه في مرتفعات رجلا السعودية.
ولم يصدر التحالف العربي، بقيادة السعودية اي تعليق بشأن ذلك حتى الآن.
وتشهد المناطق الواقعة على الشريط الحدودي بين اليمن والمملكة العربية السعودية، معارك عنيفة منذ نحو عامين، مخلفة خسائر مادية وبشرية كبيرة، معظمهم من مسلحي الحوثي.