رئيس “المَعروف والمُنكر” السعودية السّابق يتّهم “المُتعاونين” معهم بتكسير عِظام المُواطنين
وسَرقتهم باسم “رجل الهيئة” ويَصف أفكارهم “بالمُفخّخة”.. هاجم “دُعاة الفتنة” وأكّد أنهم سلّطوا عليه “السّفهاء”.. مُغرّدون مُستاؤون من تصريحاته “الفاضخة” ويُؤكّدون وجود “مُؤامرة” تَستهدف كل ما هو “إسلامي” بمُساعدة “قناة الكُفر”
عمان- “رأي اليوم”- خالد الجيوسي:
أكّد الرئيس العام السّابق لهيئة “الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر” في السعودية، الدكتور عبداللطيف آل الشيخ، أنه قام بتصفية المُتعاونين الذين كانوا يعملون إلى جانب رجالات الهيئة، فهؤلاء بحسبه كانوا يتسبّبون بإصابات، وكُسور في العظام، كما أنّهم كانوا يصولون، ويجولون باسمهم، ويقومون بآخر الليل بمُداهمة الاستراحات، وتكسير الأبواب، وسَرقة المُواطنين باسم “رجل الهيئة”.
وأوضح آل الشيخ، خلال مُقابلة مع الإعلامي ياسر عمرو، في برنامج “المختصر” على شاشة قناة “إم بي سي”، أنه وجّه بإيقاف المُطاردات، وإزالة دعّامات السيارات المَصنوعة من الفولاذ، وذلك بعد تسبّبها بحالات وفاة كثيرة، كما أشار إلى عملية تنظيم حُضور وانصراف مُوظّفي الهيئة، والتي كانت بتسجيل أسمائهم للحضور فقط، وبعضهم كانوا قبل هذا التنظيم، في سورية، والعراق، ويعودون لنا بأفكارهم المُفخّخة.
وهاجم آل الشيخ، دُعاة الفتنة، والإخوانيين، الذين بحسبه استشعروا أنه لن يكون أداة طيّعة بأيديهم، وأضاف أنهم سلّطوا عليه السّفهاء، والخِراف، ممن امتطوا بحسب تعبيره، صَهوة الدّعوة، وصَهوة الدّين، للوصول إلى أهدافهم الخبيثة، لزَعزعة أمن الوطن.
وعبّر رئيس أقوى المُؤسسات الدينية في العربية السعودية سابقاً، عن رضاه عمّا قدّمه لجهاز الهيئة أثناء رئاسته له، وتلك النقلة النوعية التي شهدها الجميع في علاقة “الهيئة” مع المُواطنين، وعلّل هجوم الخصوم عليه، بأنه بدأ مُباشرة بملف المُتعاونين الساخن، هؤلاء الذين كان عددهم، وفق ما بيّن ضعف أضعاف عدد رجال الهيئة، واصفاً أيّاهم بالشباب الطائش الذي وَجد فرصة السلطة المُطلقة، بترويع المُواطنين، ومُطاردتهم، واقتحام بيوتهم، وكأنهم يُمثّلون حرباً، غير مُعلنة.
تأتي تلك التصريحات التي أدلى بها آل الشيخ، وعلى قناة “إم بي سي”، ويَعتبرها المُجتمع السعودي “المُحافظ” شاشة “ليبرالية”، تأتي بحسب مُطّلعين في توقيت حسّاس تُواجه فيه الصلاحيات الدينية، هَجمة غير مَسبوقة في بلاد الحرمين، تهدف إلى تقليصها كما حصل مُؤخّراً، أو حتى القضاء عليها نهائياً، والتخفيف من سَطوتها على المُجتمع.
حديث آل الشيخ، ولو كان عن المُتعاونين مع جهاز الهيئة، هو اعترافٌ رسمي كما يرى مُطّلعون بكل التجاوزات التي ارتكبتها الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر بحق العباد، والبلاد، وعلى شاشة، تُصنّف في السياق “الانفتاحي”، التي تدعو وفق آراء البعض إلى التخلّي عن الشريعة الإسلامية، والسماح لعادات الغرب الكافرة الدخول إلى مُجتمع إسلامي، قد يكون نشأ على الكبت في رأي البعض الآخر، والذي يَرغب في “الانفتاح”.
وعبر موقع التدوينات القصيرة “تويتر”، رصدت “رأي اليوم” هجوماً لاذعاً طال الرئيس السابق للهيئة آل الشيخ بعد تصريحاته تلك، وعبّر عددٌ من المُغرّدين عبر وسم “آل الشيخ يَفضح الهيئة”، عن استيائهم، من كَشفه ما أسموه بسلبيات “المعروف والمنكر”، وأكّدوا أن هناك “مُؤامرة” للقضاء على كل ما هو إسلامي في بلادهم، وهذا بمُساعدة قناة “الكُفر” إم بي سي كما وصفوها، لكن في المقابل دعا نُشطاء إلى الاستماع لصوت الحكمة في تصريحات الرجل.
يُرجّج مراقبون، أن يكون هناك “ثورة” على الأسس التي قامت عليها البُنية الدينية في العربية السعودية، وهذا بُغية التخلّص من تراكمات فتن الدعوة، والذين أسماهم آل الشيخ بصفته “إصلاحي”، في مُقابلته “بدعاة الفتنة”، الذين يحملون فكر الإخوان، وأنتجوا لهم كجبهة داخلية عند قيادته جهاز الهيئة، وللعالم “داعش وأخواتها”، التي يبدو كما يرى مراقبون، أنها ستعود لا محالة إلى الداخل السعودي، بعد أن تتقطّع بها السّبل في سورية، والعراق، يقول مراقبون.