هل توجه السعودية صفعة لمصر عبر “سد النهضة”؟
فوربرس – التقرير
“سد النهضة”.. ملف جديد قد يفاقم من الوضع المتأزم في العلاقات بين المملكة العربية السعودية ومصر، وهي العلاقات التي تشهد توترًا منذ بضعة أشهر رغم النفي الرسمي.
ففتحت زيارة مستشار العاهل السعودي بالديوان الملكي، أحمد الخطيب إلى سد النهضة العديد من الأسئلة، عن سبب الزيارة وأهدفها.
ونقلت وكالة “الأناضول” عن مصدر إعلامي مطلع، أن مستشار العاهل السعودي بالديوان الملكي، أحمد الخطيب، زار سد النهضة، في إطار تواجده حاليًا في العاصمة أديس أبابا؛ للوقوف على إمكانية توليد الطاقة المتجددة.
وتعد زيارة الخطيب لإثيوبيا هي الثانية لمسؤول سعودي خلال أيام، حيث زارها الأسبوع الماضى وزير الزراعة السعودي، عبدالرحمن بن عبدالمحسن الفضلي.
جاءت زيارة مستشار الملك لإثيوبيا، بعد ساعات من تقارير عربية تتحدث عن زيارة للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح لمصر مؤخرًا؛ موضحة أن اليمني والذي يتزعم القوات المعادية للمملكة السعودية في حربها باليمن زار القاهرة سرا، وذلك رغم عقوبات الأمم المتحدة المفروضة عليه والتي من بينها عدم السفر.
دعم سد النهضة
وأشارت تقارير صحفية إلى أن التليفزيون الإثيوبي، أعلن أن مستشار العاهل السعودي التقى رئيس الوزراء، هيلي ماريام ديسالين، واتفقا خلال اللقاء على تشكيل لجنة مشتركة للتعاون بين البلدين في مجال الطاقة.
وأضافت أن ديسالين دعا السعودية إلى دعم مشروع سد النهضة ماديا والاستثمار في إثيوبيا، مؤكدًا رغبة بلاده في التعاون مع السعودية في مجالات الطاقة.
بدوره، قال الخطيب، إن السعودية وإثيوبيا لديهما إمكانات هائلة ستمكن البلدين من العمل معًا لتعزيز وتقوية العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية بينهما.
وأجرى الخطيب مشاورات مع وزير الخارجية، ورقنه جبيهو، وأشار الأول إلى أن المستثمرين السعوديين يرغبون للعمل في إثيوبيا في المجالات الاستثمارية المختلفة.
ونقلت صحف مصرية تفاصيل الزيارة بناء على مصادر، وقالت إن الوفد السعودي كان برئاسة أحمد الخطيب، وضم مملثين لكبرى المؤسسات السعودية، مثل شركة “أرامكو” للنفط وشركة الكهرباء السعودية ومؤسسة التجمعات الصناعة وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا، واستمرت الزيارة 3 أيام، والتقى خلالها الوفد بعدد من المسؤولين الإثيوبيين، كما التقى بالمدير التنفيذي لسد النهضة المهندس سمنج بقلي، الذي قدم شرحا مفصلا للوفد عن أهمية السدود الإثيوبية في محاربة الفقر.
وقدّم الوفد السعودي العديد من الأسئلة والاستفسارات عن سد النهضة الإثيوبي وإنتاجه وكيفية التخزين لمياه السد، وبحسب المصادر، تجول الوفد داخل السد وتفقد ما أنجز من المشروع.
وفي تصريحات له من داخل سد النهضة، اعتبر الخطيب، أن هذا السد من أكبر السدود في العالم، وسيسهم في تنمية الشعب الإثيوبي وشعوب المنطقة، وتحدث مستشار الملك السعودي عن جاهزية المملكة للتعاون مع إثيوبيا في مختلف المجالات.
تشير تقارير صحفية، آلى أن السعودية بالفعل شريك في بناء السد، فشركات رجل الأعمال السعودي الراحل محمد العامودي، هي الممول الرئيس للأسمنت في مشروع سد النهضة، بحسب تلك التقارير.
وفي مقال له، أشار الكاتب عبدالناصر سلامة، أن بيان رئاسي إثيوبى رسمي صدر، ووجه الشكر إلى السعودية ودولة الإمارات، إضافة إلى إسرائيل، على جهودهم ودعمهم في إنشاء السد.
وأضاف أن السد تمويله خليجي – عربي لمشروعاته الزراعية التي ستقام بعد ذلك، بهدف دعم الأراضي الزراعية التي يتم استصلاحها على ضفاف السد.
لكن وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، حسم ذلك الأمر في أبريل الماضي، قبل توتر العلاقات مع مصر، وقال إنه لا استثمارات سعودية في سد النهضة، كما يشاع.
دلالات الزيارة
نفت السفيرة منى عمر، مساعد وزير الخارجية الأسبق للشؤون الإفريقية، التلميحات التي تريد إشعال الموقف المصري السعودي، بناء على هذه الزيارة.
وأوضحت، في تصريحات صحفية، أن هذه الزيارة هدفها توضيح إثيوبيا للجانب السعودي مدى الإنجازات التي وصلت إليها في بناء السد، مؤكدة أنه ليس هناك أي مساس للجانب المصري فيما يخص موقفها المائي.
وأشارت إلى أن ملف السد حُسم من قبل المكاتب الاستشارية، والتي تسلمت الملف وتقضي بتنفيذه حاليا لمعرفة مدى تأثير السد على الموقف المائي لكل من مصر والسودان.
وقال هاني رسلان، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاقتصادية، إن زيارة مستشار العاهل السعودي تحمل بعدا سياسيا، مضيفا أن الزيارة تفيد بأن المملكة تقف مع أديس بابا في قضيتها ضد القاهرة.
واعتبر أن زيارة الوفد السعودي لسد النهضة تعني الوصول إلى مرحلة الانتقام، ردا على تفسير خاطئ من الرياض حول الموقف المصري من سوريا.
وأوضح الدكتور محمد نصر الدين علام، وزير الموارد المائية والري الأسبق، أن زيارة الخطيب سابقة خطيرة، وتعتبر ردا على الخلافات الحالية بين مصر والمملكة السعودية، واستكمالا لمسلسل التراجع عن الالتزامات السعودية بتوفير الإمدادات البترولية لمصر بموجب اتفاق تعهدت به شركة “أرامكو” السعودية الحكومية.
وأضاف أن زيارة المسؤول السعودي لسد النهضة تأتي استكمالا للطموحات السعودية بالاستثمار في إثيوبيا لمجموعة من المشروعات الزراعية، يرعاها أحد كبار المستثمرين السعوديين وهو محمد العمودي، وخاصة في منطقة سد النهضة، مشيرًا إلى أن الاستثمارات السعودية في إثيوبيا تتجاوز 13 مليار دولار، أغلبها في مشروعات زراعية مروية، يتم تصديرمنتجاتها إلى السعودية وخاصة زراعات الأرز.
ونوّه علام بأن السعودية تخطط للاستفادة من سد النهضة في توصيل الكهرباء إلى السودان واليمن في إطار دعمها للدولتين على حساب المصالح المصرية.