طهران تخرج رابحة من “أوبك”.. وسط فشل لدبلوماسية الرياض النفطية
يرى مراقبون أن اتفاق وزراء النفط لدول منظمة أوبك على تخفيض الإنتاج الإجمالي للمنظمة للمرة الأولى منذ عام 2008، يعتبر ضربة موجعة للسعودية في إطار منافستها مع إيران على الحصص في السوق النفطية.
حازم الأحمد
خرجت إيران رابحة من الإتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء بين دول منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك)، مع إضطرار السعودية إلى الموافقة على إن تزيد منافستها الإقليمية إنتاجها في حين ستخفض المملكة إنتاجها بالمقابل.
وعنونت الصحف الإيرانية الصادرة الخميس "انتصار نفطي لإيران في أوبك" و"فشل دبلوماسية الرياض النفطية" بعد اتفاق بلدان أوبك خلال اجتماعها في فيينا على خفض انتاجها 1,2 مليون برميل يوميا.
ويتعين على جميع دول المنظمة، باستثناء إيران ونيجيريا وليبيا، خفض مستوى انتاجها بنسبة 4,5%.
أما بالنسبة لطهران، فسيكون هناك زيادة في الإنتاج، الأمر الذي رحب به وزير النفط بيجان زنقانة قائلا "بعد أشهر من المناقشات والشعور بالتوتر والمشادات، وافقت دول أوبك الأخرى على أن يكون انتاج إيران مماثلا للعام 2005، وهو أعلى مستوى بحيث كان 3,975 مليون برميل يوميا".
وأضاف للتلفزيون الرسمي "على هذا الأساس، وافقوا على أن تزيد إيران انتاجها 90 الف برميل يوميا خلال الستة اشهر المقبلة".
وفي المقابل تسعى السعودية أن تبدو في موقف الخاسر، وتحاول القول إن لا أحد خاسر في الاتفاق، بحسب ما صرح مصدر في قطاع النفط في الرياض لوكالة فرانس برس، إلا أنه أقر بأن موقف السعودية أملته المشاكل الإقتصادية الداخلية، وأن الوضع الإقتصادي في المملكة مستمر في التدهور".
ووفقا للأرقام الرسمية، فقد تراجع احتياطي السعودية الى 562 مليار دولار في مارس الماضي مقابل 732 مليار نهاية عام 2014. ولعل هذا ما يفسر تغير موقف الرياض.
بدوره، أشار الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى الصعوبات التي تواجهها الرياض قائلا للتلفزيون الرسمي الخميس "قبل عامين، تم تدبير مؤامرة (لخفض الأسعار)، مؤكداً أن هذه "المؤامرة" فشلت، في ظل "اضطرار السعودية الى استخدام 100 مليار دولار من احتياطياتها من النقد الأجنبي العام الماضي في حين قمنا بزيادة تلك الخاصة بنا".