عشية الهدنة في اليمن.. كيري يعلن لقاءه بأنصار الله.. وآل سعود يرمون هادي وأتباعه في “حيص بيص”
البحرين اليوم
بعد أقل من ساعة من إعلان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، يوم أمس الثلاثاء، عن وصول حركة أنصار الله والتحالف السعودي إلى اتفاق لهدنة تبدأ من يوم غد الخميس، ١٧ نوفمبر، والتزام الأطراف اليمنية بتشكيل حكومة وطنية قبل نهاية العام الجاري؛ سارع وزير خارجية حكومة منصور هادي، الموالية لآل سعود، لنفي علمه بالاتفاق المذكور الذي أُعلن من العاصمة العُمانية مسقط، وأكد في تصريحات إعلامية بأن حكومته ستتعاطى مع الاتفاق وكأنه “غير موجود”.
في المقابل، سخر سياسيون ومراقبون من “وضع” الحكومة اليمنية التابعة للسعودية، وقالوا بأن آل سعود يؤكدون مجددا بأنهم يتعاملون مع أتباعهم باعتبارهم “أدوات للاستعمال فقط”، وأن هادي كما تفاجأ بإعلان العدوان في مارس ٢٠١٥م، ولم يكن على علمٍ به مسبقا، فإنه لم يكن على دراية بالاتفاق الذي أكدته وزارة الخارجية الأميريكية اليوم الأربعاء، حيث نشرت تصريحات كيري التي أدلى بها من مسقط أمس، وعبر فيها عن سعادته للتوصل إلى الاتفاق، وقال إنه “قد يكون نقطة تحول بشأن اليمن إنْ التزم كل طرف بدوره”، ولكنه اعتبرها “خطوة مهمة”.
وكشف كيري بأن الاتفاق تم في مسقط بين التحالف السعودي (السعودية والإمارات) وأنصار الله، ولم يشر إلى أي طرف “يمني” من العاملين مع هادي القاطن في الرياض، ولكن كيري أكد في المقابل بأنه التقي وفد أنصار الله وتباحث معهم بشأن بنود الاتفاق. كما أوضح كيري بأنه التقى بولي العهد السعودي محمد بن سلمان وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد في مسقط حيث أكدا موافقتهما على مساندة الاتفاق “بقوة”، وهو ما يجعل هادي وفريقه في وضع “حرج”، ويثبت أنهما “خارج التغطية” في شأن اليمن، كما يشكل تأييد الرياض وأبوظبي للاتفاق تأكيدا إضافيا على فشل العدوان، وسقوط كل الدعايات التي تم استعمالها للتضليل خلال أكثر من عام ونصف لتسويق العدوان بين الرأي العام، بما في ذلك توظيف الأجندة المذهبية والتحريض العنصري وشراء الذمم واختراع الأوهام الإعلامية.
الناطق باسم حركة أنصار الله محمد عبد السلام أكد اليوم التوصل للاتفاق، وقد نُشرت وثيقة تُظهر توقيعه مع توقيع عارف الزوكا (عن حزب المؤتمر الشعبي اليمني) على مباديء الاتفاق، بما في ذلك وقف العدوان والبدء في الهدنة يوم غد.
وجدد عبد السلام جدية الوفد اليمني الوطني في التوصل للسلام في اليمن، ولكنه شدد على عدم القبول بأي “تجاوزات أو التنازل عن الحقوق”، وقال في تصريحات إعلامية اليوم بأن “الضمان الحقيقي للاتفاق هو تنفيذ الالتزامات على الأرض”.
وعلى الأرض، تحدثت مصادر موالية للسعودية بأن القوات التابعة لهادي تواصل عملياتها القتالية في أكثر من محور في المناطق الواقعة في تعز ونهم جنوب البلاد، وهو ما يفتح التساؤلات والشكوك حيال طبيعة الموقف السعودي الذي سيظهر يوم غد، مع سريان الهدنة، في الوقت الذي يذهب مراقبون إلى عدم “الاطمئنان” من جدية الرياض في وقف عدوانها على اليمن، وأنها قد تلجأ إلى الخروج من المستنقع اليمني بشكل تدريجي وأن تقوم في المقابل بإلقاء هادي وقواته في الرمال المتحركة وفي صحراء “الحيص بيص” الذي يريد السعوديون أن يشغلوا الناس فيها ريثما يجدوا “الفرصة المناسبة” لخروجهم من بقية الورطات الإقليمية الأخرى.